12 مليشية مسلحة مدعومة من تركيا وقطر تواجه الجيش الوطني الليبي

12 مليشية مسلحة مدعومة من تركيا وقطر تواجه الجيش الوطني الليبي12 مليشية مسلحة مدعومة من تركيا وقطر تواجه الجيش الوطني الليبي

غير مصنف21-12-2019 | 23:41

كتب : عمرو فاروق يخوض الجيش الوطني الليبي، على مدار الأيام الماضية بقيادة المشير خليفة حفتر، معركة تحرير العاصمة الليبية طرابلس من الميليشيات المسلحة المنتشرة بأنحاءها. وهي العملية المسلحة التي حقق فيها الجيش الليبي نجاحات كبيرة، ضد المليشيات التكفيرية سواء في العاصمة طرابلس أو مدينة مصراته، والتي تديرها حكومة الوفاق الإخوانية بقيادة فايز سراج، ويتم دعمها من تركيا وقطر. فمنذ اندلاع الأزمة الليبية في عام 2011، تمكنت الميليشيات المسلحة من تأسيس دور قوي لها، وظهرت المجموعات المسلحة في كل ركن في البلاد، مستغلة انهيار مؤسسات الدولة وغياب سلطة القانون، إضافة إلى انتشار السلاح لتكوّن لنفسها مناطق نفوذ تحت سلطة الرصاص، وهو ما أدخل البلاد في دوامة من العنف والفوضى. وانتشرت في ليبيا الكثير من بؤر التطرف، لعل أبرزها في العاصمة طرابلس، وكذلك مدينة مصراته التي باتت مكانا خصباً للجماعات المسلحة، وآوت قيادات داعش والقاعدة وأنصار الشريعة والجماعة الليبية المقاتلة، وغيرها. وتتضمن خريطة المليشيات المسلحة التي يواجهها الجيش الوطني خلال معركته في تحرير التراب الليبي عدد من الكيانات الإرهابية وقياداتها في مدينتي مصراته وطرابلس مثل:

أولاً: قوة الردع الخاصة

تعد قوة الردع الخاصة الأكثر تسليحا وعددا، وتشكلت عام 2012 في طرابلس، ويبلغ عددها ما يقرب من 5 آلاف مقاتل غالبيتهم من الشباب، ويقودها الإرهابي عبد الرؤوف كارة، ويرتبط بعلاقات واتصالات وثيقة مع حركة النهضة التونسية، وتتخذ المليشيا المسلحة من قاعدة معيتيقة مقرا لها وتورطت في تهريب السلاح والعناصر الإرهابية من ليبيا إلى تركيا والعكس، وتمتلك قوة الردع أسلحة ثقيلة ومتوسطة ضخمة حصلت عليها من قطر وتركيا. وتحالفت حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج مع قوة الردع الخاصة ما دفع الأخيرة للسماح للمجلس الرئاسى الليبي، الذي يقوده السراج باتخاذ قاعدة بوستة البحرية مقراً للمجلس الرئاسي. وتورطت "قوة الردع الخاصة"، في عمليات الاتجار بالبشر والعمل مع عصابات الجريمة في تهريب السلاح والمخدرات إلى داخل ليبيا. وتمكنت مليشيا قوة الردع الخاصة من السيطرة على سجن الهضبة المحتجز فيه 32 شخصية من رموز النظام الليبي السابق، وسيطرت المليشيا المسلحة على طريق المطار، وهو ما يمكنها من معرفة من يدخل ويخرج إلى البلاد من شخصيات سياسية أو عسكرية. وفى محاولة لشرعنة حكم المليشيات المسلحة، حل "المجلس الرئاسي الليبي"، مليشيا "قوة الردع الخاصة"، وضم جميع منتسبيها إلى جهاز جديد أطلق عليه جهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والتطرف.

ثانياً: كتيبة ثوار طرابلس

تشكلت كتيبة ثوار طرابلس من عشرات المقاتلين في مدينة بنغازي، على يد الإرهابي المهدي الحاراتي الذى يحمل الجنسية الأيرلندية، خلال أحداث 17 فبراير2011، ووفرت قطر الدعم والتدريب للكتيبة خلال تلك الفترة، ويبلغ عدد المقاتلين فيها ما يقرب من 3500 مقاتل غالبيتهم من شباب صغار السن ضمتهم الكتيبة خلال الأعوام الأخيرة. وساعدت الكتيبة حلف الناتو في استهداف مخازن الأسلحة التابعة لكتائب القذافي، في مدن الغرب الليبي بسبب وجود عناصر تتحدث لغات إنجليزية، ونظمت القوات الخاصة القطرية تدريبات لتلك العناصر في جبال نفوسة. ويقود كتيبة ثوار طرابلس هيثم التاجوري، وهو من ضباط الشرطة السابقين، وأحد المشاركين في القتال إلى جانب المسلحين لإسقاط نظام القذافي عام 2011، وتنتشر مقار الكتيبة شرق العاصمة طرابلس وتتمركز بعض وحداتها داخل قاعدة معيتيقة، وتعمل حالياً تحت مسمى جهاز الأمن المركزي التابع لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق التي يترأسها فائز السراج. وتسيطر كتيبة ثوار طرابلس على حي تاجوراء وجنوب شرقي طرابلس، وبعض المناطق في سوق الجمعة بالقرب من طريق المطار وقاعدة معتيقة. وتتهم الأمم المتحدة كتيبة ثوار طرابلس بالتورط في الاتجار بالمخدرات والعمل في الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، والمشاركة في عمليات تهريب الوقود وغسيل الأموال بين إرهابيين فى العاصمة تونس.

