الحشد الشعبي العراقى يتبرأ من مجزرة «الجمعة» ويلقى التهمة على أنصار الصدر.. ومطار بغداد في مرمى الصواريخ
الحشد الشعبي العراقى يتبرأ من مجزرة «الجمعة» ويلقى التهمة على أنصار الصدر.. ومطار بغداد في مرمى الصواريخ
وكالات
تحت عنوان: "ضرورة عرض الحقائق أمام الرأي العام" نشر الموقع الرسمي لهيئة الحشد الشعبي بالعراق، الذي يسيطر عليه المهندس فالح الفياض، بياناً شديد اللهجة هاجم فيه زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، وتناول البيان ما أسماه شرح وتوضيح الأحداث التي ألقت بظلالها على ساحات التظاهر، وخصوصا ما جرى مساء يوم الجمعة الماضى في محيط منطقتي الخلاني والسنك ببغداد، التي سقط فيها عدد من الضحايا، حسب وصف البيان بينما اعتبرها البعض مجزرة.
وجاء فى البيان أن الهدف من إصداره هو: "قطع دابر الفتنة التي أرادت أن تستغلها بعض الأطراف المحلية والدولية في مآربها الخاصة"، مضيفا: "يعلم الجميع أن أعداداً كبيرة من المتظاهرين الذين استجابوا لنداء المرجعية بالتصدي وطرد المخربين وحماية المتظاهرين السلميين الموجودين في ساحات التظاهر وخصوصاً في مرأب السنك، وهذا ما أغاظ المجاميع المخربة الموجودة في هذا المكان والتي تهيمن بشكل كبير وتفرض وجودها بالقوة والإرهاب".
وأضاف: "كانت هذه المجاميع الملثمة تخطط لاستفزاز المتظاهرين ومنعهم من الوجود في بناية المرأب وقد تعرض عدد من السلميين إلى الاعتداء بالسكاكين والأدوات الجارحة وقنابل المولوتوف لحرق المكان وهذا ما وثقته وسائل الإعلام، وكذلك تم خطف ثلاثة وعشرين متظاهراً سلمياً".
وأشار البيان إلى أن الموجودين في المنطقة استنجدوا بـ"القوات الأمنية والحشد الشعبي فاستجاب أبناء الحشد للتدخل نتيجة الفراغ الأمني وغياب سلطة الدولة غير أن إطلاق نار كثيف وجه صوب المتظاهرين ومجموعة الحشد، ما أوقع عدداً من الضحايا ليتطور الموقف إلى صدامات متقابلة لإنقاذ المتظاهرين المخطوفين وكذلك المحاصرين داخل المرأب".
تابع، "حينها قام المخربون بنقل المختطفين إلى بناية المطعم التركي، ومع انشغال أبناء الحشد بإنقاذ المحاصرين في المرأب ونتيجة الوجود الكثيف لسرايا السلام (التابعة لمقتدى الصدر) وما يعرف بالقبعات الزرق (وهم أنصار الصدر المدنيون في ساحة التحرير) وبعضهم يحمل السلاح، ومع غياب التنسيق اشتبك الجميع بالنيران مما عقد المشهد وتسبب في سقوط عدد من الضحايا من الطرفين".
وواصل: "عندها تدخلت القيادات الأمنية وقيادات الحشد بالتواصل مع جميع الأطراف وعقد اجتماع بين قيادات سرايا السلام مع الأمن الوطني وقيادة عمليات بغداد انتهى بالاتفاق على سحب قوات السرايا والقوة التي تدخلت لإنقاذ المختطفين".
واختتم البيان بالقول: " إن شعبنا العزيز وذوي الضحايا والمختطفين يطالبون الجهات المسؤولة بالإفراج عن أبنائهم وكشف الحقائق أمام الرأي العام وبيان طبيعة المجاميع المسلحة والمخربين، وارتباطاتها وما يجري في بناية المطعم التركي من نشاطات مريبة وممارسات مشبوهة ولا أخلاقية، والمباشرة بتفتيش البناية والبنايات المحيطة بساحات التظاهر ومصادرة السلاح الموجود هناك وتحرير المختطفين".
ولاحظ مراقبون حذف البيان من الموقع الرسمي للحشد الشعبى بعد ساعات قليلة من نشره، بعد اختراق الموقع، وهو ما دعا المراقبون إلى القول إن هذا الموقف يشير إلى إمكانية اندلاع مواجهة بين سرايا السلام والميليشيات العراقية الموالية لإيران، التي ترى أن التظاهرات العراقية تستهدف إنهاء نفوذها الكبير وهيمنتها على الدولة.
وفى ذات الوقت تعرض موقع عسكري ملاصق لمطار بغداد الدولي، إلى هجوم صاروخي ما تسبب في سقوط ضحايا.
قالت خلية الإعلام الأمني التابعة للحكومة، إن 4 صواريخ كاتيوشا سقطت على أحد المعسكرات المحيطة بمطار بغداد الدولي تسببت في إصابة ستة مقاتلين، مشيرة إلى أن القوات الأمنية باشرت بـ "بتفتيش المناطق وعثرت على منصة إطلاق الصواريخ مع وجود صواريخ تعطل إطلاقها".
وأعلنت مصادر في جهاز مكافحة الإرهاب العراقي أن خمسة من عناصره أصيبوا بجروح بعد قصف صاروخي طاول محيط المطار العسكري في العاصمة بغداد.
في وقت لاحق من صباح اليوم الاثنين، قالت مصادر أمنية إن هناك مؤشرات إلى تورط حزب الله العراقي في الهجوم على جهاز مكافحة الإرهاب، الذي تقول الميليشيات الموالية لإيران إنه يتربط بعلاقات غير اعتيادية مع الولايات المتحدة.
ودعا الحشد "الشعب العراقي إلى مواصلة التظاهر السلمي الذي هو حق مشروع لجميع أبناء الشعب العراقي وليس حكراً على فئة أو جماعة أو حزب"، مطالباً القوات الأمنية بـ"فرض سيطرتها على ساحات التظاهر وحمايتها وبسط الأمن وإعادة الأوضاع إلى نصابها الطبيعي كما طالبت المرجعية الرشيدة بذلك حتى نفوت الفرصة على من يتربص بنا الدوائر".
فيما أكدت وثائق وزارة الداخلية العراقية أن مرتكبى مجزرة "السنك" هم عناصر في حزب الله العراقي، أحد مكونات الحشد الشعبى العراقى كتائب حزب الله العراقية، وهي إحدى مكونات الحشد الشعبي الذي يترأسه، فالح الفياض، لكن هذه الكتائب تخضع لسلطة نائب الفياض أبي مهدي المهندس.
وتم اتهام هذه الكتائب بالهجوم على ساحة الخلاني وجسر السنك، حيث يتجمع متظاهرون سلميون يطالبون بإسقاط النظام السياسي ومحاسبة الفاسدين، يوم الجمعة 6 ديسمبر (كانون الأول) 2019.
فيما قال ناشطون إن أنصار الصدر تدخلوا لحماية المتظاهرين وخسروا ثلاثة أشخاص في الأقل، لكن الحشد الشعبي مصر على ترويج رواية مغايرة، ويخوض الآن رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض مواجهة مع نائبه أبي مهدي المهندس، للسيطرة على هذه القوة التي تعتقد إيران أنها الوحيدة القادرة على قمع التظاهرات العراقية المستمرة منذ 69 يوماً.