إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»:  خُرافات وتخاريف الخرفان!

إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»:  خُرافات وتخاريف الخرفان!إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»:  خُرافات وتخاريف الخرفان!

* عاجل11-9-2019 | 20:22

هذه مجموعة من الحكايات أكتبها وأسردها ليس باعتبارها حكايات مسلية ومضحكة.. وإنما هى من وجهة نظرى محاولة للفهم.. فهم عقلية الإخوان المسلمين.. كيف يفكرون؟.. بماذا يؤمنون؟.. وإلى أى درجة يستخدمون الدين فى تحقيق أهدافهم.. ثم كيف يغسلون أدمغة وعقول أتباعهم لكى يصدقوا ما يقولونه مع أن الذى يقولونه أبعد ما يكون عن العقل والمنطق.. وإذا كنا نعرف أن هناك حكايات كثيرة اخترعها أصحابها وراحوا يكذبون لإقناع أعوانهم وأتباعهم لتحقيق أهدافهم.. لكن المشكلة أن هناك من يؤمن بأن هذه الحكايات صحيحة وصادقة.. والأهم أن هناك من يصدقها بمنتهى اليقين. ولعل الشيخ صفوت حجازى الذى يحاكم حاليًا يمثل نموذجًا صارخًا للكذابين الذين يكذبون على الله ورسوله لتحقيق أهدافهم. والحقيقة أننى توصلت لهذه النتيجة بعد أن استمعت للشيخ صفوت حجازى عقب إلقاء القبض عليه.. فقد راح الشيخ يقسم بأنه لا إخوانى ولا يحزنون.. بل إنه أبدى كامل استعداده للتعاون مع الأجهزة الأمنية فى التصدى للإخوان.. فكيف تحكم على رجل يقول هذا الكلام وهو الذى كان يتزعم المحرضين فى اعتصام رابعة ويهدد بأن من سيقوم برش مرسى بالماء فسوف نرشه بالدم! والحقيقة أن حكايات صفوت حجازى الكاذبة بدأت مبكرًا.. بدأت عقب أحداث 25 يناير حيث كان يزعم أن نصف الذين ماتوا فى ميدان التحرير ماتوا على يديه وأنه عندما كان يرفع رأسه إلى السماء كان يرى سيد الشهداء حمزة يمد إليه يديه ويتلقى منه الشهيد الذى يلفظ أنفاسه الأخيرة بين يديه (!!!) وعندما وقف صفوت حجازى على منصة رابعة روى رؤية حكتها له فتاة صغيرة.. فتاة صالحة من أب صالح وأم صالحة يعرفهما جيدًا ويأكل فى بيتهم لأنه على حد تعبيره يتحرى البيوت التى يتناول فيها طعام!.. المهم أن الفتاة الصغيرة قالت له إنها نامت قبل الفجر فرأت فيما يرى النائم حمام سباحة ملىء بالدم ويجلس بالقرب منه الفريق عبد الفتاح السيسى.. فجرت الفتاة نحوه وهى خائفة فقال لها لا تخافى الرئيس محمد مرسى سيعود إلى القصر.. فسألته الفتاة بلهفة: متى؟! فقال لها فقط أحتاج لمزيد من دمائكم، وفجأة رأت الدماء التى تملأ حوض السباحة تفور وتغلى وتغطى الفريق السيسى. ويتوقف صفوت حجازى لحظات ثم يقول بصوت مسرحى: فى هذه اللحظات استيقظت الفتاة على أصوات الرصاص التى أطلقها جنود الحرس الجمهورى على الساجدين.. ويؤكد صفوت حجازى قبل أن يغادر المنصة أن هذه الرؤيا بشارة من الله عز وجل وتأكيد عودة مرسى (!!!) ويروى أحد شيوخ الإخوان للمعتصمين حكاية أخرى لكى يزرع فى يقينهم أن مرسى عائد فيقول: إن مجموعة من الصالحين من أبناء المدينة المنورة