رجال صنعوا النصر (3) اللواء مصطفى منصور قائد حصار باب المندب يتحدث: القوات البحرية خططت لإغلاق باب المندب فور انتهاء حرب 67

رجال صنعوا النصر (3) اللواء مصطفى منصور قائد حصار باب المندب يتحدث: القوات البحرية خططت لإغلاق باب المندب فور انتهاء حرب 67رجال صنعوا النصر (3) اللواء مصطفى منصور قائد حصار باب المندب يتحدث: القوات البحرية خططت لإغلاق باب المندب فور انتهاء حرب 67

* عاجل7-10-2019 | 21:06

مقدمة لابد منها:

٤٦ عاما مرت على أعظم الأيام في تاريخ مصر، انتصار أكتوبر، تلك الحرب المجيدة التي أعادت للعرب، ومصر، جزء من حقهم المسلوب من العدو الإسرائيلى، وأعادت للعسكرية المصرية كرامتها كاملة، بعد خسارة نكسة ١٩٦٧ .

وفى الطريق إلى نصر أكتوبر ٧٣ كانت هناك ملاحم أسطورية سطرتها الجندية المصرية، حكايات زاخرة بالتضحيات عنوانها البطولة، وتفاصيلها أشبه بالخيال، لكنها حقيقية مائة بالمائة، وموثقة، هى جزء من تاريخ مصر العزيز، وفصل فى كتاب الانتصارات، ووسام على صدر الأبطال الذين خاضوا الأهوال لتحقيقها، وهى أيضا زاد الأجيال الباحثة عن الهوية.. والانتماء.. وعنوان الوطن.

الذكريات التالية سبق نشرها على حلقات فى مجلة ” أكتوبر” التى تحمل اسم النصر، والتى تصدر عن مؤسسة ” دار المعارف”، ونعيد نشرها فى الذكرى ٤٦ للنصر ليس فقط للتذكرة، ولكن أيضا للاستلهام، والتزود بطاقة مواجهة لتحديات الحاضر والمستقبل.. فالحرب على مصر لم تنته.

فقط ننبه أن ذكريات أبطال جيشنا العظيم فى هذه الحلقات تتناول أحداث

سبقت حرب أكتوبر، درات فيما عرف بحرب الاستنزاف، وأخرى حدثت فى حرب أكتوبر المجيدة، وننبه أيضا أن صانعى هذه الأحداث، والمشاركين فيها، الأبطال العظام منهم من انتقل الى رحمة الله ومنهم مازال على قيد الحياة أعطاه الله الصحة والعمر.

هم الرجال الذين ساهموا في تسطير فقرات غالية فى تاريخ مصر، ولابد أن نستعيد بطولاتهم لنرد لهم ولو جزء بسيط من حقهم، علينا، وعلى الوطن.

- قطعنا الماء والنور عن إسرائيل

- إغلاق مضايق تيران في وجه الملاحة الإسرائيلية

- كل حروب مصر القديمة أو الحديثة حروب دفاعية

أجرت الحوار: سلوى محمود

في شهر نوفمبر عام 1973 وبعد شهر واحد من بداية حرب أكتوبر نقل وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية هنري كيسنجر للرئيس الراحل محمد أنور السادات أهم ما تطلبه إسرائيل من مصر للانسحاب من الثغرة وكانا طلبين أولهما فك الحصار البحري عن مضيق باب المندب وثانيهما تبادل الأسري وكان ذلك أثناء مفاوضات فض الاشتباك بين مصر وإسرائيل.

وكان حصار باب المندب هو الحصار الذي منع جميع المواد الاستراتيجية من الوصول إلي إسرائيل من يوم 6 أكتوبر 1973 ولمدة سبعة أشهر بعدها مما كان له أسوأ الأثر علي الاقتصاد الإسرائيلي بصفة عامة.

وفي هذا الحديث الذى أجريته منذ حوالى 20 عاما تذكر اللواء بحري أركان حرب مصطفي كمال منصور قائد عملية حصار باب المندب ما حدث عاماً وكأنه حدث بالأمس القريب وكانت أول مرة يتم الإعلان عن هذه العملية الرائعة وعن قائدها الوطنى العظيم فقال لى:

البداية كانت عام 1956

البداية لم تكن عام 1973.. كانت في عام 1956.. وفي أعقاب العدوان الثلاثي علي مصر. وفيه انتهت إسرائيل علي أن أمنها لا يكتمل.. إلا إذا توافر لها حق المرور في مضايق تيران، والتي تؤدي إلي ميناء إيلات بإسرائيل.

