كتب: حسام أبو العلا
صدر حديثا عن دار فهرس، رواية "رسائل سيركت" للكاتب د.أحمد رمضان طه ، وتعد "رسائل سيركت" رواية تاريخية ، تسلط بعضًا من الضوء على ما فعله اليونانيون في مصر، حيث لم ينتبه المصريون القدماء إلى أن الاضمحلال الحقيقي هو مسخ الهوية المصرية وليس الاجتياح العسكري الذي شنه الفرس على مصر قبل غزو الإسكندر لدول الشرق القديمة.
الرواية تزيح الستار عن هذه الحقائق التي غيبها التأريخ الأوروبي، ولم ينتبه لها من المصريين سوى بعض الباحثين حديثًا في هذا المجال. فالمصريون هم أول من كتبوا الشعر وأقاموا المسرح وعزفوا الموسيقى، في حين تنسب أوروبا هذه الفنون برمتها إلى اليونان عمدًا أو جهلًا بأن كل هذا التراث إنما هو منقول أو مسروق من المصريين القدماء.
تتطرق الرواية أيضا إلى ميثولوجيا العالم القديم وطريقة تفكير المصريين خلال الأسرة التاسعة عشرة، حيث عاش الكاهن "حور" بطل الرواية في منطقة أبيدوس بجوار معبده، يبحث عن الحرية والخلاص من قيوده المادية، مشتبكًا مع الكاهن الأعظم للمعبد، لا يساعده في قضيته سوى صديقه سخم وخطيبته ميرنت التي هرعت إليه تقص على مسمعه رؤيتها التي كانت تراها مرارًا فأصيبت بخوف شديد.
ومما ورد في الرواية:
"حور كنتَ مقيدًا بقيودٍ من حديدٍ في ساريةٍ أماميةٍ من سواري معبد أبيدو .. ثم سمعتُ صوتًا عظيمًا آتيا من الداخل فهرعتُ لأجد تمثال بتاح سوكر يتهدم .. فعدت مرةً أخرى إلى الخارج أنظر إليك، لأجد وجهك قد تغير تمامًا وصرت ذا وجهٍ آخر لرجلٍ يبدو أنه من بلادٍ أخرى"