"السرية التامة" من مبادئ حزب "اللهو الخفى"..
مصادر: الأمن يرغب فى تغيير بعض القيادات المتسببة في أزمات داخلية على رأسهم "مخيون"
سهرى: الحديث عن إجراء الانتخابات بناء على رغبة الأمن "عار تماما من الصحة"
الكتاتنى: الحزب له صلة بالجهات الأمنية ويسعى دائما لإرضائه
كتب : محمد عارف
منذ تأسيسه عقب ثورة 25 يناير كأول حزب سلفى يتقدم بأوراقه في مصر ويتم قبوله ثم بروزه بعد الثورة كثاني أكبر القوى الحزبية بعد حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان، وذلك حين فاز بنحو 22% من مقاعد البرلمان الأول الذى تم انتخابه بعد الثورة (2011-2012) فى أول انتخابات تشريعية يخوضها، ثم مروره بأزمة داخلية حادة فى أول انتخابات يجريها والتى انتهت بانشقاق رئيس الحزب عماد عبدالغفور وعدد من القيادات في شهر ديسمبر 2012، وتأسيسهم حزباً جديداً باسم حزب الوطن، ومن ثم وعقب هذه الطفرات والأحداث أصبح حزب النور مثيرا ومثارا للجدل، فهو أول حزب يهاجم جماعة الإخوان أثناء حكمها عندما اعترضت قياداته على تصرفات الجماعة التى لم تستعن بكوادره النور فى المناصب العليا واستحوذت عليها لنفسها وقامت بفصل برجاله الذين كانوا يشغلون منصب مستشار رئيس الجمهورية، وبعدها هدد حزب النور بانه يمتلك ملف "أخونة الدولة"، واستمر الخلاف إلى أن تم إزاحة الإخوان عن الحكم في 30 يونيو وكانت مفأجاة للجميع وعلى رأسهم التيار الإسلامى أن حزب النور لم يكتف بتأييد لـ 30 يونيو لكنه شارك فيها إلى جانب انحيازات الشعب، ومنذ ذلك الوقت أصبحت الأعين مركزة على حزب النور، وأصبحت كل تحركاته مراقبة سواء من الخارج، حيث جماعة الإخوان والدول التي تحتضنها والدول الغربية التى تراقب الشأن المصرى حينذاك أو الداخل، وفى المقابل اتخذ الحزب من السرية والتكتم منهجا له فى كل تصرفاته، من حيث مقابلات مع السفيرة الأمريكية أو اجتماعات الهيئة العليا للحزب، أو سفر بعض القيادات إلى الخارج، أو عدم الإدلاء بتصريحات صحفية إلا البيان الرسمى فقط .
فى السر
ووسط سرية تامة يجرى حزب النور الانتخابات الداخلية فى أمانات المحافظات، والتى تعد الثانية فى تاريخه، لانتخاب مكاتب إدارية لمراكز الحزب فى كل محافظة، ثم انتخابات داخلية لأمناء الحزب بالمحافظات، وبعد إجراء انتخابات أمناء الحزب فى المحافظات، من المنتظر أن يعقد الحزب جمعية عمومية نهاية مارس المقبل، لاختيار 50 عضوًا بالهيئة العليا للحزب والمجلس الرئاسى، ثم انتخاب رئيس جديد للحزب، إلا أنه لم تحسم حتى الآن انتخاب يونس مخيون لمنصب رئيس الحزب مرة أخرى، أو الدفع بشخصية جديدة.
وقالت مصادر سلفية "رفضت ذكر اسمها" أنه انتشرت أنباء عن أن أسباب خروج يونس تتعلق بعدم قدرته على مواجهة الانقسامات، التي تضرب الحزب من جانب الجبهة السلفية المتحالفة مع جماعة الإخوان المسلمين ما جعل الأمن يقدم مقترحا بإجراء انتخابات جديدة تأتي بخليفة ليونس الذي يتولى منصب الرئيس الشرفي.
وأضافت المصادر أن حزب النور استعد لانتخاباته الداخلية بإجراء نوعين من الاختبارات، أولاهما اختبارات لأعضاء الحزب حتى ينتقل العضو من فئة منتسب إلى فئة عامل، والثانية اختبارات يخضع لها الراغبون فى خوض غمار المعركة الداخلية، سواء على مستوى المحافظة أو الهيئة العليا أو رئاسة الحزب، مشيرة إلى أن هناك لجنة تم تشكيلها تضم عددا من كبار قيادات الحزب للإشراف على إجراء هذه الاختبارات.
فيما قال رئيس الحزب الدكتور يونس مخيون "فى بيان للحزب" أن هناك حالة من التجديد تتم داخل الحزب من خلال إجراء الانتخابات الداخلية في الأمانات علي مستوي محافظات الجمهورية انتهت في بني سويف وتجري بالتوازي في عدد من المحافظات، وتمثيل الشباب فيها كبير وبنسبة غير مسبوقة قد تزيد على 80 %.
وفيما قال إسلام الكتاتنى الباحث فى شئون الإسلام السياسي إن كافة الأحزاب المصرية تشهد أزمات داخلية، ومن الطبيعى أن يجرى حزب النور انتخابات داخلية لتغيير بعض القيادات.
الحزب والأمن
وأضاف الكتاتنى فى تصريحات خاصة لـ "دار المعارف" أن حزب النور له صلة بالجهات الأمنية، فإذا كان الأمن يريد إجراء انتخابات داخلية يسعى من خلالها لتغيير بعض الوجوه داخل الحزب المتسببة فى بعض الأزمات الداخلية أو بعض القيادات التى تمتلك أفكارا متطرفة أو منحازة لجماعة الإخوان.
وأشار الباحث فى شئون الإسلام السياسى إلى أن الأحزاب ذات الصبغة الدينية تمتلك القدرة على تنظيم نفسها مقارنة بالأحزاب المدنية، حيث إنها تمتلك قواعد شعبية حقيقية، موضحا أن الانتخابات ستسفر عن نتائج ترضى رغبة الدولة أو الأمن وإدارة الحزب.
لا صلة لنا بالأمن
ومن جانبه قال د. طارق سهرى عضو الهيئة العليا للحزب فى تصريحات خاصة لـ "أكتوبر" أن الحديث عن إجراء الانتخابات بناء على رغبة الأمن كلام عار تماما من الصحة، مضيفا أن الأمن لا يتدخل فى شئون الحزب.
وأضاف سهرى أن الحزب يجرى انتخابات داخلية حقيقية لتصعيد كوادر لها كفاءة ورؤية تتماشى مع الوضع الراهن.