إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: مظاهرات أتلفها الهوى!

إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: مظاهرات أتلفها الهوى!إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: مظاهرات أتلفها الهوى!

* عاجل25-9-2019 | 19:49

خطأ كبير وعظيم إنكار حدوث تظاهرات أو احتجاجات وقعت مساء الجمعة الموافق 20 سبتمبر الماضى عقب انتهاء مباراة الأهلى والزمالك على بطولة السوبر.. لكن الحقيقة أن هناك فارقا عظيما وهائلا بين هذه التظاهرات والاحتجاجات وبين التظاهرات والاحتجاجات التى شاهدناها على قناة الجزيرة وأخواتها!.. فارق يصل إلى الفارق بين السماء والأرض! مسألة السماء والأرض تبدو فى الحقيقة مبالغة عظيمة.. لكن ما الحيلة والفارق بالفعل عظيم وهائل!.. وهل تتساوى مظاهرة عدد المشاركين فيها لا يزيد عن مائتى شخص على أكثر تقدير.. ومظاهرة يتجاوز المشتركين فيها رقم عشرين أو ثلاثين ألف، كما تزعم قنوات الإخوان ؟! هل تتساوى مظاهرة لا تستمر أكثر من ثلاث دقائق يتجمع أفرادها ويهتفون للحصول على لقطة ثم يسارعون بالفرار والاختباء كالفئران المذعورة ؟!.. هل تتساوى هذه المظاهرة مع مظاهرة أخرى تستمر حتى مطلع الفجر كما تزعم قنوات الإخوان؟!.. هل تتساوى مظاهرة لا يظهر فيها إلا سيارات تتحرك وعشرات من المارة يعبرون الميدان.. ومظاهرات هادرة يظهر فيها الآلاف يملأون نفس الميدان فى نفس اللحظة التى تنقل فيها كاميرات التليفزيون.. انسياب حركة المرور وعبور بعض المارة؟!.. بسبب هذا التناقض الصارخ وبسبب هذا الفارق الكبير جدًا، وقعت مرغمًا فى بحر المبالغة ووصفت الفارق بين المظاهرات الفعلية التى شهدتها البلاد والمظاهرات الافتراضية التى تتحدث عنها القنوات الإخوانية.. الجزيرة وأخواتها. البينة على من ادعى كما يقولون.. وأنا أدعى.. أما البينة فاسمحوا لى أن أقدمها لكم! نقلت قنوات الإخوان صورة للمظاهرات الغاضبة من شارع جامعة الدول العربية.. مظاهرات تهتف برحيل السيسى.. لكن الغريب أن أصوات المتظاهرين لا تختلط بها أصوات آلات تنبيه السيارات العابرة.. ثم أن المظاهرات ترفع الأعلام الحمراء.. وعلى قدر علمى أن الأعلام الحمراء هى شعار النادى الأهلى وليست شعار الغاضبين من السيسى!.. ونقلت بعض قنوات الإخوان صورًا حية لمظاهرات اندلعت فى عدد من المحافظات.. فظهرت الشاشة مقسمة إلى ثمان مربعات كل مربع تظهر فيه المظاهرات الخاصة بإحدى المحافظات.. وأظنها المرة الأولى التى أعرف فيها أن المحلة والإسكندرية ودمياط تشبه بعضها البعض تماما.. نفس الشارع.. نفس المحال.. نفس الأضواء.. نفس المعالم.. والأكثر غرابة أن المتظاهرين فى المحلة هم نفس المتظاهرين فى الإسكندرية.. وهم أنفسهم فى دمياط.. طبق الأصل! وتذيع إحدى القنوات الفضائية المصرية فيديو لمظاهرة من أحد شوارع منطقة المهندسين.. وتكون المفاجأة عندما تذيع النسخة