وبهذا الإدعاء وبتشجيع من الولايات المتحدة.. استفادت إسرائيل من العدوان.. وأصبح لها حق المرور في مضايق تيران.. في ظل وحراسة قوات الأمن الدولية.. التابعة للأمم المتحدة.. وأطلقت علي مرور سفنها من المضايق المرور البريء.

وحتى شهر مايو 1967.. استمر الوضع علي هذا الحال.. وكانت مصر قد حشدت بعض الحشود العسكرية في سيناء. وقام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بطرد قوات الأمن الدولية، وإغلاق مضايق تيران مرة أخري في وجه الملاحة الإسرائيلية.

وكان هذا سبباً كافياً لإسرائيل لشن حرب 67. وفي الفترة التي أعقبت حرب 67.. لم تكن مصر ساكنة.. بل كانت تخطط، وتحصر كل المكاسب التي حققتها إسرائيل، وتحاول أن تقضي عليها. ومن ضمن المكاسب إلي جانب احتلال سيناء حق المرور في مضايق تيران.

ففكرنا في هدم نظرية الأمن الإسرائيلي بحرمانها من الملاحة إلي إيلات، ولكن عن غير المضايق.. وذلك بإغلاق البحر الأحمر عند باب المندب.. وعرضه الصالح للملاحة يتراوح ما بين 12 إلي 18 ميلاً، وبذلك يسهل علينا، وعلي المدمرات المصرية.. القيام بالمرور في هذا المكان ومنع الملاحة فيه.

وبدأت القوات البحرية التخطيط لإغلاق باب المندب فور انتهاء حرب 1967. وكل عام كانت تقوم بتنقيح هذه الخطط لتصل إلي الأفضل والممكن لتنفذ في الوقت الذي تعلن فيه الحرب. ولم تنفذ إلا عندما تحددت ساعة الصفر يوم 6 أكتوبر. ويضيف اللواء مصطفي منصور.. العقيد البحري في هذا الحين.

لم أعلم بالضبط متي حدد موعد الحرب واعتقد أنه حدد قبلها بشهرين.. لأني تحركت بالأسطول المصري في شهر أغسطس 1973 .. فاتجهنا نحو ميناء عدن. وكنت قائداً لمجموعة مدمرات في البحر الأحمر. وكنت قد خدمت في البحر الأحمر 4 سنوات ونصف قبل الحرب.. فاكسبني ذلك خبرة جيدة بجمع مواني ومراسي ومضايق وممرات هذا البحر.

فلما صدرت الأوامر لنا بالتوجه إلي ميناء عدن باعتباره محطة نقف فيها وقفة قصيرة في الطريق لمواني باكستان.. وأشعنا أن المدمرات متجهة لميناء كراتشي بغرض دخول الحوض الجاف وإجراء عمرات للسفن.. وهو أمر معتاد، وسبق تنفيذه.. لتنظيف قاع السفينة مرة كل ستة أشهر إلي سنة تقريباً.

وحينما تحركت المدمرات كنت أعلم كقائد بطبيعة المهمة التي أتجه لتنفيذها.. ولم أكن أعرف موعد التنفيذ.. لأنه من الأسرار العليا. ووصلنا إلي ميناء عدن وتمركزنا هناك.. وأشعنا في مدينة عدن أننا في طريقنا لباكستان.. ولكننا ننتظر بعض الترتيبات الخاصة بالصيانة ففضلنا الانتظار في ميناء عدن.

وكان الروتين اليومي في المدمرات يمثل شيئاً من التراخي الشديد .. حتى إننا كنا نقيم مباريات لكرة القدم بين الجنود وهو ما لا يدل علي أننا مقبلون علي حرب وكانت توجيهات قائد البحرية ألا يكون الشكل العام للسفن به الجدية والربط لوحدات مقبلة علي حرب خاصة أن القوات الموجودة بالمدمرات لم تكن تعي طبيعة المهمة.