ثالثاً: كتيبة بوسليم

تعد كتيبة أبو سليم من أكبر المليشيات التي تسيطر على العاصمة طرابلس، وتشتهر باسم "غنيوة" وذلك انتساباً لقائدها عبد الغني الككلي، الذي يشتهر بلقب"غنيوة"، وقد بدأ حياته بالعمل في الخضروات والفواكه، وينحدر من حي بوسليم. ويتهم المجتمع الدولي المليشيا المسلحة بممارسة العنف ضد المدنيين وممارسة الخطف والحرابة ضد المواطنين، فضلاً عن جريمتها الأخيرة بتشريد ألفي مواطن ليبي مهجرين من مدينة تاورغاء.

رابعاً: كتيبة النواصي

وتعد كتيبة النواصي رابع أكبر مليشيا مسلحة في العاصمة طرابلس وتضم إرهابيين غالبيتهم من الجماعة الليبية المقاتلة، وتسيطر على مواقع عسكرية بالقرب من مقر المجلس الرئاسي الليبي "قاعدة بوستة البحرية"، ويقودها مصطفى قدور وهو ابن عم حافظ قدور المحافظ السابق للبنك المركزي الليبي، وتحظى الكتيبة بدعم مالي مباشر من مصرف ليبيا المركزي، وتدعم حكومة الوفاق الوطني برئاسة السراج، وتحاول المليشيا نشر الفكر المتطرف بين الشباب الليبي. ويبلغ عدد المقاتلين في صفوف كتيبة النواصي ما يقرب من ألف مقاتل ويمتلكون أسلحة متوسطة ويحظون بدعم مباشر من علي الصلابي المتواجد في تركيا، وبدأت الكتيبة خلال الأشهر القليلة الماضية في تجنيد أعضاء الإرهابيين الفارين من درنة وبنغازي.

خامساً: الحرس الوطني

وهو مسمى تعمل تحته 4 ميليشيات تابعة للجماعة الإسلامية المقاتلة بقيادة عبد الحكيم بلحاج، ويتولى قيادتها عديد من رموز الجماعة مثل سامي الساعدي وخالد الشريف ولها العديد من المقرات لكن مقرها الرئيس في سجن الهضبة، حيث يقبع عدد من رموز النظام السابق، كما عرفت هذه الميليشيات بحمايتها للمفتي المعزول.

سادساً: لواء الصمود

تشكل بعد انتهاء حرب مطار طرابلس في عام 2014، ضمن تحالف ميليشيا "فجر ليبيا"، التي تم تفككها، وأصبح "لواء الصمود"، الذي يقوده الإرهابي "صلاح بادي"، المسيطر فعليا على غالبية ميلشيات مصراته، وينفذ عمليات إرهابية ضد الجيش الوطني الليبي بدعم مباشر من تركيا. يعتبر صلاح بادي، أحد مؤسسي ميليشيات "فجر ليبيا"، التابعة لجماعة الإخوان فرع ليبيا، التي أحرقت مطار طرابلس الدولي عام 2014، إضافة إلى أنه شارك في أغلب الاشتباكات التي شهدتها طرابلس في السنوات الأخيرة، ويحمل رقم 71 في قائمة تضم 75 متورطا في جرائم إرهابية بالبلاد. حصل بادي، على بكالوريوس علوم جوية عسكرية في عام 1980 في تخصص طيار مقاتل، وعمل مدرسا بأكاديمية الدراسات الجوية، وعمل ضابط طيار في الجيش الليبي الوطني خلال فترة الرئيس معمر القذافي. في عام 2013، قاد بادي مجزرة "غرغور" التي كان يريد تهجير أهلها منها، بزعم أنهم كانوا يدعمون القذافي، وأسفرت تلك المجزرة عن مقتل 56 شخصا، وإصابة نحو 458 آخرين، وعقب هذا الواقعة أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية قرار منعه من السفر، وتجميد أمواله، وأصدر مجلس الأمن الدولي في نوفمبر 2018، قرارا بوضعه في قائمة الإرهاب؛ بتهمة زعزعة الأمن في ليبيا.

سابعاً: البنيان المرصوص

تعتبر "البنيان المرصوص" من أقوى الفصائل المسلحة، التي تدعم حكومة الوفاق الإخوانية، ومعظمها ينحدر من مدينة مصراتة وضواحيها، وجاء تأسيس "البنيان المرصوص"، عقب دعوة المجلس الرئاسي فايز السراج، في أبريل 2016، جميع القيادات العسكرية بالبلاد، إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة. ويرتبط العميد محمد قنيدي، رئيس الاستخبارات العسكرية بقوات "البنيان المرصوص، بشكل مباشر بالمخابرات القطرية، وكان على رأس وفد التقي تميم بن حمد في أغسطس 2017، بهدف دعم الحركة بالمال والسلاح، وعقب تلك الزيارة شن هجحوم حاد على الدولة المصرية.

