إسلام كمال يكتب: زاوية مختلفة .. أحفاد مبارك .. الفرحة والقهرة !

حتى ما بعد وفاته ، كان الأحفاد رقما مصيريا ومؤثرا في حياة وما بعد حياة الرئيس الأسبق حسنى مبارك ، فكما كانت وفاة حفيده الأكبر محمد علاء المفاجئة الغامضة مؤشرا صادما لبداية نهايته ، كانت كلمات ومواقف حفيده الأشهر عمر علاء مثيرة للجدل بعد وفاة جده ، حيث كان رثائه المتكرر له ، عميقا ومتنوعا.. مما جعلنا نفتح ملف الأحفاد ، ومبارك لديه الآن ثلاثة أحفاد إبنا لعلاء وإبنان لجمال "بنت وولد "!

وكما كان إسم "محمد علاء" بإنفصال مبارك عن الحياة الإنسانية والسياسية لإرتباطه التام به ، كان إسم "فريدة جمال" ، بأحداث يناير ، حيث لم تفصلها سوى شهور عن ولادتها ، حتى قال البعض عنها توصيفات غريبة !

وكان خلال الساعات الأخيرة قد نشر عمر علاء مبارك ،المسئول عن آخر فيديو ملهم لعشاق مبارك ، عدة رثاءات مؤثرة لجده ، حيث قال حفيد الرئيس الأسبق الراحل ، عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك": "مصر كلها تمطر يوم وفاتك كإن سمائها بتعيط عليك والجامعات والمدارس كلها إجازة كإنها أعلنت الحداد عليك وتموت في أول يوم من أيام رجب كإن ربنا بيفيض من فضله وكرمه عليك.. ووفاتك بعد أسبوع واحد من براءة أولادك اللي كانوا بيبروك وبيعطفوا عليك".

وتابع حفيد مبارك في بوست تناقله الكثيرون:"تموت موتة كريمة على سريرك لا مسجون ولا مقتول ولا معتدى عليك.. وربنا طول عمرك لحد ما تشوف بلدك قوية وعفية وكل أعداءك في السجون اللي تآمروا عليك وفجأة ملايين المصريين يحزنوا ويِرثوك ويدعولك بالخير ويترحموا عليكو.. ويتعملك حداد رسمي وجنازة عسكرية وكبار القادة والوفود يصلوا عليك".

وقبل ذلك بشهور قليلة كان قد ترحم عمر على أخيه محمد في ذكرى رحيله ، التى بالصدفة في نفس شهر ميلاد جده ، وهى الواقعة التى عرفت إنها الأكثر إيلاما في حياة حسني مبارك !

فالشعب المصري والعالم كله لم يروا مبارك حزينًا أكثر من حزنه على وفاة الحفيد الذي يحمل اسمه (محمد)، بين يديه..الحادث نفسه أوجع قلوب المصريين معارضين ومؤيدين، لاسيما أنه كان حديث الرأي العام والبرامج التلفزيونية آنذاك.

محمد علاء هو الحفيد الأول للرئيس الأسبق، ولد عام 1997 لأبويه علاء مبارك وهايدي راسخ ، وأعلنت الأسرة وفاته في مايو 2009.

جمعته بالرئيس الأسبق صور عديدة في مناسبات أسرية مع باقي أفراد العائلة، ورغم أن له شقيق – عمر - يصغره بست سنوات، إلا أن محمد كانت له مكانة كبيرة في قلب جده.. فكسر مبارك بسببه العديد من قواعد البروتوكول في مناسبات كثيرة ، حيث ظهر معه حفيده معه في أكثر من مناسبة بينها المقصورة المخصصة للرئيس في استاد القاهرة الدولي.

ومع بدء تسرب خبر وفاة الحفيد ، عجت القاهرة بالعديد من التكهنات حول حفيد الرئيس وأزمته الصحية المفاجئة .

وكل ما عرف عن ملابسات وفاة حفيد مبارك آنذاك أنه أصيب بمرض نقل على أثره للعلاج في فرنسا، بعد محاولات في القاهرة ، لكن العلاج لم يأت بأى نتائج ليلقى ربه.

وقالت الرئاسة وقتها في بيان مقتضب: "يحتسب الرئيس حسني مبارك عند الله حفيده محمد علاء، الذي وافته المنية إثر الأزمة الصحية التي تعرض لها خلال اليومين الماضيين".

واجه مبارك أزمات كثيرة إلا أنه لم يبد خلالها ضعفا بما فيها الإطاحة به من الحكم وكذلك سجنه ومحاكمته إلا أن وفاة حفيده أبكته وفق مقربين ومسؤولين سابقين.

ووفق المحامي الشهير فريد الديب، الذي دافع عن مبارك خلال محاكمته، فإن الرئيس الأسبق كلما تذكر حفيده بكى، ويقول: "كان بين أيديا".

وأوضح الديب، في تصريحات متلفزة، أن مبارك بعد تلك الحادثة بأشهر قليلة أصيب بالسرطان.وغاب الرئيس الأسبق عن جنازة حفيده التي جاءت بمشاركة شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي وبحضور كافة قيادة الدولة دون مبارك ، وقالت تقارير إعلامية إنه لم يحتمل الواقعة.

وهو ما عبر عنه فريد الديب بقوله إن رحيل الطفل محمد علاء مبارك كان مفصليا في تاريخ الرئيس الأسبق الراحل ، ولم يعد الأمر كسابق عهده حيث بات زاهدا عن الحياة..وتم دفن حفيد الرئيس الأسبق في مدافن الأسرة بمنطقة مصر الجديدة شرقي القاهرة، وجده معه الآن منذ ظهيرة الخميس.

وأتوقع للحفيد الأكبر عمر ، أن يبرز إسمه خلال الفترة القليلة القادمة ، فلن يخفت إسمه ، ولا أستبعد أن يكون له مستقبلا سياسيا أو رياضيا فهو لاعب في فريق مواليد ٢٠٠٠ لكرة القدم بنادى الأهلى ، فيما يركز جمال وزوجته على أن تستمر إبنتهما فريدة في السلك الرياضي ، فهى بطلة جمباز ، والحفيد الثالث الأصغر ، لم ينال قسطا من الظهور ، حيث لا يتجاوز الثلاث سنوات ، وإسمه محمود ، ويظهر دائما على يد أبيه لا أمه ، ورزقا به بعد خروج جمال من السجن .