أحمد عاطف آدم يكتب : خالد أفندي أستاذ من الزمن الجميل

أحمد عاطف آدم يكتب : خالد أفندي أستاذ من الزمن الجميلأحمد عاطف آدم يكتب : خالد أفندي أستاذ من الزمن الجميل

*سلايد رئيسى15-12-2019 | 19:09

لا أعرف حقا كيف أتته تلك الفكرة وهو يغرد متخطياً السرب وموازياً له، ففي الوقت الذي يسعي وزير التربية والتعليم لتطوير عناصر منظومته حتي لو بسرعة السلحفاة، كان أستاذ خالد هاشم مدرس التاريخ بمدرسة ناصر الثانوية التابعة لمحافظة أسيوط يجسد بكل حصة شخصية تاريخية لطلبة الفصول، ويقول عن ذلك: قبل عام خطرت لي فكرة تجسيد الشخصيات التاريخية لتقريب المادة الأدبية لعقل المتعلم وزيادة إقباله علي التحصيل بأسلوب "مسرحة المناهج"، وبدأت بالفعل أداء قصص بعض الشخصيات التاريخية، حيث بدأت بشخصية محمد على باشا بعد قراءة الكثير عن شخصيته ثم استخدمت بعض الكلمات التركية المستخدمة آنذاك، وكان الطلاب فى منتهى السعادة عند سماعهم كلمة " انتى ولد"، والتي تحولت للزمة كلامية بيننا فى المدرسة وخارجها لفترة كبيرة، واستطرد قائلاً : لاحظت فى عيون الطلاب كيف كانوا سعداء عندما جسدت تلك الشخصية، وهو ما شجعنى على المواصلة واستكمال طريقي نحو تجسيد المزيد من الشخصيات الأخري مثل أحمد عرابى وسعد زغلول - لدرجة أن الطلاب أصبحوا يتعاملون معي على أنني الشخصية التاريخية التى يريدون أن يسألوا حولها، فمثلا يقولون لى :مش انت قمت بثورة ١٩١٩ وقت كذا وكذا، وهذا ما أسعدني بشدة، لأن طلابي استطاعوا من خلال هذا النموذج من التدريس فهم المراحل والشخصيات التاريخية والإرتباط بها بل وتضامنوا مع تجربة أستاذهم، حيث أعرب مينا سامح ومحمد أشرف وعبد الرحمن عاطف، أنهم بهذه الطريقة أصبحوا يتلقوا الدروس بشكل أفضل بكثير من طرق الشرح العادية، حتي أن بعض الطلاب ممن كانوا يغيبون في السابق، أصبحوا يأتون خصيصاً لحصة التاريخ لما فيها من إثارة وتشويق، ثم استطردوا مؤكدين: نتمنى أن تتحول كل المواد الدراسية لهذه الطريقة، حتى يكون التحصيل أكثر تأثيراً وإمتاعاً - بعيدا عن الملل بالحصص الدراسية، ثم أضافوا: إن درجات غالبية الطلاب تغيرت فى الإمتحانات، ومن جهتها أكدت داليا الفونس وكيل المدرسة، أن الأستاذ خالد منذ أن قدم إلى المدرسة وهو يقدم الإبتكارات فى مجال تخصصه،،، وهذه الطريقة ساعدت بشكل كبير على تقليل نسبة الغياب وخاصة فى مرحلة الصف الثالث الثانوى، ونساعده بقدر الإمكان لكى يقدم للطلاب مادة دراسية جيدة ومادة علمية شيقة. - ما سبق كان عبارة عن لوحة إبداعية مبهرة ومبهجة في نفس الوقت، عرضها موقع اليوم السابع لجمهور القراء علي شكل تقرير صحفي يجسد تجربة "خالد أفندي" ، هذا المدرس الصعيدي الذي جاء من الزمن الجميل مستنسخاً روح أجدادة الوفية التي صبغت شخصيته بالعطاء والعبقرية، فأراد أن تكون دروسه الخصوصية في تأصيل قيمة العلم بفصل المدرسة وليس بالسنتر. - وإذا أردنا أن نرصد قيمة الإيجابيات في تلك التجربة الجديرة بالإحترام، سنجد أنه استطاع ثقل العلاقة الصعبة والمتوترة بين الجيل الحالي من الطلاب وبين المدرس - من خلال استراتيجية المحاكاة التي تفنن فيها وتعملق، عندما قام بمحاكاة شخصية الطالب المعاصر المرتبطة بالميديا وقام بعبقرية يحسد عليها بعمل جسر قوي يعبر من خلاله إلي عقول تلامذته حاملاً معه المادة العلمية في شكل حكائي ممتع وجذاب، وربما أجد أن هذا الدور الذي لعبة أستاذ خالد هو مكمل تماماً لخطة وزارة التربية والتعليم في إعداد أجيال للمجتمع من المعلمين والمتعلمين الباحثين، الذين لديهم القدرة علي الوصول للمعلومة من روافد ووسائل عديدة متاحة، سواء الكتب المدرسية أو الخارجية أو الأفلام الوثائقية والعلمية المتاحة إليكترونياً ... إلخ . في النهاية يجب أن تظل الرسالة المقدسة التي وهب الله عز وجل شرف أدائها لأعضاء هيئة التدريس بأي موقع تعليمي هي بمثابة الشغل الشاغل لهم، يتبارون في العطاء قدر استطاعتهم من أجل تأصيل تلك القيمة النبيلة عند أجيال وأجيال للوصول للنهضة العلمية التي نصبو إليها جميعاً .
أضف تعليق

خلخلة الشعوب وإسقاط الدول "2"

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2