الحقيقية للمشهد فيتبين أنه الفنان محمد رمضان وهو يسير فى الشارع فى طريقه للعزاء فى الفنان المرحوم محمود عبد العزيز، ولا تملك إلا أن تفتح فمك من الدهشة عندما تنقسم الشاشة إلى نصفين.. فنجد نفس الصورة.. نفس الأشخاص.. نفس الملابس.. نفس أعمدة الإضاءة.. نفس الحركة.. الفارق الوحيد أن محمد رمضان يظهر فى النصف الأول ويختفى فى النصف الثانى (!!!) ويظهر على شاشة فضائية مصرية مواطن اسمه أحمد أبو ليلة زعمت قنوات الإخوان أنه استشهد فى المظاهرات.. لكن أحمد يظهر بلحمه ودمه يكذب الإخوان وقنواتهم.. ويكتب مواطن مصرى على "فيس بوك" أنه رأى فيديو لمظاهرة على إحدى قنوات الإخوان.. وأنه تعرف على الشارع الذى صورت فيه المظاهرة واستطاع تمييز أحد المحال التجارية لأن صاحبه هو صديقه الحميم.. ويضيف المواطن أن محل صديقه ظهر بوضوح يحمل لافتة تظهر أنه محل لبيع الملابس، لكن الذى يعرفه جيدًا أن صديقه غيّر نشاط المحل وحوله إلى مطعم.. من ثمان سنوات!.. ويظهر بعض المشاركين فى المظاهرات التى نقلتها قنوات الإخوان وهم يرتدون ملابس شتوية ثقيلة.. فهل أصيبت مصر بنوبة صقيع باردة فى عز الصيف؟! وتعترف قناة الجزيرة على لسان إحدى مذيعاتها الجميلات.. شكلا وليس موضوعا.. تعترف بأنها نقلت فيديوهات مفبركة عن المظاهرات فى مصر طبقا لما أذاعته القنوات الإخوانية!.. وإن كان لى تحفظ على هذا الاعتراف، فالجزيرة لا يمكن أن تكون حسنة النوايا.. وأغلب الظن أنها خدعة مهنية لجأت إليها الجزيرة لكى يصدق المشاهدون ما ستقوله بعد ذلك.. وكيف لا نصدقها وهى تعترف بأخطائها؟! وتنشر جريدة القبس الكويتية اعتذارًا لقرائها بعد نشرها صور المظاهرات منقولة عن وكالة الأناضول التركية.. تبين أنها صور مظاهرات 25 يناير (!!!) ثم أن الناس أصبحت أكثر وعيا واعتمادًا على نفسها فى الوصول إلى الحقيقة.. وأظن أن الناس جميعا انشغلت بسؤال وجّهه الجميع للجميع.. هل شاهدت مظاهرة من التى يتكلمون عنها؟!.. وأظن أن الجميع أجابوا إجابة واحدة: أبدًا لم نر!.. وليس مستبعدًا أن نجد بعض القنوات الفضائية تقوم بالإعلان عن جوائز لمن رأى بعينيه مظاهرة!.. ليس مستبعدًا أن نسمع مذيعا أو مذيعة يقولان.. يسعد إدارة القناة أن تقدم رحلة عمرة مجانية لكل من رأى بعينه مظاهرة (!!!) ويبدو مثيرًا للضحك بعد ذلك كله أن يظهر الأستاذ الفنان المحلل السياسى والمفكر الاستراتيجى محمد على يشكر المصريين لأنهم استجابوا لدعوته بالنزول إلى الشوارع والميادين.. فقد أصبح يتصور أنه زعيم يقود الشعب ويحركه ويؤثر فيه ولا يعلم أنه لا يساوى حتى قلامة أظافر.. والدليل أنه طلب من المصريين عدم النزول إلى الشوارع والميادين وإنما الاكتفاء فقط بالوقوف أمام المنازل.. هو نفسه يعترف على نفسه فيقول فى فيديو من فيديوهاته.. أدعوكم لعمل مليونية يوم الجمعة القادم.. أدعوكم للنزول إلى الميادين.. صحيح أننى طلبت منكم عدم النزول إلى