وكانت هناك تدريبات روتينية عند دخولنا وخروجنا من ميناء عدن مرات متعددة كل أسبوع وأصبحت مسألة الخروج والدخول من الميناء عادية. وتعود الأهالي في عدن أن المدمرة المصرية تخرج إلي عرض البحر، وتعود مرة ومرتين أسبوعياً. وكان ذلك نوعاً من التدريب، والإيحاء بأنه وضع طبيعي واستمر الوضع علي هذا النحو حتى بداية شهر رمضان.

أمر العمليات

في الأسبوع الأول من شهر رمضان تلقينا أمر العمليات مع مبعوث خاص من قيادة القوات البحرية. وذلك قبل الحرب بأربعة أيام. وعلمت من الأمر موعد الحرب والقتال، وهو الساعة 1400 يوم 6 أكتوبر الموافق 10 رمضان. و باستلام أمر العمليات عقدت اجتماعاً مع قادة المدمرات وأوضحت المهام المكلفين بها وأصدرت التعليمات برفع درجة الاستعداد للمدمرات إلي أقصي درجة استعداداً للقتال.. ولم أقل لهم أكثر من تكاليف العملية المكلفين بها.

وكان تعليقهم (دي تبقي حرب شاملة والمهمة جسيمة، ومن قراءة التعليمات اتضح انها لا تتم إلا في حالة الحرب). والتعليمات كانت بدء تنفيذ حصار بحري علي مضيق باب المندب، ومنع أي سفن تحمل أي سلع استراتيجية أو مدنية أو بترول إلي إسرائيل من المرور في المضيق. علي أن يبدأ الحصار في تمام الساعة الثانية ظهرا في يوم 6 أكتوبر 1973. وبدأنا فعلاً في تنفيذ المهمة .. وتحركنا من ميناء عدن الساعة التاسعة صباحاً ولم يكن هناك أحد يعلم بطبيعة المهمة إلا قادة المدمرات.

ولم يعلم الجنود الموجودين بتفاصيل المهمة .. إلا بعد التحرك بالفعل من ميناء عدن.. للتأكد من عدم وجود أي وسيلة اتصال مع الخارج، وذلك لضمان أقصي درجة من السرية في التنفيذ .. وفوجئنا الساعة الثانية ظهراً بأنباء العبور .. وصلت إلينا عن طريق الراديو، الموجود علي المدمرات.

وارتفع الهتاف في المدمرات (الله أكبر) وبدت السعادة واضحة لمشاركتهم في هذا العمل البطولي .. وأيقن الجميع أن ما نفعله جزء من الحرب الشاملة. ودب الحماس الشديد بين الجنود، وكل جندي كان يقوم بأضعاف العمل المطلوب منه وكنا نصرف الأفراد بعد أداء نوباتهم بصعوبة شديدة. وكان كل فرد يريد البقاء علي ظهر المدمرة حتى في فترة الراحة الخاصة به. ووضح الالتزام الشديد بمواعيد الصلاة، والسمو الاجتماعي بين الجميع. وكان هناك أمر صريح بإفطار الجنود، وألا يصوموا .. ولكنهم رفضوا حتى غير المتعود علي الصوم صام.

وبعد يوم واحد .. وضح للعالم أن مصر تنفذ حصاراً بحرياً عند باب المندب، أول من تنبه بريطانيا .. فأعلنت عن طريق شركة اللويدز، والتي تؤمن السفن التجارية .. عن الحصار وأن المنطقة منطقة قتال .. وحذرت من التوجه للمنطقة.وفور إذاعة التحذير .. أرسلت جميع الدول سفناً حربية لاستطلاع ما يحدث.. واستمرينا في أداء مهمتنا دون النظر لهذه التحركات من حولنا.

وقمنا بمنع مرور أي سفن متجهة الى اسرائيل سواء كانت تحمل عتادا عسكريا أو استراتيجيا أو بترولا حتى لو اضطرنا الأمر بضرب هذه السفن وتعطيلها. وبعض السفن كانت لا تأخذ الأمور بجدية. وتعتقد أننا نهرج أو نضيع وقتنا أو نظهر السلطة علي السفن التجارية، ولكنا أظهرنا لها العين الحمراء، فكنا نقوم بإطلاق طلقة مدفع أمام مقدمة السفينة.. فتتوقف فوراً. وتمكنا من منع عدد كبير من ناقلات البترول الآتية من إيران من المرور من المضيق للوصول إلي إسرائيل.

