لم يتوقف عن «الزغطة».. معلومات لا تعرفها عن «قيثارة السماء»

لم يتوقف عن «الزغطة».. معلومات لا تعرفها عن «قيثارة السماء»لم يتوقف عن «الزغطة».. معلومات لا تعرفها عن «قيثارة السماء»

* عاجل9-5-2017 | 03:24

كتب: خالد عبد الحميد

لقب بالمعجزة، قيثارة السماء، الروحاني، الرباني، القرآني، كروان الإذاعة، سيد قُراء الزمان، الصوت الذهبي، سوط عذاب وصوت رحمه؛ كل تلك الألقاب وأكثر تميز بها القارئ الشيخ محمد رفعت.

ولد رفعت في 9 مايو عام 1882، بحي «المغربلين» بمدينة القاهرة، ألحقه والده بكُتاب الحي، وأتم حفظ القرآن قبل أن يتم العشر سنوات، وكان شيخه ومحفظه يحبه كثيرا، لإتقانه الحفظ والتلاوة بصوت شجي، فعلمه التجويد وأعطاه شهادة إجادة حفظ القرآن وتجويده.

وفي سن الخامسة عشرة، تولى رفعت قراءة القرآن في مسجد فاضل باشا بمنطقة السيدة زينب، وبلغ شهرة واسعة ونال محبة الناس، وعندما بدأ بث الإذاعة المصرية سنة 1934م، واستفتى شيخ الأزهر محمد الأحمدي الظواهري عن جواز إنشاء إذاعة القرآن الكريم فأفتي له بجواز ذلك فافتتحها بقول من أول سورة الفتح (إنا فتحنا لك فتحا مبينا)، ولما سمعت الإذاعة البريطانية "بي بي سي العربية" صوته أرسلت إليه وطلبت منه تسجيل القرآن، فرفض ظنا منه أنه حرام لأنهم غير مسلمين، فاستفتي الإمام المراغي فشرح له الأمر وأخبره بأنه غير حرام، فسجل لهم سورة مريم.

ويروي عن الشيخ أنه كان رحيما رقيقا ذا مشاعر جياشا عطوفا علي الفقراء والمحتاجين، حتي أنه كان يطمئن على فرسه كل يوم ويوصي بإطعامه، ويروي أنه زار صديقا له قبيل موته فقال له صديقه من يرعي فتاتي بعد موتي، فتأثر الشيخ بذلك، وفي اليوم التالي والشيخ يقرأ القرآن من سورة الضحى حتي وصل الي قول (فأما اليتيم فلا تقهر) فتذكر الفتاة وانهال في البكاء بحرارة، ثم خصص مبلغا من المال للفتاة حتي تزوجت.

وفاته

أصيب الشيخ محمد رفعت في عام 1943م بمرض سرطان الحنجرة الذي كان معروفاً وقتئذ "بمرض الزغطة" وتوقف عن القراءة، يقال: انه بالرغم أنه لم يكن يملك تكاليف العلاج إلا أنه اعتذر عن قبول أي مدد أو عون ألح به عليه ملوك ورؤساء العالم الإسلامي، وكانت كلمته المشهورة "إن قارئ القرآن لا يهان".

قالوا عنه

الأديب محمد السيد المويلحي في مجلة الرسالة: "سيد قراء هذا الزمن، موسيقيّ بفطرته وطبيعته، إنه يزجي إلى نفوسنا أرفع أنواعها وأقدس وأزهى ألوانها، وإنه بصوته فقط يأسرنا ويسحرنا دون أن يحتاج إلى أوركسترا".

أنيس منصور: "ولا يزال المرحوم الشيخ رفعت أجمل الأصوات وأروعها، وسر جمال وجلال صوت الشيخ رفعت أنه فريد في معدنه، وأن هذا الصوت قادر على أن يرفعك إلى مستوى الآيات ومعانيها، ثم إنه ليس كمثل أي صوت آخر".

الموسيقار محمد عبد الوهاب صوت الشيخ محمد رفعت بأنه ملائكي يأتي من السماء لأول مرة، وسئل الكاتب محمود السعدني عن سر تفرد الشيخ محمد رفعت فقال: كان ممتلئًا تصديقًا وإيمانًا بما يقرأ.

أما علي خليل "شيخ الإذاعيين" فيقول عنه: "إنه كان هادئ النفس، تحس وأنت جالس معه أن الرجل مستمتع بحياته وكأنه في جنة الخلد، كان كيانًا ملائكيًّا، ترى في وجهه الصفاء والنقاء والطمأنينة والإيمان الخالص للخالق، وكأنه ليس من أهل الأرض". ونعته الإذاعة المصرية عند وفاته إلى المستمعين بقولها: "أيها المسلمون، فقدنا اليوم عَلَمًا من أعلام الإسلام". أما الإذاعة السورية فجاء النعي على لسان المفتي حيث قال: "لقد مات المقرئ الذي وهب صوته للإسلام"!!.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2