«دولة هاني عامر».. حمّل فلسطينى يعيش فى غابة الذئاب والثعالب

«دولة هاني عامر».. حمّل فلسطينى يعيش فى غابة الذئاب والثعالب«دولة هاني عامر».. حمّل فلسطينى يعيش فى غابة الذئاب والثعالب

* عاجل29-12-2019 | 15:36

دار المعارف "عبارة غريبة كتبها مواطن فلسطيني على سياج عال ارتفاعه ثمانية أمتار يحوط منزله الكائن فى جزء من أرض فلسطين المحتلة، العبارة مكتوب عليها: " أهلاً بكم في دولة هاني عامر". المواطن الفلسطينى هاني عامر، (62 عاما) عائل لأسرة مكونة من 8 أفراد من قرية مسحة غرب سلفيت بالضفة الغربية المحتلة، أصبح حكاية تتناقلها وسائل الإعلام الفلسطينية، وقريبا سيتحول إلى بطل من أبطال مواقع التواصل" حيث تتفاقم معاناته يوماً بعد يوم بفعل تهديدات جنود الاحتلال الإسرائيلى ومستوطنيه بالطرد والقتل، حتى وصلت حياة عائلته إلى جحيم لا يطاق. وقصة هانى عامر – كما يرويها إبراهيم محمد الصحفى الفلسطينى على موقع "حفريات الأليكترونى" تتلخص في أنه فى مطلع سبعينيات القرن الماضي، أشترى عامر قطعة أرض مساحتها 28 دونماً إلى الغرب من قرية مسحة، وأقام عليها بيتاً جديداً، بعد أن هُجّر وعائلته من قرية كفر قاسم في فلسطين المحتلة عام 1948، لتبدأ معاناته مع النكبة الفلسطينية، دون أن يلوح بالأفق أيّ حلّ لمعاناته الحالية الآن. وتوجد بوابة حديدية واحدة يدخل بها عامر وأولاده ويخرجون من وإلى منزلهم الذي يقع في مستوطنة القناة، التي تعدّ من أكبر المستوطنات في محافظة سلفيت، وتمتدّ على قمم التلال المطلّة على قرية مسحة، ويحكى صاحب البيت مأساته أو معاناته بالقول إنها بدأت خلال العام 2003، مع قيام سلطات الاحتلال ببناء جدار الفصل العنصري، مضيفا أنه " حينها تمّ تخييري من قبل الجانب الإسرائيلي؛ إما ترك المنزل والرحيل للسكن خلف الجدار أو البقاء بداخله، وإلا سيجعلون حياتي مأساوية، فرفضت المقترح الإسرائيلي، وتمّت إقامة الجدار، الذي تعتليه الأسلاك الشائكة وكاميرات المراقبة أمام منزلي مباشرة، حتى بات المنزل من جهته الخلفية يطلّ على مستوطنة القناة، ولا تبعد مساكن المستوطنين عن البيت سوى أقل من 15 متراً". وواصل حكايته "الاحتلال الإسرائيلي قام بمصادرة أرضي، إضافة إلى تدمير مطعم سياحي ومشتل زراعي ومزرعة للدواجن كنت امتلكها منذ عدة أعوام، وذلك لإقامة جدار الضمّ والتوسع الإسرائيلي، ليلاحقني الاحتلال في مصدر رزقي وعيشي، وأتكبد خسارة مالية تقدر بأكثر من 280 ألف دولار أمريكي". ويشتكى عامر وأسرته من الوضع الحالى مر الشكوى : "لا نعرف طعماً للراحة، والخوف يرافقنا عند الدخول والخروج من المنزل، ويمارس بحقنا أبشع أنواع الاضطهاد"، وفق عامر، "ولا نستطيع ممارسة حياتنا بشكل طبيعي، نبقى طوال الليل يقظين خوفاً من قيام قطعان المستوطنين بمهاجمتنا في ساعات متأخرة من الليل؛ إذ يقومون بإلقاء الحجارة وإطلاق الرصاص الحي في الهواء لترويعنا". وأشار إلى أنّه استطاع بعد عدة أعوام قضاها داخل المحاكم الإسرائيلية استعادة دونم زراعي واحد فقط من أرضه المصادرة، يتوسطه منزل لا تتجاوز مساحته 110 أمتار، ويقطنه مع عائلته، وتمنعه قوات الاحتلال من إجراء أية عمليات بناء وتوسعة عليه، لمحاولة دفعه للرحيل من منزله وأرضه، بعد محاولات إسرائيلية متكررة لطرده من منزله عنوة وتحت تهديد السلاح. ويشير تقرير الصحفى الفلسطينى إبراهيم محمد إلى إحصائية صادرة عن مركز أبحاث الأراضي بالقدس؛ ويقول فيها إن طول مسار جدار الفصل العنصري بمحافظة سلفيت يبلغ 16 ألف و523 متراً، ودمّر ما يقارب من 8 آلاف و697 دونماً زراعياً، كما عزل الجدار 13 ألف دونم، ومع اكتمال إنشاء الجدار سيؤدي ذلك إلى عزل 94 ألفاً و866 دونماً من أراضي المواطنين بالمحافظة عن قراهم. وبحسب مركز المعلومات الفلسطيني؛ ففي عام 1978 أقيمت أول مستوطنة وهي "القناة" على مساحة 50 دونماً، قبل أن تتوسع وتسيطر على آلاف الدونمات من أراضي قرية مسحة في محافظة سلفيت.
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2