وحاولوا إذاعة الذعر بيننا .. فأشاعوا أنهم أحضروا طائرة بوينج 707، وحولوها إلي ناقلة بترول وأنهم أجروا تدريبات لطياريهم .. لتقوم هذه الطائرة بتموين الطائرات في الجو .. ليستطيع الطيران الإسرائيلي ضرب أهداف تبعد عن إسرائيل 2400 كيلو متر. والمقصود ضرب الحصار .. باب المندب يبعد عن إسرائيل حوالي 2000 كم.

لم نصدق هذا الكلام .. لأننا نعلم أنه لا وجود طائرة تستطيع الطيران كل هذه المسافة بدون توقف للتزود بالوقود .. وعملية التزويد بالوقود في الجو دقيقة جداً .. لا تتم إلا بعد تدريبات شهرين أو ثلاثة علي الأقل، ومع ذلك ضاعفنا من استعدادنا للدفاع الجوي.

صعوبات المهمة 

ويذكر اللواء مصطفي منصور أن مصر بطبعها دولة غير معتدية .. وكل حروب مصر القديمة أو الحديثة حروب دفاعية .. ولهذا لم يكن لدينا استعدادات كافية لتموين السفن فيما وراء البحار .. ونعتمد علي الموانئ الصديقة في التموين بالبترول، واعتمدنا أثناء تنفيذ المهمة علي شركة أجنبية في عدن.. تمدنا بالبترول اللازم للمدمرات. وحينما قامت الحرب، وتضامن العرب، وشهروا سلاح البترول .. بدأ سعر البترول في الارتفاع من دولار ونصف للبرميل حتى وصل إلي 43 دولارا. وأحجمت شركات البترول الموجودة في ميناء عدن عن بيع بترولها انتظارا لارتفاع سعره.

فلجأت لوزير دفاع اليمن. فاستدعي مدير إحدي شركات البترول التي تساهم فيها اليمن، وطلب منه إمدادنا بالبترول .. فرفض وقال : إن عنده أوامر من لندن بعدم البيع فقال له الوزير: أني آمرك بضرورة إمدادهم بالبترول .. باعتبار اليمن شريكة. فطلب مدير الشركة أن يكتب فواتير للسعر .. وأن أوقع أنا عليها علي بياض أي يحدد السعر فيما بعد .. ووافقت علي الفور رغم المسئولية الجسيمة .. ولم يكن أمامي طريق آخر ..

لم يكن لدي حكومة اليمن أي فكرة عن الحرب قبل وقوعها .. وبعد بدء الحرب أظهرت اليمن شيئاً من العتاب علينا .. خاصة إننا كثيرو الدخول والخروج للميناء وبدون استئذان .. وفي بعض الأحيان كنا كما لو كان الميناء ملكاً لنا.

ولفتوا نظرنا .. فأخطرت قيادتي في مصر، والتي أخطرت القيادة العيا .. فأرسل الرئيس السادات مبعوثه الخاص حسن صبري الخولي لتصفية الموقف. وكان علي درجة عالية من الكياسة. وأخبرهم بلباقة متناهية أنه ليس شرطا إخبارهم بالموعد .. فذلك سر من الأسرار العليا. وذكرهم باتفاقية الدفاع المشترك بين العرب، وأن الموانئ والمطارات العربية حل لأي دولة تحارب إسرائيل.

أما الطيران الفرنسي الموجود في جيبوتي .. فكان يخرج لاستطلاع ما يحدث، ويناوشنا دون أذي .. ففرنسا كانت محايدة تماماً، والطيارات تقترب من المدمرات وتعمل حركات تهريج، وكنا نميز أنه طيران فرنسي، ولا نفتح النار عليه.

وكنت أريد من الجندي أمام المدفع أن يكون متحققا من استعداده 100% وضرب أي طائرة تقترب منه دون انتظار، وأوامري بشأن الطائرات الفرنسية كانت تفقده هذا الاستعداد .. وينتظر الأوامر بالضرب.