الميادين والاكتفاء بوقفة أمام منازلكم فلم تستجيبوا وفضلتم النزول للميادين.. لكن معلش (!!!) ولأنه فنان ومحلل سياسى ومفكر استراتيجى لم يكمل تعليمه فهو غير قادر على أن يفهم أنه مجرد.. حمار أو حصان.. يحاول الإخوان ركوبه للوصول إلى أهدافهم.. والحقيقة أن أهداف الإخوان لم تعد خافية على أحد.. عندما ظهر علينا الأستاذ الفنان محمد على بفيديوهاته العجيبة.. تصور كثيرون أن هدفها هو إسقاط الجيش المصرى.. لكن الحقيقة أن الإخوان بغبائهم المعهود كشفوا لنا الحقيقة.. تبنى الإخوان محمد على وجعلوا منه بطلا قوميا وأيقونة للثورة التى يحلمون بها.. لكنهم بدأوا فى تحويل دفة الاتهام بعيدًا عن الجيش وتوجيهها للرئيس السيسى وعائلته! مذيعو قنوات الإخوان يتساءلون (جميعا) هل هناك من يقف وراء محمد على؟.. هل هناك فى الجيش من يعارض السيسى فيمد محمد على بالمعلومات؟ وبدأنا نسمع المتصلين ببرامج قنوات الإخوان يعزفون نفس اللحن.. انزلوا إلى الميادين.. الجيش انسحب من الشوارع.. الشرطة تتعامل مع المتظاهرين بكل ود خوفا من تدخل الجيش.. وزير الدفاع لم يصفق أثناء حديث السيسى فى مؤتمر الشباب (!!!) ويظهر بيان (مزيف) لسامى عنان يزيد فيه الثورة!.. ويظهر ضباط (مزيفون) يهاجمون الرئيس السيسى! وتسمع ربما للمرة الأولى من مذيعى الإخوان ومن قادتهم أحاديث عن ثقتهم وثقة الشعب المصرى فى الجيش.. وأنهم على ثقة من أن الجيش سينقلب على السيسى وعلى الفاسدين من قاداته.. ثم أنهم متأكدون من أن الجيش سينقلب على السيسى.. وأن الانقلاب على الانقلاب بات وشيكا!.. وفى نفس الوقت بدأ مذيعو قنوات الإخوان وبدأ الإخوان يشددون من هجومهم على الرئيس السيسى وعائلته.. زوجته وأبناؤه.. الأمر وصل إلى الزعم بأن والدة الرئيس السيسى رحمها الله مغربية من أصول يهودية.. وتتولى القنوات الإخوانية نشر صورة وثيقة رسمية مغربية تؤكد مزاعمها.. لكن وزارة الخارجية المغربية تسارع وتؤكد أن الوثيقة مزورة وأن كل ما تحمله من أختام مزورة.. وأظن أن الهدف الوحيد من ذلك كله هو إسقاط السيسى شخصيا.. الإخوان أصبحوا على ثقة من أن الشعب المصرى لفظهم تماما ولن يسمحوا لهم بالعودة إلى المشهد.. كما أنهم يدركون أنه من الصعب بل من المستحيل إسقاط الجيش وتقسيمه.. وفى هذه الحالة لا يكون أمام الإخوان إلا إسقاط الرئيس السيسى نفسه الذى يقف حائلا بينهم وبين العودة إلى المشهد.. يسقط الرئيس ويأتى من يأتى حتى لو كان من الجيش.. وبعدها يكون لكل حادث حديث (!!!) وليس عندى خاتمة لكل ذلك إلا مشهد خيالى افتراضى.. واحد من قادة الإخوان يسأل نائب المرشد العام للإخوان إبراهيم منير.. أين ذهبت المظاهرات التى وعدنا الأمير تميم والخليفة أردوغان بإشعالها فى مصر؟.. ماذا سنقول لهم.. وبأى وجه سنلقاهم.. فيرد إبراهيم منير وهو يبتسم.. أكتب عندك يا سيدى: مظاهرات أتلفها الهوى (!!!)

    أضف تعليق

    إعلان آراك 2