مدحت إمام يكتب: الفرق بين النقد والتطاول والعمالة

مدحت إمام يكتب: الفرق بين النقد والتطاول والعمالةمدحت إمام يكتب: الفرق بين النقد والتطاول والعمالة

*سلايد رئيسى17-9-2019 | 20:47

خيط رفيع قد لايدركه البعض عندما يطرحون وجهات نظرهم أو يتطرقون إلى مناقشة قضايا عامة متوجهين لأشخاص بصفاتهم ، وهو الفرق بين النقد والتطاول والعمالة وهذا يظهر واضحاً تمام الوضوح فى الإعلام المرئى ووسائل التواصل الاجتماعى على إختلافها.

وهو أمر فى حاجة إلى إعادة نظر من جانب المتصدرين للعمل الإعلامى خاصة ومجتمع التواصل الاجتماعى بشكل عام، فالنقد مباح.. بل هو واجب وتعبير عن وجهة نظر تحتمل الثواب، كما تحتمل الخطأ. والنقد له قواعده التى لا تخرجه عن الآداب العامة والاتهامات سابقة التجهيز مع الالتزام بالمعلومة الصحيحة ويبقى تحليلها وطرح وجهة النظر فيها هو محل النقاش، وهذا من حق الجميع أن ينقد ما يشاء إلتزاماً بالعرف والقانون ووجاهة الطرح

إلا أن البعض يخرج عن هذه القواعد المفترض ثباتها واحترامها ليتحول النقد إلى تطاول ينال من الأشخاص والجهات على حد سواء باستخدام ألفاظ تمثل جرحا للموصوف بها، وأحيانا تتخطى ذلك لاتهامات فى الذمة المالية أو السلوك الشخصى وهنا يقع من يتصدر النقد تحت طائلة التجريح وهو أمر شائن يهبط بصاحبه من شرف الدفاع عن الصالح العام إلى الهوى الشخصى ويذهب بالقضية المطروحة إلى ساحات أبعد من مجرد الاعتراض على وضع ما أو إدارة ما أو سياسات ما لتتحول إلى معركة تفتقد للأخلاق والذوق العام وهى غالبا ما تكون بمثابة تصفية حسابات بهدف وغرض خارج عن شرف الكلمة وروح النقد البناء وبالطبع هو يقع تحت طائلة القانون، لأن الألفاظ والوصف والسرد دائما ما يرتدى ثوبا ملطخا بالتطاول اللفظى والحشد النفسى ضد شخص أو جهة تتلقى طعنات مداد قلم أو حوار مسموع أو مرئى دون القدرة على الدفاع والرد.

ونأتى إلى ما هو أشد قسوة وأقبح سبيلا وهو العمالة وهنا تكون الكارثة عندما يكون الرأى ممولا وغير قائم على أرضية من الحقيقة أو حتى بعض الحقيقة وهو ما نراه دوما فى ساحات بعض الفضائيات الملتحفة بأجندات بعينها وراصدة لأوضاع بعينها بغرض الوصول لنتائج بعينها وهى غالبا لا تعبر عن رأى كاتبها أو قائلها بقدر ما تعبر عن رأى جهة ما أودولة ما تقف خلف الستار لتحرك مسرح العمالة بخيوط من حرير. لذا أصبحنا فى حاجة ملحة إلى إعلام راصد للنوع الأخير لأنه غالبا ما يكون أبعد من أن تطوله يد المسائلة نعم نحن فى احتياج لإعلام مهنى قادر على الرد والإقناع وبيان الحجة بالحجة وهذا هام حتى لا يقع قليل الوعى أو محدود الفهم أو من فى قلبه مرض ضحية عمالة رخيصة تتوشح بثياب الفضيلة والوطنية وهى في الحقيقة مخلب قط لسماسرة الدم الأوطان .

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2