د. داليا مجدي عبد الغني تكتب: رواية الحدث الواحد

د. داليا مجدي عبد الغني تكتب: رواية الحدث الواحدد. داليا مجدي عبد الغني تكتب: رواية الحدث الواحد 

*سلايد رئيسى19-12-2019 | 09:58

عالم الرواية، على الرغم من كونه عالم افتراضي، إلا أنه عالم يُجبر الإنسان على التعايش مع أحداثه بشكل غريب إلى حد الواقع، ولكن المُفترض في الرواية أن تكون خصبة وعديدة، ومليئة بالأحداث، لأن هذا هو الوضع الحقيقي لحياة الإنسان، فحياته دائمًا مملوءة بالكثير من الأمور والتناقضات، لذا لابد أن يجد ذلك في أحداث الرواية التي يقرؤها. وهذه المُقدمة، أردت من خلالها أن أناقش فكرة أن كثيرًا من الروايات تحصر نفسها في موضوع الحدث الواحد، وهذا لا يتماشى مع ما يُريده القارئ، من تشعب في الأحداث؛ حتى يستشعر أنه يعيش في حياة حقيقية وصادقة، وأعتقد أن ما يُميز روايات الأدب العالمي، هو قُدرتها على خلق الكثير من الأحداث عبر شخوص الرواية، والاعتماد على الرجوع بالأحداث إلى حقب زمنية مُختلفة، وكثرة شخصيات الرواية المتباينة، وعدم دورانهم في قالب الحدث الواحد، فهذا بلاشك يُخرج القارئ من إطار الملل الروائي، ويجعله في حاله انتظار دائم للحدث الجديد، علاوة على رُؤيته لنفسه في الكثير من الشخصيات والمواقف داخل الرواية، وهذا يصنع اندماجًا وتوحدًا بين القارئ والرواية، أما فكرة بنيان الرواية على الحدث الواحد، تُفقدها بريقها ودرجة تشويقها، وتُخرجها من القالب الحياتي؛ لأن الحياة تحتاج بشكل دائم إلى التنوع والاختلاف والتباين. ولا نختلف على أن فن كتابه الرواية هو فن له العديد من المدارس، ولا يُمكن أن يجتمع عليه أحد، بدليل أن كل مدرسة وجدت قُرَّاءَهَا، ونجحت في خلق مشهد إبداعي جديد، وأظن أن هذا التنوع هو سر استمرار نجاح الرواية الطويلة حتى الآن، رغم دخول فكرة القراءة الإلكترونية، والتي لا تتماشى مُطلقًا مع قراءة الرواية، التي تستلزم الورق. وأيًا ما كان الأمر، فستظل الرواية هي أحد أهم أعمدة فن الإبداع والفكر والوجدان، في العالم وفي الحياة.
أضف تعليق