أبلغوه أنهم رأوا جبريل عليه السلام داخل مسجد رابعة العدوية.. ولم يروى الشيخ كيف رأت مجموعة الصالحين جبريل عليه السلام.. هل كان حلما أم حقيقة.. وإذا كان حلما فكيف ترى المجموعة نفس الحلم.. إلا إذا كان واحد منهم قد أناب عن الآخرين رؤية جبريل عليه السلام.. المهم أن الحاضرين لم يحاولوا أن يطرحوا على أنفسهم هذه التساؤلات ويفكرون فيها ولكنهم راحوا يُكبِّرون ويُهلّلون بطريقة هستيرية.. كأنهم رأوا جبريل عليه السلام (!!!) ويزعم الشيخ الإخوانى سلامة عبد القوى وهو واقف على منصة رابعة يخاطب المعتصمين.. يزعم أن الاعتصام فى رابعة أحب إلى الله من الاعتكاف فى المسجد الحرام (!!!) ويقسم شيخ إخوانى آخر أنه رأى فى الحلم مجلسا يضم الرسول صل الله عليه وسلم والرئيس محمد مرسى وعندما نودى على الصلاة طلب الحاضرون من الرسول أن يتقدم ويؤم الصلاة لكن الرسول صلالله عليه وسلم   قال لهم بل يؤم الصلاة الرئيس محمد مرسى.. فتقدم الرئيس ووقف الرسول يصلى وراءه (!!!) ويروى نفس الشيخ الإخوانى أنه رأى رؤية ثانية عقب هذه الرؤيا.. ويروى للمعتصمين تفاصيلها فيقول: رأيت خمسين ناقة فى الصحراء وحولها بعض الصبية.. ولا أعرف كيف يستطيع النائم أن يحصى الأعداد فى الحلم.. المهم أنه رأى فى المنام أن العطش استبد بالإبل والصبية وكادوا جميعا ينفقون وفجأة انشقت الأرض عن ساقية ضخمة طولها يصل إلى عشرة أدوار راحت تقلب الأرض، فخرج منها الطعام والشراب.. ويهلل المعتصمون ويكبرون عندما يستكمل الراوى حلمه ويقول إن الجميع أكلوا وشربوا وأن الإبل تكاثرت حتى بلغت الخافقين (المشرق والمغرب). وينادى صوت من السماء.. ارعوا إبل محمد مرسى (!!!) ويروى القيادى الإخوانى عبد العزيز سويلم أنه رأى فى المنام حمام أسود يتساقط أمام الرئيس مرسى ثم جاءت ثمان حمامات خضر فهبطت على كتفه الأيمن.. ويصرخ المعتصمون ويهللون وهم يسمعون القيادى الإخوانى يقول إن تأويل الحلم معناه أن الذين يدعون لثورة 30 يونيو سيهزمون شر هزيمة ويتساقطون الواحد تلو الآخر.. وأما الحمامات الثمانية الخضراء فمعناها أن الرئيس سيكمل مدته الأولى ويعاد انتخابه مرة ثانية وبذلك يحكم مصر ثمان سنوات (!!!) ويروى شاب جاء من أسيوط خصيصًا ليحكى للمعتصمين فى رابعة رؤياه فيقول: نمت على وضوء وظل تفكيرى منشغلا بمصير الرئيس مرسى وعندما تسلل النوم إلى جفونى أخيرًا رأيت فى الحلم ثعبانًا ضخمًا يتحرك داخل منزلى فحاولت أنا وزوجتى قتله فلم نقدر ثم فجأة خرج من وراء الأثاث ثعابين صغيرة ملأت المنزل.. ووقفت وزوجتى عاجزان عن فعل أى شىء وفجأة ظهر الرئيس مرسى فاختفت كل الثعابين كأنها لم تكن (!!!) ويروى أحد شيوخ الإخوان رؤيا منقولة عن شاب صالح ورع على حد تعبيره.. ويقول الشاب الصالح الورع إنه رأى فى الحلم مسجدًا فدخل للصلاة فرأى الناس وقد اجتمعت حول أحد الأشخاص فسأل من هو فقالوا له إنه الرجل الذى سيحكم مصر.. ثم قام هذا الرجل فخطب فى المصلين