سماح عطية تكتب: وقفة مع المرآة.. !!

سماح عطية تكتب: وقفة مع المرآة.. !!سماح عطية تكتب: وقفة مع المرآة.. !!

*سلايد رئيسى27-12-2019 | 21:26

ذات يوم.. قد تستيقظ من نومك فتذهب إلى المرآة تنظر إليها وتطيل النظر وتستمر لدقائق وربما لساعات وأنت تحدق في ذهول إلي صورتك في المرآة.. وتكون نتيجة هذا الوقت الطويل من التأمل والفحص الدقيق لذاتك داخليا وخارجيا ألا تجد نفسك في المرآة.. فالملامح ليست ملامحك ونظراتك ليست هي... داخلك ليس أنت الذي تراه أمامك... تحاول التفتيش عنك.. تنهمر دموعك وانت تشاهد "شريط فيلم حياتك" ولا يعجبك بطله الذي يقوم بدورك فيه.. تشاهد وتتألم له لما يفعله في نفسه من إيذاء طيلة هذه السنوات... تشتاط غيظا من صمته على وجعه وألمه... على سلبيته وغبائه... علي تلذذه بإهانته واستسلامه لحركة الريح العاتية.. على دورانه في دائرة جهنمية لا تليق به... على تشبثه بالجلوس في سفينة لا يعلم وجهتها ولا زمن إبحارها ولا وقت انتهاء رحلتها... وربما يشعر أيضا باقتراب غرقها في أعماق سحيقة. مازلت تحدق بذهول في المرآة... تتأمل صورة الشخص الواقف في مواجهتك... تثور عليه وتعنفه وتسب عجزه وسلبيته... تلعن غباءه وقتله لذاته... تمد يدك نحوه... تحطم له كل ما حوله في هذه اللحظة... وتمزق له الصور التي التقطها لنفسه أمس وأول أمس وأول أول أمس... وكل أمس كان يبتسم فيه ابتسامة زائفة مصطنعة باهتة كاذبة خادعة... ودامعة. وفي لحظة مكاشفة... تواجهه بالصور القديمة... بحياته الحقيقية.. بأحلامه التي رسمها فقط على ورق خياله قبل أن يدفنها مع نفسه الموءودة.. تفيض دموعك ويعلو صراخك لترك مسألة تقديره طيلة السنوات السابقة لأناس "شروه بثمن بخس" في مزاد سري دون مقاومة منه. تقترب ممن تراه في المرآة... تواجهه بتطلعاته وطموحاته.... تذكره بحبه الوحيد... بمن يحبونه لذاته الحقيقية... بأصدقاء وأماكن وأحداث الماضي التي كان هو محورها.. تذكره كيف كان يحب ذاته ويقدرها ويحترمها ويزكيها ويرفعها الي عنان السماء... تغرقك أنهار دموعك وأنت تصرخ فيه مستنكرا صيامه دهرا عن تذوق نعمة السعادة الحقيقية... ... و استبدالها بابتسامة مصنعة من النوع الفاخر صورة طبق الأصل من الطبيعي (هاي كوبي). وفي اللحظة التي يتغير فيها قدرك... تمد يديك نحو الواقف أمامك في المرآة... تبكيان معا... فيذيبه لهب الدموع... يسقط على الأرض.. يتلاشى فجأة... تبحث عنه حولك... تفتش عنه في المرآة التي ظهر فيها أمامك منذ قليل فلا تجده... ترى بدلا منه نفسك أنت.... إبتسامتك الأصيلة الأصلية.... ملامحك الجميلة الصافية.... نظرتك الوردية للمستقبل..... أهدافك وطموحاتك وخطط ترميم وإسعاد نفسك.. سلامك الداخلي الذي طالما عشته وتربيت عليه في طفولتك وسنين عمرك في الماضي.... التفاؤل والإحساس بحب الآخرين وحب عمرك الوحيد... ها قد وجدت روحك بحق... حاول أن تكون شجاعا وتقف أمام مرآتك وتبحث فيها عن نفسك وإن وجدت أحدا آخر غيرك.... تخلص منه سريعا ...ضع نفسك مكانها في مرآتك ولا تسمح لأحد أن ينتحلها أو يحل محلك فيها....
    أضف تعليق

    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2