ننشر نص كلمة أمين عام الجامعة العربية أمام مؤتمر برلين

ننشر نص كلمة أمين عام الجامعة العربية أمام مؤتمر برلينننشر نص كلمة أمين عام الجامعة العربية أمام مؤتمر برلين

* عاجل19-1-2020 | 17:50

كتب: على طه أكد أحمد أبوالغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، أن المنطقة تقف أمام منعطف خطير بسبب الوضع الليبى، والتطورات المتلاحقة التى أصابت البلد العربى المهم، داعيًا القيادات الليبية إلى حقن الدماء وتجنيب البلاد شرور الفوضى والتفتت. ووجه أبوالغيط، خلال كلمته أمام مؤتمر برلين بشأن الأزمة الليبية، الشكر للحكومة الألمانية، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على كل ما بذلته من جهد للتحضير لهذه القمة الهامة، ودعوة الدول والمنظمات المشاركة فيها للالتفاف حول خارطة طريق متكاملة لتسوية الأزمة الليبية بمساراتها العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية والإنسانية المختلفة. وأكد أمين عام جامعة الدول العربية، أن الجميع يقف أمام منعطف خطير فى الوضع الليبى بسبب التطورات المتلاحقة التى أصابت هذا البلد العربى المهم، والتى أحدثت شرخًا كبيرًا فى نسيجه الاجتماعى ولحمته الوطنية، وأضرت بالجهد الذى بذلته البعثة الأممية لاستئناف المسار السياسى بين الأشقاء الليبيين، وزادت من معاناة الشعب الليبى منذ اندلاع المعارك العسكرية حول العاصمة طرابلس، وفاقمت حالة الانقسام بين مؤسسات الدولة وعقدت من جهود إعادة توحيدها. وشدد على أن المؤتمر فرصة لإعادة التأكيد على جملة من الثوابت والالتزامات التى تقع على الأطراف الخارجية المعنية بالشأن الليبى، وأيضًا على الأطراف الليبية التى تتحمل المسؤولية الأكبر فى التوصل إلى تسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من هذا المأزق الخطير، مؤكدًا تجديد الجامعة العربية حرصها على دعم عملية برلين ومخرجاتها، والتزامها بمرافقة الأشقاء فى ليبيا فى أى جهد يفضى إلى حلحلة الأزمة. وشدد على أنه لا يمكن لأحد أن يدعو إلى التوصل إلى تسوية سياسية شاملة ووطنية خالصة للوضع الليبى فى الوقت الذى تستمر فيه التدخلات العسكرية الخارجية المفضوحة والمكشوفة فى الأراضى الليبية، والتى جعلت من ليبيا ساحة أخرى للمنافسات والتجاذبات الخارجية فى الشؤون الداخلية لواحدة من دولنا العربية، ومن ثم فإن الأمر يستلزم احترامًا صادقًا من الجميع بما سيقره البيان الختامى الذى سيصدر عن القمة اليوم، والالتزام بشكل كامل بكافة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بحظر السلاح وسيادة وسلامة الدولة الليبية. وأوضح أن التوقف عن هذه التدخلات الخارجية والتصرفات غير المشروعة شرطًا أساسيًا لإفساح المجال أمام الأطراف الليبية لخفض كل مظاهر التصعيد فى الميدان، والالتزام بوقف إطلاق النار المعلن منذ يوم 12 يناير، والانخراط بحسن نية فى الجهود التى ستبذل للتوصل إلى ترتيبات دائمة وذات مصداقية لإيقاف العمليات القتالية، مؤكدًا أن الجامعة العربية ستبقى داعمة بالكامل، للجهد الذى يقوم به المبعوث الأممى غسان سلامة، لرعاية مثل هذه الترتيبات والتفاهمات بين حكومة الوفاق والجيش الوطنى