«ملتقى الحوار للتنمية» تحذر من الاستخدام السياسي لـ كرورنا في دول الصراع وتؤكد: اللاجئين العالقين على الحدود التركية اليونانية «قنبلة موقوتة»
«ملتقى الحوار للتنمية» تحذر من الاستخدام السياسي لـ كرورنا في دول الصراع وتؤكد: اللاجئين العالقين على الحدود التركية اليونانية «قنبلة موقوتة»
كتب: على طه
حذرت مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان في تقريرها عن "الكورونا في دول الصراع " والذى يصدر اليوم الإثنين من تدهور حالة الحق في الصحة بدول الصراع (اليمن وسوريا وليبيا) واللاجئين الذين قامت الدولة التركية بطردهم على الحدود اليونانية خلال مرحلة تحول فيروس كورونا المستجد ( كوفيد-19 ) إلى وباءً عالمياً ، وتصاعد احتمالات تفشى الوباء في مناطق الصراع بسبب ضعف أجهزة الدولة عن تقديم الرعاية الصحية الواجبة خلال انتشار الوباء .
ورصد التقرير تحذيرات منظمة الصحة الدولية من توقعها "انفجاراً في الحالات" بهذه الدول خلال الفترة القادمة ودعوتها إلى الاهتمام بالإجراءات الاحترازية بتلك الدول .
وأشار التقرير إلى خطورة أوضاع اللاجئين السوريين بعد قيام النظام التركي بأبعادهم إلى الحدود اليونانية خاصة وأنهم بلا أي رعاية طبية في مناطق إيوائهم الجديدة، وهو ما يعزز المخاوف من تفشى المرض القاتل مع ظهور حالة إصابات بينهم ويحولهم إلى قنبلة موقوتة تهدد كل دول الجوار.
ولفت التقرير إلى وجود أكثر من 40 ألفا من طالبي اللجوء يعيشون في مخيمات على جزر شرقي بحر إيجه الخمس، التي وفقا للسلطات اليونانية ، تخطت طاقتها الاستيعابية بكثير، وطالبت منظمة "أطباء بلا حدود" المعنية بتقديم المساعدات الطبية للمهاجرين وطالبي اللجوء السلطات اليونانية بإجلاء فوري للمهاجرين من المخيمات على جزرها، نتيجة تصاعد خطر جائحة فيروس كورونا، مؤكدة أنه سيكون من المستحيل احتواء تفشي الفيروس في مخيمات تشهد أوضاعا كهذه".
فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلا عن مصادر طبية في كل من دمشق وحمص واللاذقية وطرطوس، ارتفاع الإصابات التي تم حجرها صحياً نتيجة تفشي فيروس (COVID-19) إلى 128 حالة، 56 جرى إخراجهم بعد أن كانت نتيجة التحاليل سلبية، فيما لا يزال 72 في الحجر بانتظار نتائج التحاليل.
وبينما لم يسجل في اليمن حالياً أي حالات لوباء كورونا ، إلا أن أطراف الصراع في اليمن وخاصة جماعة الحوثي تحاول استغلال انتشار الوباء وتوظيفه سياسياً، حيث رصد الملتقى قيام مليشيات الحوثي إلى استخدام المساجد لحث الناس على القتال معها والذهاب للموت في الجبهات بدلًا من الموت في البيوت بسبب فيروس كورونا.
وخاطبت المليشيات سكانَ المناطق التي تحت سيطرتها، بأن كورونا مؤامرة أمريكية ضد إيران واليمن، وهذا ورد على لسان وزير إعلام المليشيات الحوثية ضيف الله الشامي، في توجه المليشيات المدعومة من إيران التي تقود اليمن إلى الغرق في مخاطر كورونا من خلال الإجراءات التي تتبعها.
و أنشأت مليشيات الحوثي ما أسمته محجرًا صحيًّا في محافظة البيضاء، حشرت فيه نحو 10 آلاف شخص، ويعتبر المكان الذي جمعت فيه المليشيات هذا العدد الكبير من الناس؛ ليس للعزل وللحفاظ على صحة الناس؛ ولكن أيضًا لتجنيد اليمنيين والزج بهم في جبهات القتال.
ورصد التقرير محاولات الجيش الوطني السيطرة على الأوضاع وحماية ليبيا من تسلسل الفيروس وموافقته على الهدنة الإنسانية التي دعت لها الأمم المتحدة، إلا أن الشكوك والهواجس تحيط بالعناصر المسلحة التي تقوم تركيا بإرسالها لدعم حكومة الوفاق بعد ظهور مئات الحالات المصابة في تركيا.
وانتهى التقرير إلى جملة من التوصيات لمواجهة انتشار فيروس كورونا في دول الصراع وهى :
1- يدعو ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، الحكومات والمسؤولين في دول الصراع (اليمن – سوريا – ليبيا ) إلى التوقف عن الصراعات البينية ، والتحلي بالشفافية التامة في الإعلان عن الإصابات بالمرض، واتخاذ التدابير الاحترازية للسيطرة على المرض قبل مرحلة التفشي .
2- العمل على نشر سبل الوقاية من المرض على أوسع نطاق والتوقف فورا عن خطاب المؤامرة أو محاولة التشكيك في جدية المرض أو استخدامه في الصراع السياسي بدول الصراع.
3- دعم جهود منظمة الصحة العالمية فى التعريف بأساليب الوقاية الشخصية من المرض وطلب مساعدتها في علاج الحالات .
4- تسهيل عمل المنظمات والهيئات المعنية بمساعدة اللاجئين و إيصال إجراءات الوقاية ومهمات العلاج بشكل فورى لمخيماتهم.
5- الاتفاق بين أطراف الصراع فى "أدلب " من أجل تسهيل دخول المنظمات الدولية وتقديم المساعدة الطبية والإنسانية لأهالى المدينة.
6- توفير التمويل اللازم للمنظمات الدولية المعنية باللاجئين حتى تتمكن من توفير المساعدة الطبية لهم لاسيما وأنهم فى حاجة شديدة لمستشفيات ميدانية تقدم لهم الرعاية الطبية اللازمة عقب ظهور إصابات بفيروس كورونا.