مهنة كصيد السمك فالصياد تغمز سنارته في المياة أما الدهاب - الباحث عن الذهب - فجهازه يصطاد في جبال أسوان والسودان وحوتيت وروميت القريبتان من برنيس ، وصحراء مرسى علم ، يخرج من بيته حاملا جهازه وشبشبه وجلبابه مفارقا أهله ليعمل تحت شمس قارصة تصل حرارتها لخمسين درجة مئوية لمدة تزيد عن عشرين يوما لايستحم فيها مرة واحدة حيث يستخدم الماء في تجهيز الطعام والشراب،
ويعتمد على التيمم في صلواته إلا إذا وزه الشيطان واحتلم فلامحالة من تقطير المياه على جسده ومسحها به ، معرضا نفسه للدغات العقرب والثعبان ومخاطبة العفريت والجان وقرصات الطريشة التي لاعلاج لقرضها سوى البتر وإلا فالموت المعجل،
فإذا جن عليه الليل صيفا نظف مكانا يبتعد عن الأحجار تيقنا بأن الزواحف تبيت تحتها ممايستوجب أخذ الحذر بالابتعاد عنها داعيا الله أن يحفظه من الثعابين أما إذا زحفت الزواحف فلدغته وهو نائم فهذا هو القدر وإن شئت فقل - الفقر ليه ناس عارفها إن ماتت يبحث عن خلايفها - فليس مكتوبا له الغنى باستكمال العثور على الذهب ، وإذا كان البحث شتاء فعليه بحفر حفرة مثل القبر تزيد عن ٥٠ سم ينام فيها وقاية له من البرد الذي يهتك أضلاعه إذا نام مساويا للأرض ، ليستأنف نشاطه في الصباح الباكر بجهاز ( تكنس) أو ( جي بي ) فالأول سعره يصل إلى ٦ آلاف جنيه ويكتشف لنحو ٢٠ سم والثاني ١٥ ألف ويعثر على المعادن لمايقرب من ٦٠ سم ولايقتصر عمل الدهابين على البحث فهناك طريقة أخرى يلجئون إليها وهي حمل حجارة كبيرة لطحنها في مطاحن مخصصة لذلك بادفو نعم يطحن الحجر عسى أن يكون به ذهبا ثم يوضع الزئبق على الماء لكي يساعد في استخراج الذهب من رتش الأحجار ،ف ٣٠٠ جرام زئبق تكفي لتحليل ٦ طن من طحن الحجر ثم يفصل الزئبق عن الذهب إذا عثر عليه تمهيدا لسبكة ومعرفة درجة عياره
وبعد أشهر من البحث قد يصل الدهاب إلى مايصبو إليه فيصير من علية القوم وقد يعود بخفي حنين خاسرا مادفعه من أجرة للسيارة التي استأجرها والبنزين الذي حرقة في التنقل و تجهيز الأكل لكنه يظل مفتخرا بين أهله وعشيرته بأنه دهاب ( وأهو الصيت ولاالغني ) يفعل مثلما فعل جحا حينما كان يشتري البطيخة بجنيه ويبيعها بتسعين قرشا وحين قال له الناس بأنك تخسر بهذه الطريقة رد قائلا كفاية -قولت- يامعلم