الليبى، والتى يجب أن يتم تنفيذها تحت إشراف الأمم المتحدة ومرجعية بعثتها للدعم فى ليبيا. كما أكد على أنه لا يمكن لأى وقف لإطلاق النار أن ينجح ويبقى نافذًا بغض النظر عن ترتيباته ومهما كانت آليات مراقبته دون أن يتم التوصل إلى معالجة مبكرة وموازية وجذرية لمشكلة الميليشيات المسلحة والتنظيمات المتطرفة التى تعمل كلها خارج سلطة الدولة، إذ أن وجودها سيظل يمثل تهديدًا لديمومة مسار وقف إطلاق النار، وللعملية السياسية التى يجب أن تكون مكملة وحاضنة له،  مجددًا الرفض لكل مظاهر استقدام العناصر الإرهابية من الخارج والاستعانة بالمرتزقة الأجانب، والتى لم تؤد سوى إلى إذكاء الصراع وتعقيد المشهد العسكرى والأمنى على الأرض. ولفت إلى أن الجامعة العربية، ستظل ملتزمة بمرافقة جميع أهل ليبيا فى التوافق وتنفيذ مختلف الاستحقاقات السياسية والدستورية والقانونية والاقتصادية التى ستكون مطلوبة عبر توحيد مؤسسات الدولة المنقسمة ووضع خارطة طريق متكاملة لاستكمال المرحلة الانتقالية، والاتفاق على القاعدة المنضبطة اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، والتى يتطلع إليها الشعب الليبي. مؤكدًا دعم  جهود غسان سلامة، فى تشكيل وعقد منتدى الحوار السياسى الليبى، وإنشاء لجنة الخبراء الاقتصاديين الليبيين، وإطلاق الحوار الاقتصادى الليبى، مضيفًا: "هى جهود نثق فى أنها ستلقى أيضًا مساندة كاملة من كافة الدول والمنظمات المشاركة فى عملية برلين". وقال إن الجميع يقدر التحديات التى ستواجه مسار تثبيت وقف إطلاق النار وإطلاق واستكمال أى عملية سياسية فى ليبيا، خصوصًا وأن هذه الجهود ستواجه بمعارضة شديدة سواء من أطراف مخربة داخل ليبيا أو من قوى معرقلة من خارجها، وهو الأمر الذى سيتطلب حسمًا وحزمًا من المجتمع الدولى، وعلى الأخص من مجلس الأمن، لمواجهته والتصدى له، بما يحول دون نسف أى تقدم يمكن أن يتحقق على أى من مسارات التسوية، والتى يجب أن تبقى بمثابة حزمة واحدة ومتكاملة دون أية تجزئة. وتابع: "لقد اتفقنا منذ البداية على أن وجودنا فى برلين يأتى فى سياق مسيرة مستمرة لمرافقة الأشقاء الليبيين إلى أن يخرجوا من هذه الأزمة، وليس لمجرد الالتئام على مستوى القمة لينفض عملنا بعد انعقادها، ومن ثم فإننا نؤكد على أهمية آليات المتابعة التى سنتوافق عليها، عبر استحداث لجنة المتابعة الدولية التى ستجتمع لهذا الغرض على مستوى كبار المسئولين والخبراء، والتى ستجد كامل الدعم من الجامعة العربية، بل واستعدادًا منا لاستضافة أى من اجتماعاتها فى المراحل الأولى من عملها." واختتم كلمته قائلاً: "أتوجه إلى القيادات الليبية الحاضرة هنا فى برلين بمناشدة صادقة بحقن الدماء وتجنيب البلاد شرور الفوضى والتفتت، فلا مصلحة تعلو على مصلحة الوطن، وضياع الوطن لا يعوضه أى مكسب سياسى أو منفعة اقتصادية، وإن الرأى العام العربى يرغب فى رؤية ليبيا الموحدة ذات السيادة الكاملة على أراضيها، وبمؤسسات وطنية تعمل لصالح شعبها، ولدى يقين بأن السراج والمشير حفتر، يدركان جسامة اللحظة التاريخية، ويعيان تمامًا المسؤولية الملقاة على عاتقيهما لإعادة ليبيا إلى المسار الذى يأمله الشعب الليبى".
أضف تعليق