ثم صلى بهم فلما اقتربت منه رأيت الرئيس محمد مرسى ممسكًا بالقرآن فنظر إلىَّ وقال: سأقوم بحكمكم بهذا الكتاب! ويروى شيخ إخوانى رؤيا أخرى فيقول: رأيت نفسى وكأننى مسافر لأداء العُمرة وسمعت المسئول فى المطار يقول إنه سيتصل بالرسول ويطلب منه أن يؤخر حضوره للمطار ثلاث ساعات لأن إصلاح الطائرة سيستغرق هذا الوقت.. فرجوته ألا يفعل حتى يأتى الرسول فنقضى معه الساعات الثلاثة فى المطار.. ويستجيب المسئول ويأتى الرسول وينام على رجلى ورحت أنا أربت على رأسه الشريف.. ويستكمل الشيخ الإخوانى سرد رؤيته لكنه ينتقل بطريقة غير منطقية إلى أحداث أخرى لا علاقة لها بقصة الرسول فيقول: كنت نائما فحضر الرئيس مرسى ونام بجوارى فقمت على الفور من نومى واقفا.. وسألنى الرئيس مرسى لماذا تقف فقلت له لكى أحرسك.. فرد علىّ الرئيس بكلمات عجيبة: الله يكفينى.. وعند هذا الموضع من الرؤيا تجاهل الشيخ أنه كان يسرد للمعتصمين فى رابعة الحلم الذى رآه وراح يردد بصوت عال وكأنه يهتف.. الله كافينى.. الله كافينى.. الله كافينى.. وراح المعتصمون يرددونها من ورائه.. ثم فجأة هدأ الشيخ الإخوانى وراح يستكمل سرد رؤياه فقال: التفت للرئيس وقلت له كان لرسول الله رجل يحرسه هو سيدنا سعد.. فضحك مرسى وسكت (!!!) ولم تأت هذه التخاريف والخرافات من فراغ وإنما الحقيقة أن حسن البنا مؤسس الجماعة ومن معه.. كانوا أيضا من أصحاب الخرافات والتخاريف.. يقول حسن البنا فى كتابه " مذكرات الدعوة والداعية"، إنه كان مشغولا وهو طالب بكلية دار العلوم بأمور الدعوة.. ولم يكن عنده وقت للاستذكار.. عندما جاء وقت الامتحان شعر بالخوف من الرسوب.. وحان وقت النوم فاستسلم لمخاوفه ونام فرأى فى الحلم مدرسا يختار بعض الصفحات من المادة التى سيمتحن فيها ويقرأها معه.. استيقظ حسن البنا فوجد أن كل ما قرأه المدرس فى الحلم مطبوع فى ذاكرته فى اليقظة.. ثم كانت المفاجأة عندما دخل الامتحان فإذا بالأسئلة من نفس الصفحات التى قرأها فى المنام (!!!) أرجو إذا تشككت فى هذه الحكاية أن تعود إلى الصفحة رقم 41 من كتابه!.. وتكتب الإخوانية زينب الغزالى فى مذكراتها أن أكثر ما كان يضايقها فى محبسها وجود صليب فى زنزانتها يستخدم لتعليق الملابس وذات ليلة نامت فرأت فى الحلم الرسول فسألته أنت النبى فرد عليها قائلا أنا محمد رسول الله وأنتم يا زينب على حق. ولم تكتفى زينب الغزالى بهذه الرواية لكنها أضافت أنها فوجئت باختفاء الصليب.. ليس فى الحلم وإنما فى الواقع عند استيقاظها (!!!) وأظن أن كل هذه الحكايات تجعلنا أقرب لفهم الجماعة وفهم طريقتها فى التعامل مع الدين.. أظن أننا نعرف كيف يوظف الإخوان الدين لتحقيق أهدافهم.. الشىء الوحيد الذى يستعصى على الفهم هو الطريقة التى يستخدمها الإخوانى فى غسل أدمغة وعقول الشباب من الخرفان فيصدقون مثل هذا الكلام الفارغ.. هذا هو اللغز المحير الذى لم أجد له حلا حتى الآن!

    أضف تعليق

    إعلان آراك 2