د.علي إبراهيم خواجي يكتب: ماذا جنت هذه الشعوب من الإطاحة بحكامهما ؟

د.علي إبراهيم خواجي يكتب: ماذا جنت هذه الشعوب من الإطاحة بحكامهما ؟د.علي إبراهيم خواجي يكتب: ماذا جنت هذه الشعوب من الإطاحة بحكامهما ؟

*سلايد رئيسى1-9-2019 | 21:25

ديننا الإسلامي يحرم الخروج على الحكام ، ولابد من وجوب طاعة أولياء الأمر ، إلا إذا أمروا بالمعصية . فنجد أن الخروج على الحكام يسبب فساداً كبيراً وشراً عظيماً ، فماذا تكون النتيجة اختلال الأمن ، وترويع الآمنين وتضييع للحقوق ، فلا يتيسر ردع الظالم ولا نصر المظلوم . من يرى وجوب الخروج عن الحاكم الظالم هم الخوارج و المعتزلة ، وجعلوا ذلك فرعاً من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . أما أهل السنة والجماعة فإنهم يرون عدم جواز الخروج على الحاكم الظالم ويجب السمع والطاعة لهم ، ومناصحتهم ، والدعوة لهم بالخير . ونجد بأن لدينا العديد من الدول العربية تم الإطاحة بحكامها فيما يسمى بـ( الربيع العربي) . فما الذي جنته الشعوب العربية من هذا الربيع العربي ابتداء من تونس ثم مصر فليبيا وسوريا واليمن والعراق والسودان . هل حلت الصراعات ؟ هل انتهى ظلم الحكام ؟ فنجد أن عددا من هذه الدول لا تزال الصراعات بينهما البين على أشده، كما هو الحال في ليبيا وسوريا واليمن . فنجد اخر الرؤساء الذين تم القبض عليهم من الحكام العرب هو الرئيس السوداني عمر البشير (٧٥سنه) ، والذي حكم السودان لمدة ثلاثين عاماً( ١٩٨٩-٢٠١٩). ونجد بأن هذا اصبح قاعدة لدى عدد من رؤساء الدول التي اكتوت بنار الربيع العربي. فحدثت البداية مع الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي الذي حكم تونس ٢٤ سنه ( ١٩٨٧-٢٠١١). ثم الرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي الذي استمر في حكم ليبيا لـ ٤٢سنه ( ١٩٦٩-٢٠١١). فالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك الذي استمر في الحكم ٣٠ سنه ( ١٩٨١-٢٠١١). ثم الرئيس المصري المعزول محمد مرسي (٢٠١٢-٢٠١٣) الذي توفى مؤخراً بالسجن . فالرئيس اليمني الأسبق علي عبد الله صالح الذي استمر في حكم اليمن ٣٤ سنه ( ١٩٧٨-٢٠١٢) ، والذي قتل على يد الحوثيين. فنجد ان هناك قاسم مشترك بين هؤلاء الرؤساء والذين مكثوا طويلاً في الحكم لأكثر من عقدين أو ثلاثة بل ان بعضهم تجاوز الاربعة عقود. بعكس ما نشاهده في الدول الغربية بشكل عام حيث نجد بأن اغلب هذه الدول لا يجوز ان يتولى فيها الشخص الرئاسة لأكثر من مدتين رئاسيتين متتالية من خلال الانتخابات الرئاسية. حيث ان اغلب دول العالم لديها مدة الرئاسة تتراوح بين اربع سنوات الي سبع سنوات. فمن الدول التي لديها مدة الرئاسة اربع سنوات هي امريكا - البرازيل - الارجنتين - كولمبيا - تشيلي. ومن الدول التي لديها مدة الرئاسة خمس سنوات هي فرنسا- الجزائر - تونس- كرواتيا . ومن الدول التي لديها مدة الرئاسة ست سنوات هي روسيا - المكسيك - فنزولا- الفلبين. ومن الدول التي لديها مدة الرئاسة سبع سنوات هي بورندي - إيرلندا. فنجد بأنه يسعى الا الارتقاء بالعمل خلال فترته الرئاسية، بعكس ما يحدث لدينا حيث ان النظام الملكي يختلف عن النظام الجمهوري . ونجد ان هذه الاعتقالات لرؤساء الدول تحدث كثيراً في الدول الأفريقية. منهم الرئيس التشادي السابق حسين حبري(١٩٨٢-١٩٩٠)، والرئيس الغيني السابق موسى كامارا ( ٢٠٠٨-٢٠٠٩) ، والرئيس الكيني اوهوروا كينياتا (٢٠٠٧-٢٠٠٨)، ورئيس ساحل العاج السابق لوران غباغبو (٢٠٠٠-٢٠١١) ورئيس أفريقيا الوسطى الأسبق جان بيديل بوكاسا(١٩٦٦-١٩٧٩) ، ورئيس مدغشقر الأسبق مارك رافالو مانانا (٢٠٠٢-٢٠٠٩). اول رئيس دولة يتم اعتقالة كان الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش الذي توفى في احد سجون لاهاي في هولندا لمحاكمته بسبب ارتكابه جرائم حرب في البوسنة والهرسك . وكذلك الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي تم إعدامه في ٢٠٠٦. ومؤخراً تم اعتقال رئيس قيرغيزستان السابق المظ اتامباييف الذي اعتقل بعد اقتحام الشرطة لمقر إقامتة بسبب مزاعم فساد. وكذلك رئيس البيرو السابق الان غارسيا الذي انتحر بإطلاق النار على نفسه اثناء اعتقاله . آخر حرف القاعدة الشرعية المجمع عليها " انه لا يجوز إزالة الشر بما هو أشر منه، بل يجب درء الشر بما يزيله أو يخففه " . * إعلامي سعودي
أضف تعليق

إعلان آراك 2