سماح عطية تكتب: عبارة لم يشرحها هيثم أحمد زكي

سماح عطية تكتب: عبارة لم يشرحها هيثم أحمد زكيسماح عطية تكتب: عبارة لم يشرحها هيثم أحمد زكي

غير مصنف11-11-2019 | 19:36

استوقفتني جملة قالها الفنان الشاب هيثم أحمد زكي، رحمة الله عليه، وهي: "لو مالقتش اللي بتحبه ما تحبش اللي تلاقيه"، جملة عميقة، ومسئولة تقريبا عن معظم قصص حبنا وارتباطنا وجوازنا، وطلاقنا أحيانا، فلسفة فيها سر سعادتنا وتعاستنا، فيها هناؤنا وشقاؤنا، فيها استقرارنا وتشتتنا، فيها دموعنا وضحكاتنا.

"لو ملقتش اللي بتحبه"

 الغالبية العظمى مننا، ممكن يكون حب في حياته مرة أو أكثر، وإن كنت أعتقد أن الحب الحقيقي يأتي مرة واحدة في العمر، ولكن نسبة كبيرة من الناس التي صادفت هذا الحب، لم تستطع لظرف أو لآخر الارتباط بمن تحب، وجميعنا يوجد حوله نماذج حدث معها ذلك، بل قد تكون نماذج قريبة جدا لنا، ولعل الأتعس من ذلك، أنه يمكن مصادفة الحب الحقيقي وعدم الإفصاح به للطرف الآخر، والاستمرار في رؤية الطرف الآخر وهو يمضي أمام الأعين بعد أن يرتبط يعيش حياته الطبيعية، ومع اليقين الشديد في عدم التلاقي.. لا يخرج هذا الحب من القلب أبدا.

"ما تحبش اللي تلاقيه"

استراتيجية.. على الجانب المعاكس، ولا أحب أن أسميها "تمثيلية"، يظل الإنسان يتحرك وفقا لها، في خطوات مرسومة،  ونسب متوازنة، ومعادلات محكمة، كـ"الآلة"، يحدد هدفا ويعمل على تحقيقه، مرددا لنفسه في كل لحظة: "نعم سوف أجد هذا الشخص، نعم سوف أحبه، وأعيش معه، وأتزوجه، فهو بمقاييس المجتمع والحسابات الاجتماعية والنسب المادية، شخص مناسب، لا مجال هنا للمشاعر.. فهي آتيه لا محالة طبقا للاستراتيجية الموضوعة، والتى يبدأ تنفيذها خطوة تلو الأخرى، وعندما يصطدم بتجاوز أو خرق لها، يعالج هذا الخرق  ويخرج خطط فرعية قصيرة المدى، لتستمر الحياة حتى يأتي يوم تزداد الاختراقات، وتتهالك الأفكار، وتعجز عن الحلول المعتادة عن إنهاء أي أزمة، ولا يقبل العقل فكرة التماس الأعذار، ولا الاستراتيجية العقيمة التي وضعها، بل تتلاشى فكرة الاستمرار والنجاح في المشروع، وتنهار القوى، ويزول الدافع والإصرار على الاستمرار

 كل هذه الانهيارت تحدث، والقلب ينزف، ويشاهد من بعيد "ألما" يعتاد على تنحيته جانبا منذ زمن.. "ألم" يتم إغفال دوره تماما أثناء التخطيط لهذه الاستراتيجية، "ألم" يتحدث ولم يسمعه أحد، "ألم" يدعو للتمهل والانتظار حتى يتم إيجاد الحب.

هيثم أحمد زكي قال العبارة ولم يشرحها شرحًا كافي ولكن الشرح موجود داخل كل منا.. كل واحد يبحث في حياته سيجد هذه العبارة  فيها!!

    أضف تعليق

    حكايات لم تنشر من سيناء (2)

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2