د .ناجح إبراهيم يكتب: أولياء الله والعارفين .. كيف بدأو ؟؟

د .ناجح إبراهيم يكتب: أولياء الله والعارفين .. كيف بدأو ؟؟د .ناجح إبراهيم يكتب: أولياء الله والعارفين .. كيف بدأو ؟؟

* عاجل7-1-2020 | 20:46

هناك كتب بعنوان"كيف تكون قائداً ممتازاً أو خطيباً متميزاً أو"إدارياً فذاً أو"جراحاً عبقرياً"ولكن لا توجد كتب تتحدث عن طريق الولاية لله"أو كيف تكون ولياً من أولياء الله،وذلك لسببين: الأول:أن أولياء الله قلة نادرة مختارة ومصطفاة.
الثاني:أن هذه المهمة الربانية يزهد فيها معظم الناس لأنها لا تمنح ربحا دنيوياً ولا منصباً ولا جاهاً ولا سلطانا،ولكن تضحيات وعطاء متواصل وتنزه عن مواطن الشبهات والشهوات وما أكثرها.
وقد كتب العلامة أحمد الدمشقي الذى كان يطلق عليه"جنيد عصره"كتاباً مختصراً في ذلك أسماه"مفتاح طريق الأولياء"طبعته مجلة الوعي الإسلامي الكويتية مع رسالتين مشابهتين,وها أنذا أعرض مختصراً لأهم الصفات التى يحتاجها من اصطفاهم الله علي عينه واختارهم لنفسه لطريق الولاية ومنها: تعزف عن الدنيا وشهواتها وتشتاق لقرب الله،تلهج بأذكاره وتحن إلي جواره وتتمسك بتقواه,وتكتحل بأنواره فيتزايد شوقك إلي سكنى الجنان.
 تجد أرواحهم إلي الله بالشوق طائرة,وأبدانهم بالطاعات عامرة ونفوسهم علي أقضية الرب صابرة،يصومون إذا أفطر الناس ويقومون في الدجى إلي تجارات المعاملات خشية الإفلاس,يبكون إذا ضحك أهل البطالة,أبصرت قلوبهم من عظمة مولاهم سبحانه ما خفي علي الأعين الظاهرة وابتهجت بالنور الأعلى سرائرهم.
يراقبون يوماً يشيب فيه الوليد وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد,يسأل العبد فيه عن ماله فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه،فإذا أردت النجاة منه فاستعد له بالتقوى وحفظ الجوارح عما حرمه الله،بحيث لا يبقي عليك في الشريعة مطالبة ولا في ذمتك فائتة,ولا غيبة لأحد بغير حق،ولا مخاصمة ولا شحناء ولا بغضاء. ويكون لك ورد من الدعاء الصحيح والصلاة علي الرسول وأنت حاضر كأنك تراه مع المحبة له والتعظيم لحرمته لتصل بركة الرسول إلي قلبك فترزق محبته ومحبة التأسى به.
وعليك بطلب الفقه ومعرفة الأحكام احتساباً لوجه الله لا تنوى به منصباً ولا جاهاً,فإن لكل امرئي ما نوى,واحذر أن يكون قلبك كقلوب علماء الدنيا فإن قلوبهم لاهية وعلي الدنيا والمناصب مقبلة يفرحون بالدنيا ويحزنون لفواتها. ومن حفظ فرجه في صباه اجتمع قلبه وتنور سره،وأورثه الله الحكمة في كهولته والإمامة في شيخوخته بقدر استعداده والمحبة في قلوب المؤمنين. ومن لم يحفظ فرجه تغيرت فطرته وتبلد قلبه وانعكس وانتكس،وخبثت سريرته،ومن بذل فرجه أوشك ألا يتخذه الله وليا لأنه ضيع أمانة الله وخان فيما استودعه.
 إذا أردت أن تنال درجة الأولياء فعليك بالحياء من الله في الخلوات فهو يراك ويعلم ما توسوس به نفسك،فعود نفسك الحياء من الله تدريجياً ولو ساعة من نهار،وكرر هذه الساعة،واكتم هذه المعاملة بينك وبين مولاك،خشية إن تحدثت بها أن ينطفئ نور المراقبة من قلبك,ولا تزال تزيدها وتكررها حتى يبقي الحياء من الله طبيعة فيك,فإن صبرت علي ذلك مدة طويلة كدت تصل إلي مرتبة العارفين.
 وعليك بمفارقة الذين يخوضون كثيراً في قيل وقال,ومجانية أهل المنكر والفواحش الذين لا همة لهم في التقوى وليس عليهم أثر المخافة من الله،فاهرب منهم وحاسنهم في السلام والكلام" وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا". وصاحب أهل التقوى والورع والأخلاق المرضية،واحفظ قلبك في الصلاة واعلم أنك تناجى بالقراءة مولاك فافهم ما تقوله ومع من تقول. وأضاف بعض تلاميذه:أن يكون منشغلاً بعيوب نفسه ذاكراً لذنوبه محسنا للظن لكل خلق الله،كافا لنفسه عن أكل لحوم الناس,أن يكون نفعه متعدياً,ولا يرى لنفسه فضيلة يميزه عمن سواه،متواضعاً,لا يحسد غيره,جازماً أن نفعه وضره من الله,كريم النفس يحدث فيصدق,ويعد فيفي,ويؤمن فيؤتمن،وأن يكون من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس,يوقر الكبير,ويرحم الصغير,مظهراً لآثار النعم,مواسياً لإخوانه،زاهداً فيما في أيدى الناس،باذلاً لما في يده،جاعلاً مولاه ذخيرة لأولاده,وأن يكتم الأمرين الفقر والغنى.
أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2