أحمد عاطف آدم يكتب: أزواج على حافة الطلاق «٣»

أحمد عاطف آدم يكتب: أزواج على حافة الطلاق «٣»أحمد عاطف آدم يكتب: أزواج على حافة الطلاق «٣»

*سلايد رئيسى29-9-2019 | 20:27

- لا أعرف حقاً لماذا تزوجت، ربما فقط من أجل الشعور بقيمتي كأنثى مستقلة ببيت وزوج وأسرة جديدة، بعيداً عن منزل أبيها وأمها - أو لنسف مرحلة الطفولة والهروب منها للأبد، لكنني حقاً ليتني انتظرت قليلاً حتى تثقلني الحياة من خبراتها وتجاربها، فأنا زوجة أبلغ من العمر ١٨ سنة حصلت على مؤهل فوق المتوسط وتزوجت من طالب بالسنة النهائية بكلية الهندسة ( تعليم جامعي خاص ) - يتكفله والده، أو بمعنى أدق: يتكفلنا معاً لأن زوجي لا يعمل بحكم انشغاله بالدراسة - حماتي كأمي تماماً تتمتع بخبرات واسعة، ولكنني أشعر بالإغتراب معها لأنها من جيل مختلف عن جيلي، مشكلتي الحقيقية مع زوجي إنه منطلق ككل الشباب لا يحمل للدنيا هما، وهو بلا خبرات كافية لإدارة حياة زوجية متعددة المسئوليات- فلديه أبوه يمده بكل المتطلبات المادية، لكنه ليس لديه وقت هو الآخر لثقل خبرات ابنه، فيبدو زوجي تافهاً للأسف في نظر الكثيرين حتى أنا أشعر بذلك، دائماً يخرج مع أصدقائه ولا يهتم بالتواصل معي أو رسم خطة واضحة، أما خطتي أنا وملاذي الوحيد للهروب من تلك الحياة المملة وكذلك حملي الأول في الشهور الأخيرة وضغوطه - هو الفيس بوك وأصدقائي ممن هم في مثل سني ولديهم حياة مماثلة لحياتي وخبرات تتشابه معي .

- أنا الزوج المهندس ابن ال ١٩ وزوجتي ١٨ سنة، أدرس حاليا بكلية الهندسة بالسنة النهائية ومتزوج من ٧ شهور من جارتنا على طريقة زواج الصالونات، كذلك أنتظر مولودي الأول بعد ٣ أشهر، أبي لديه تجارة في الحلوي( ٤ محلات)، الحقيقة ورغم المكاسب التي نحققها وزواجي السريع وكذلك انتظاري لمولودي الأول، إلا أنني لا أستمتع بحياتي مع زوجتي- أشعر بأنها غير سعيدة معي، وحقيقة الأمر وبما أنني الرجل وصاحب القرار أفكر في مفاتحة أبي بقرار الانفصال، فقط ندفع لها نفقتها وكذلك طفلتها ( الجنين أنثى)، ذلك لأنني لا أستمتع مع زوجة كل همها الاهتمام بمظهرها أمام الناس والتقوقع بالمنزل أمامي، أو ربما هي ليس لديها شيء لتقوله وهي معي، حياتي معها وبكل صراحة باردة ليس بها روح، وأنا شاب مقبل علي الحياة أتخيل في زوجتي إسعادي بكل السبل الممكنة وتقبل حياتي وشخصيتي وبما أنني لا أجد هذا فيها، إذا فلا مانع من الانفصال في هدوء - الموضوع بسيط - سوف أخبر أبي وكل واحد يذهب إلى حال سبيله.

