كتُب عليه الفناء وعلي حلمه الزوال فلم يعد هناك من ينصره سوي جماعة إرهابية ودويلة مارقة وجماعات التطرف والإرهاب، إنه أردوغان الذي خطي نحو الهوية فسقط دون رجعة وباتت نهايته محسومة تتوقف فقط علي ممارسته لمزيد من الحماقة السياسية والتهور العسكري والنهب الاقتصادي.
لم يعد ما يحدث في سوريا من توغل عسكري سافر لقوات نظام أردوغان يقتصر كونه اعتداء علي سيادة دوله أخري والقيام بانتهاك أراضيها بل تطورت أبعاد الأزمة لتشمل خصومة بين هذا النظام ومختلف دول العالم سواء الكتلة العربية أو الغربية متمثلة في أوروبا وأمريكا وأيضا الكتلة الشرقية وعلي رأسها روسيا، إذًا ما الذي تبقي لأردوغان سوي كابوس يدفعه نحو أن يلقي بنفسه ودولته في غيابات الوهم لتفقد تركيا اقتصادها وقدرتها العسكرية لتعود دولة هزيلة كما تركه العثمانيين.
وهو ما بدأت بوادره تظهر حيث تتجه العملة التركية إلي مزيد من الانخفاض والشركات العالمية منها من أعلن عزوفه عن التواجد بالسوق التركي ومنهم من يلمم استثمارته استعداد للرحيل بعد أن أصبح يدرك الجميع أن العقوبات الأمريكية والأوروبية ستجعل من تركيا نموذجا جديد للدولة المنبوذة دوليا وهي بالفعل أصبحت هكذا، أما علي الصعيد العسكري فلن يصمد هذا الاستنزاف للقوات التركية أمام أحلام أردوغان بعد أن سلبت تلك الأحلام خزائن الدولة وأيضا جيوب المواطن التركي لشراء البارود لإشعال المنطقة تحقيقا لدولة الخلاقة المزعومة، كما أن توقف التعاون العسكري بين تركيا وأمريكا وأيضا الدول الأوروبية والذي أعلنته دوله تلو الأخرى لن يؤثر فقط علي قدرتها العسكرية بل يهدد بقائها في حلف الناتو، ومن ثم رحيل الحماية الأمريكية والأوروبية التي يحتمي بها أردوغان والتي يتزامن معها تصدع في العلاقات العسكرية مع روسيا أيضا التي تهددت مصالحها بسبب جنون السلطان المريض.
أما علي الصعيد الداخلي سينفجر الوضع في المستقبل القريب بعد أن يجد المواطن التركي نفسه في عزلة دولية وظروف اقتصادية خانقة وسمعة ملطخة بالدماء بعد أن بات العلم التركي يرفع علي رفات المدنيين والأبرياء ليلحق العار بكل تركي يصمت علي سفاح يقتل السوريين بالسكين التركي، وبالتالي بقاء أردوغان علي عرش الدم الذي يؤسس له لن يبقي كثيرا بل سيزول قريبا بعد أن أصبح مستقبله محتوم إلي الهلاك وطريقة مسدود وحلمه إلي الفناء أمر مؤكدا ومحسوم.