كتب - محمد فتحي
افتتحت أعمال الدورة الثانية للمكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب لعام 2019، في العاصمة الأردنية عمان، اليوم السبت، والمنعقد خلال الفترة من 7 إلى 9 سبتمبر الجاري، تحت شعار"متحدون معا ضد صفقة القرن".
وأعرب سامح عاشور، نقيب المحامين المصري، ورئيس اتحاد المحامين العرب، خلل كلمته بالجلسة الافتتاحية التي انعقدت بأحد فنادق العاصمة الأردنية،عن اختلافه في قراءة شعار المؤتمر، موضحا أن صفقة القرن الحقيقة تهدف لتصفية الأمة العربية بأكملها وليست القضية الفلسطينية فقط.
وأضاف "عاشور"، أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بتصفية الاتحاد السوفيتي ومعسكر الشرق بمجموعة من الصفقات والشعارات، وهو ما تحاول فعله بصفقة القرن لتصفية الوجود العربي بمنطقة الشرق الأوسط بما يخدم المصلحة الإسرائيلية، مشيرا إلى أن تصفية القضية الفلسطينية مفتاح لتصفية الأمة العربية.
وأكد نقيب المحامين المصري، أن من لا يربط ما يجري في المنطقة العربية منذ سنوات غير بعيدة بصفقة القرن، مخطئ في حساباته، مشيرا إلى أن ما جرى في العراق منذ أزمتها الأولى مع الكويت وحتى اللحظة، وتصفية جبهة عربية هامة بالتأكيد لصالح إسرائيل، وتحول العراق لمشهد الدفاع عن النفس وسط سيناريوهات التقسيم لثلاث دول، كردية، وسنية، وشيعية.
ونوه رئيس اتحاد المحامين العرب، إلى أن الخليج بعدما كان متوجها نحو البناء الاقتصادي، أصبح يستشعر الخطر من إيران وبعض أشقائه العرب، ونجح الاستعمار في أن تعيش منطقة الخليج على صفيح ساخن نتج عنه استفادة الخزانة الأمريكية بملايين الدولارات يوميا، إضافة لتواجد أزمات يوميا من بينها أزمة ناقلة البترول المختطفة من قبل إيران.
وعن سوريا، صرح "عاشور"، أنها تعيش معركة مستمرة وسط شعارات ديمقراطية براقة، ونكتشف أن المعارضة لديها أسحلة، لتكون هناك دولة داخل الدولة، وتنصرف سوريا عن مشهد المواجهة مع إسرائيل وتبتعد عن مشهد المقاومة، وتنكب على الأزمات الداخلية وسط تدخل أمريكي روسي إيراني تركي.
وتابع، أن ما يجري في ليبيا ضمن صفقة القرن، فتمر بأوضاع صعبة بلا ملامح وجيش وقيادة سياسية يتفق عليها الشعب الليبي، وضياع مكتسبات الشعب وعلى رأسها البترول، إضافة لما يحدث في اليمن ومحاولات تقسيمها لثلاث دول، كل ذلك في صالح إسرائيل بالتأكيد.
وشدد "عاشور"، أن هناك محاولات لتقويض دور مصر وإشعالها حتى الآن، لصالح الهيمنة الأمريكية في المنطقة بدعم قوى سياسية رفضها الشعب المصري، ونحن في حالة مقاومة ودفاع شرعي عن النفس، ومن يقرأ الأحداث وخاصة ما يجري في سيناء يدرك ذلك جيدا، وأن هناك من يحاول جر مصر لحرب تصرفها عن القضية الأصلية.
وقال "عاشور: إن الذي يتحدث عن دولتين في فلسطين، وقدس شرقية عاصمة لها، وقدس غربية عاصمة لإسرائيل المزعومة، ويؤمن بأن هناك سلام حقيقي مع هذا الكيان، أثم قلبه وعقله، مردفا: "لا بقاء للأمة العربية ببقاء إسرائيل، وسيظل اتحاد المحامين العرب مدافعا عن قضايا الأمة، ويقول أن فلسطين من النهر إلى البحر، وأن القدس بأكملها عاصمة لها، وأن أمريكا وإسرائيل ومن يعاونهم هم أعداء الأمة العربية".
كما حيا "عاشور" الشعبين الجزائري والسوداني، الأول، لنفسه الطويل في المقاومة والاصرار على الديمقراطية ودفاعه عن حقوق الإنسان، والثاني، لما وصل إليه من اتفاق سياسي مع المجلس العسكري لإدارة شئون البلاد، مضيفا: "هما في طريقهم لاستلام عصمة الحكم والإدارة"، مختتما كلمته بـ "عاش اتحاد المحامين العرب لأمته وعشتم للاتحاد".