ثامناً: قوات حماية الجنوب

يطلق عليها "القوة الثالثة"، أو قوات حماية الجنوب، وينحدر غالبية تشكيلاتها من مدينة مصراتة، ويديرها العقيد "جمال التريكي"، وتولت من قبل مسؤولية نقل الأسلحة والذخائر إلى منطقة الهلال النفطي خلال المواحهات مع الجيش الوطني الليبي، بين عامي 2014 و2016. وفي 18 مايو(آيار) 2017، هاجمت القوة الثالثة بالاشتراك مع "سرايا الدفاع"، قاعدة براك الشاطئ الجوية فى جنوبي البلاد، حيث ارتكبت مجزرة كبيرة خلفت نحو 141 قتيلاً بين مدنيين وعسكريين وأحدثت ردود فعل مدوية محليا ودوليا حيث تعددت رسائل الشجب والإدانات والتنديد من الداخل ومن سفراء الدول والبعثات والهيئات الدولية والأممية.

تاسعاً: لواء الحلبوص ينحدر "لواء الحلبوص" من مدينة مصراتة، وتعد هذه المجموعة من أقوى المليشيات المسلحة، ويرجع تأسسها إلى محمد الحلبوص خلال اندلاع الأزمة عام 2011، وتولى بعده بشير عبداللطيف، ويصل تعدادها نحو ألف إرهابي.

وكانت مهمة اللواء الأساسية حماية قصر الرئاسة، وطريق المطار الدولي، وبعض المناطق الجنوبية في مدينة طرابلس، وفي يونيو 2017، قام الإخواني فايز السراج، بتكليف قائد لواء الحلبوص، اللواء محمد الحداد، بقيادة المنطقة العسكرية الوسطى.

عاشراً: لواء المحجوب

وهي كتيبة تابعة للمجلس العسكري بمصراتة، وتتركز مهمتها في حماية مبنى حكومة الوفاق الإخوانية، الواقع بطريق السكة وسط طرابلس وتعد من أحد أبرز المليشيات المسلحة بالعاصمة طرابلس تتكون من نحو 1000 عنصر وقائدها مجهول الهوية.

الحادي عشر: درع ليبيا

هي مجموعة محسوبة على جماعة الإخوان، وتضم ثلاث ألوية رئيسية، لواء درع المنطقة الوسطى والذي يتخذ من مدينة مصراتة مقر له، ولواء درع المنطقة الشرقية في بنغازي، ولواء المنطقة الغربية في الخمس وطرابلس، ظهرت لأول مرة في مارس 2012، عندما تم تجنيد المتمردين الذين قاتلوا على الجبهة الشرقية خلال أحداث 17 فبراير من قبل قادة الميليشيات والحكومة. وتعتبر درع ليبيا تحالفا من مدن ساحلية إلى الغرب والشرق من طرابلس، واتًهِمت المجموعة باستخدام القوة الغاشمة عندما أُرسِلت إلى مدينة الكفرة في أبريل 2012 وذلك لوقف الاشتباكات بين قبيلة الزوي العربية وقبيلة التبو التي تمثل الأقلية.

الثاني عشر: كتيبة الفاروق

وهي إحدى المليشيات المسلحة التي كنت ضمن تحالف فجر ليبيا، وبحسب تقارير إعلامية، فهي تعتبر من أشرس كتائب مدينة مصراتة وأكثرها عنفا، وقد انشقت وبايعت تنظيم "داعش" الإرهابي. تأسست الكتيبة عام 2012، على يد التهامي بوزيان، وكان مجلس النواب قد أدرج اسم بوزيان على لائحة الأفراد والجماعات الإرهابية المنتمية لتنظيم القاعدة المرتبطة بقطر والتي أصدرها في 11 يونيو 2017 كونه مؤسساً لكتيبة "الفاروق"، التي كانت مظلة انبثقت منها عدة قادة تقلدوا مهام في تنظيم القاعدة و داعش وبعضهم لقي مصرعه في سرت خلال غارات سلاح الجو الأمريكي. ويعد بوزيان من أبرز القيادات المشاركة في الهجوم الإرهابي على الموانئ النفطية والمدعومة من تركيا، وهو أحد قيادات ما يعرف بأنصار الشريعة، ومسؤول التجنيد والممول الرئيسي فيها، وكان بوزيان عضوا مؤسسا في كتيبة الفاروق الإرهابية ثم قائدا لها، وعضوا في الجماعة الليبية المقاتلة والجناح العسكري لها. ومن أهم المناصب التي تقلدها بوزيان منصب وكيل وزارة الدفاع للشؤون الخارجية في حكومة "علي زيدان"، كما يقوم بوزيان بعمليات مسلحة ضد الجيش الليبي، وله نفوذ وهيمنة في مدينة مصراتة ولديه غرفة عمليات في تركيا.
    أضف تعليق

    إعلان آراك 2