جدل فرنسى حول التوصيف الطبى والقانونى للموت

جدل فرنسى حول التوصيف الطبى والقانونى للموتجدل فرنسى حول التوصيف الطبى والقانونى للموت

* عاجل5-11-2019 | 20:26

مصادر – دار المعارف

مازال الجدل، الطبى والتوصيف القانونى دائرين حول التحديد الدقيق لوصف موت كائن بشرى.. هل هو وقت توقف القلب عن النبض (العمل)، ؟! أم يموت الإنسان حين يفقد تماما القدرة على الوعي وتتوقف جميع وظائف جذع الدماغ ؟! تناولت تقارير صحفية فرنسية هذه القضية فى الآونة الأخيرة، حيث قال الكاتبان باسكال سانتي وبيير ليبيدي، في تقرير لهما نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية، إنه وفقا لقاموس "لاروس" الفرنسي الشهير، يتمثل الموت بشكل عام في "خسارة كيان حي (عضو أو فرد أو نسيج أو خلية) بشكل نهائي للخصائص المميزة للحياة، مما يؤدي إلى تدميره.

فيما يقول بنامين روهوت، وهو طبيب أعصاب في مستشفى بيتي سالبترير: "يمكننا بالطبع اعتبار الموت نهاية الحياة، ولكنه يستدرك متسائلا: "ما الحياة إذن؟".. ويجيب: هل نكون على قيد الحياة فقط حين نكون واعين؟ أو حين يكون دماغنا نشطا؟ أو عندما يدق القلب؟.

إن تعريف الموت هو تعريف الحياة، ويمكننا بالتالي مواجهة عقبات مفاهيمية. هذا بالتأكيد ما يجعل للموت تعريفا قانونيا". وفى خمسينيات القرن الماضي، تم تعريف الموت بتوقف الوظائف الحيوية (القلب والتنفس). إثر ذلك، أحدث جهاز التنفس الصناعي -الذي اخترعه الطبيب الدانماركي بيورن إبسن عام 1952- ثورة في مجال الطب، بعد أن أدى إلى ظهور الإنعاش والعناية المركزة. وحسب تقرير "لوموند" لقد طور هذا الاختراع مفهوم الموت. كان الطبيبان الفرنسيان موريس جولون وبيير مولاريت قد وصفا عام 1959 مفهوم الموت الدماغي الذي أعادت لجنة كلية الطب بجامعة هارفارد استخدامه عام 1968، ولم يعد توقف نشاط القلب يعني الموت، وإنما فقدان الوظائف الدماغية.

أُدرجت هذه الفرضية في القانون الفرنسي عبر منشور يوم 24 أبريل/نيسان 1968، مما مهد الطريق للتبرع بالأعضاء. وفي عام 2012، اقترحت منظمة الصحة العالمية التعريف التالي: "يحدث الموت حين يكون هناك فقدان دائم لقدرة الوعي وجميع وظائف جذع الدماغ". في فرنسا، تعد معايير الإثبات القانوني للموت صارمة للغاية ويُنظمها قانون الصحة العامة. إذا كان الشخص مصابا بسكتة قلبية وتنفسية مستمرة، فينبغي ملاحظة الغياب التام للوعي والنشاط الحركي التلقائي وكل ردود فعل جذع الدماغ، على شاكلة الحدقات التي لا تتفاعل مع الضوء تماما، في آن واحد.

في حالة توقف نشاط الدماغ، ينبغي تأكيد طابعه النهائي، إما بواسطة تخطيطين مسطحين لأمواج الدماغ مدتهما من ثلاثين دقيقة إلى أربع ساعات، أو عن طريق التصوير الوعائي الدماغي الذي يُثبت توقف الدورة الدموية الدماغية، أي ضخ الدماء في الدماغ؛ عندها فقط يمكن للطبيب توقيع شهادة الوفاة.

لا يعد الموت "انطفاء" تاما، لأن بعض الوظائف الحيوية تتواصل نسبيا. فعلى امتداد ساعات عديدة، تستمر العمليات الفسيولوجية، مثل نمو ملحقات الجلد (الشعر والأظافر).

ويوضح ريجيس أوبري رئيس قسم الألم والرعاية التلطيفية وطب المسنين في المركز الطبي المحلي الجامعي في بيزانسون بفرنسا "نحن نعلم بالتأكيد أن البشر لا يموتون دفعة واحدة. يتوقف نشاط الأعضاء بسرعة وأوقات متفاوتة قبل توقفه النهائي". بعد توقف نشاط القلب، قد تمر عشر دقائق قبل نهاية النشاط الدماغي.

أضف تعليق

إعلان آراك 2