سماح عطية تكتب: مصنع الروح.. والفيروسات المزاجية..

سماح عطية تكتب: مصنع الروح.. والفيروسات المزاجية..سماح عطية تكتب: مصنع الروح.. والفيروسات المزاجية..

*سلايد رئيسى6-12-2019 | 15:02

عندما بحثت في المعجم وبعض المواقع الإلكترونية عن معنى كلمة إنسان.. توافقت معظم التعريفات بأنه كائن يمتك روحا.. وبالكاد أدهشني ذلك كثيرا.. لم أجد تعريفا يقول "بني آدم ذو عقل".. أو "بني آدم يسير على قدمين فقط".. أو بني آدم له لسان يتحدث به اللغات المختلفة.. أو كائن حي قادر على العيش والتكاثر والبناء والتعليم والتقدم والاختراع. وإنما "كائن يمتلك روحا".. فوظفت دهشتي للبحث في موضوع اقتصار معظم تعريفات الإنسان على هذا الأمر.. وبدأت أبحث عن معنى الروح فوجدت أنها خلق من أعظم مخلوقات الله.. شرفها الله  وكرمها غاية التشريف والتكريم فنسبها لذاته العليا في كتابه القرآن. قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ). وتشكيل الإنسان وروحه يعتمد على سماته الشخصية وتربيته وتنشئته الاجتماعية ومواهبه والاحتكاك الاجتماعي بمن حوله في البيت والتعليم والعمل.. ما إلى ذلك.. وطبيعي جدا أن تشكل كل هذه العوامل مزاجه وإحساسه ورد فعله وحيثيات يومه.. فهي المصنع المنتج له فإذا كان هذا المصنع يحمل داخله إيجابيات سوف ينطبع ذلك عليه.. واذا كان ينتج سلبيات فسوف ينطبع ذلك عليه أيضا.. فالإيجابية وحب الحياة والتفاؤل والترفع عن الصغائر.. والعمل على الإنجاز.. وبذل مزيد من الجهد للتقدم للأمام تجعلك تحب روحك وتحافظ عليها ولا تفكر أبدا في التخلص منها أو إزهاقها. أما السلبية وكراهية الحياة والتشاؤم وإرهاق العقل والقلب بالصغائر والفشل الناتج عن البعد عن الإنجاز ذاتيا. . وعدم بذل الجهد والإحباط والوقوف دون حراك في نفس المنطقة من عمرك.. وإيقاف الزمن عند حد معين.. كل هذا يجعلك تكره روحك تستهين بوجودها ووجودك.. ولن تكتفي بذاتك بل ينتقل فيروس السلبيات لمن حولك.. فالإحباط والتشاؤم من الحياة.. والإيجابية والسعادة.. كلها فيروسات معدية. فحاول أن تحصن نفسك وروحك من عدوى فيروس السلبية إن لم يهاجمك بعد.. ولكن إذا حدث بالفعل.. فأسرع بعلاج نفسك منه وابتعد عن ناقل الفيروس لك وحاول أن تحتك بحامل فيروس الإيجابية.. بل وأن تكون ناقلا لهذا الفيروس أيضا. فلا يكرم الله روحك يا إنسان.. وتأتي أنت لتزهقها..
أضف تعليق

إعلان آراك 2