- هل تسعون حقاً لمعرفة الحقيقة دون مواربة، إذاً اسمحوا لي أن أطلعكم عليها بكل صدق : فترة الطفولة قبل أن تكون مرحلة انتقالية، هي بكل تأكيد تبقى تأسيسية وتوعوية - يجب أن يظل الشغل الشاغل خلالها عند كل أب وأم هو التأسيس لتركيبة متزنة نفسياً واجتماعياً بلفذات أكبادهم، ويأتي زرع قيمة وأهمية كل فترة عمرية مختلفة - وضرورة أن تعيشها الأجيال المختلفة بدءا من الطفولة مروراً بالشباب ثم النضج وتقدير المسئوليات المطلوبة هي ضرورة ملحة تأتي على رأس أولويات هذا التأسيس، وللأسف الشديد هذا ما تعاني منه الشعوب العربية بصفة خاصة، (زرعهم ينضج قبل الأوان)

عزيزي الزوج الشاب : ربما ليس هو ذنبك أنك استيقظت لتجد نفسك مسئولاً عن زوجة شابة في رحمها وليد، وأنت شخصيا كنت تعيش لتوك مرحلة انتقالية من الطفولة إلى الشباب، ووالديك كل همهما هو أن يسعدا بولد الولد، ناهيك عن دراستك ومن ثم توفير عمل مناسب لك كمهندس ينتظره مستقبل باهر، أنا حقا مشفق عليك وعلى كل من يعيشون تلك التجربة المحفوفة بالمخاطر لشباب بلا خبرات، وتتعلق بها قرارات ارتجالية وعشوائية كثيرة أولها قرار الانفصال بالطلاق - السهل على أصحابه والصعب والخطير على مجتمع بأكمله، وأنا هنا أدعوك أن تتريث أنت ومن هم يعيشون نفس تجربتك وهم كُثر، أقول لكم: إذا آمنتم بأن هذا هو قدركم - أن تبدأ مظاهر الرجولة تدب في أوصال شبابكم الوليد مبكراً، فاظهروا معادنكم أيها الرجال بتحمل مسئولياتكم تجاه من هم تحت إمرتكم سواء زوجاتكم أو أبنائكم- حتى لو تتبعتم نصائح المقربين من المخلصين كالأب والأم والأشقاء الأكبر سناً في بعض الأمور التي تطلب قرارات مصيرية، فحتماً ستجدون نصائح ذهبية تعيدكم للطريق الصحيح، ولا تمهدوا للشيطان طريق سعادته بإعلان فشلكم ويأسكم وتدميركم لأجيال يائسة وبائسة لا تجد سندا أو معينا حتى من ذويهم.

عزيزتي الزوجة الشابة : كما اتفقنا.. لا ملامة عليكِ فيما اتخذه الأهل من قرار يخص زواجك المبكر- حتى لو كنتِ تميلين إلى اتخاذه من أجل التحول أو الانتقال السريع من مرحلة الطفولة لمرحلة الشباب كما أشرتِ، وأعود لأكرر كلامي وهو أن تلك المشكلة باتت خطيرة ومدمرة لأجيال - بإجبارهم تارة وإيهامهم تارة أخرى على النضج السريع كالغذاء المشبع بهرمونات النمو- يبدو نافعاً وصالحاً ولكنه لا يفيد، أما بالنسبة لك ولبنات جيلك ممن كتب القدر عليهن خوض تجربة الأمومة قبل ميعادها- أقول لكن: حاولوا أن تُكْملن خبراتكن المنقوصة من أمهاتكن وأخواتكن الذين سبقوكن بأجيال أحلكتها التجربة، ولا تنعزلن عنهن، ولا تنجرفن في دوامة مواقع التواصل ومن ضمنها الفيس بوك - فتلك المواقع عزيزتي تفصل من هم لا يمتلكوا الخبرات الكافية مثلك، عن الواقع الحقيقي المعاش، بل تقود إلى عالم افتراضي لا يمت للواقع بصلة واضحة، فحافظي على بيتك وتابعي حملك واهتمي بزوجك - واعلمي أن خبراته ستكتمل بك أنت وبمساعدتك وتأكيدك له على قيمة وجودك في حياته باحتوائه والصبر عليه، وثقي أن حياتكما معاً بدأت لتمضي في طريق السعادة، شرط أن تمهدا أنتما بأيديكما هذا الطريق بإخلاص وحب

أضف تعليق