فأصدرت أوامر بفتح النار علي أية طائرة تقترب حتى لو كانت فرنسية فور رؤيتها.. وكانت النتيجة أن اختفت الطائرات الفرنسية تماما بعد فتح النار عليها وأرسلت فرنسا احتجاجاً شديد اللهجة عن طريق وزارة الخارجية، والتي حولته لوزارة الدفاع، والدفاع حوله لقائد القوات البحرية الذي وضعه في درج مكتبه

وبعد انتهاء الحرب بستة أشهر كاملة .. حينما قابلت اللواء فؤاد زكري .. سألني : لماذا فتحت النيران علي الفرنسيين. فقلت له : لكي أحافظ علي درجة الاستعداد للجندي المصري، وحتى لا ينتظر أحد يقول له : هذا صديق أم عدو. فأجبني أنه لم يرسل لي الاحتجاج حتى لا يضايقني أثناء تنفيذ المهمة القتالية .. وهذه عظمة القائد.

استمرار الحصار 

وبانتهاء الحرب يوم 24 أكتوبر.. تلقينا الأوامر بالاستمرار في الحصار، واستمر فعلاً حتى شهر أبريل 1974، ولم نعد إلي مصر إلا في شهر يونيو 1974. وجاءنا تفسير بسيط من القيادة أن إيقاف إطلاق النار .. لا يعني إيقاف الحرب .. هذا استدعته مجريات الأمور في الحرب .. فلم يكن في الحسبان حدوث ثغرة في الجانب الغربي للقناة .. وقيام الإسرائيليين بمحاصرة الجيش الثالث وميناء الأدبية والسويس .. فهذا استدعي أن يضغط علي الجانب الإسرائيلي .. والوسيلة هي حصار باب المندب .. والذي بدأ بمهمة عسكرية تكتيكية، وانتهي بتحقيق هدف استراتيجي.

وهذا الكلام شهادة وزير خارجية أمريكا الأسبق هنري كيسنجر، والتقيت به عام 78 أثناء عملي كياور بحري للرئيس الراحل أنور السادات. فلما جلست معه .. وعلم أني قائد حصار باب المندب .. قال الرجل : إنها من أعظم الإنجازات التي قامت بها مصر في الحرب. لأنها كانت وسيلة الضغط علي إسرائيل أثناء مباحثات فض الاشتباك الأول والثاني، وإجلاء اليهود عن الثغرة.

قاطع الماء والنور على إسرائيل

ويتذكر اللواء مصطفي منصور قائلا : حينما سافرت إلي باب المندب .. ذكرت لأبنائي، وأعمارهم وقتها 9 سنوات و8 سنوات و7 سنوات.. إنني مسافر للخارج. فلما قامت الحرب أصيبوا بخيبة الأمل لأن والدهم المقاتل غير مشارك في الحرب .. وكانوا غاضبين بشدة وهم وزوجتي أيضاً.

بعد 3 أيام من بداية الحرب .. وبعد علمهم بأنباء الحصار .. استنتجوا أن والدهم في الحصار. فأرسلوا خطابا قالوا فيه : إحنا مبسوطين جداً جداً .. وفخورين أنك قاطع الماء والنور علي إسرائيل.

وزوجتي عندما كان زملائها وأقاربها يواسونها لأن زوجها في الحرب .. كانت تندهش وتقول : أنا في غاية السعادة .. وكل سيدة تتمني أن يكون زوجها في الحرب.عدت إلي مصر في يونيو 1974، وكرمني الرئيس السادات، ومنحني وسام الجمهورية من الدرجة الأولي، وطلب الرئيس أن يكون الياوران الخاص به من رجال أكتوبر الذين قاموا بأعمال بطولية في الحرب. فرشحت لأكون الياور البحري للرئيس السادات .. وظللت في هذا المنصب من نوفمبر 1974 حتى يونيو 1981، ثم عينت كملحق عسكري في ألمانيا يناير 1983.

وسبق تكريمي بنوط الشجاعة عام 1969. لمشاركتي في الهجوم علي مناطق رمانة وبالوظة شمال سيناء، وتبعد 30 كم شرق بورسعيد.

أضف تعليق