إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: ذيل الكلب!

يقول المثل المصرى الشعبى إن ذيل الكلب لا يستقيم أبدًا حتى ولو وضعوه فى قالب!.. أغلب الظن أن الذى اخترع هذا المثل امرأة عذّبها تصرفات زوجها أو خيانته المتكررة لها.. على أية حال فإن المثل يطلق على كل إنسان يرتكب خطأ ويعتذر عنه ويبدى الندم لارتكابه ثم يعود فيكرر نفس الخطأ مرة واثنين وعشرة.. ومائة!.. كنت أتابع إحدى القنوات الإخوانية بحُكم المهنة عندما سمعت المذيعة الإخوانية تقول إن وباء كورونا، الذى اجتاح العالم ستكون له تبعاته العالمية وأنه من المؤكد أن العالم سيشهد بعد انتهاء الوباء تغييرات عميقة.. وأن العالم بعد كورونا سيكون مختلفًا تمامًا عن عالم ما قبل كورونا. أخيرًا سمعت كلامًا موضوعيًا فى قنوات الإخوان.. أخيرًا سمعت كلامًا مختلفًا عن كلام الإخوان عن مصر وعن نظام مصر.. تهيأت لسماع رأى ضيف البرنامج فى هذه القضية وزاد من اهتمامى أننى قرأت عنها من قبل ما يثير الاهتمام!.. قرأت مثلا، أن إيطاليا أعلنت أنها غاضبة من الاتحاد الأوروبى الذى تبين من وجهة نظرها أنه وهم وأكذوبة.. وقرأت على لسان أحد المسئولين فى الحكومة الإيطالية أن إيطاليا ستتجه فى الغالب للانسحاب من الاتحاد الأوروبى كما فعلت بريطانيا.. والسبب أن الاتحاد الأوروبى لم يمد يد العون لإيطاليا فى محنة كورونا. قرأت أيضا أن وباء كورونا أثبت أن الصين أقوى بكثير مما تبدو وأن الولايات المتحدة أضعف بكثير مما تزعم!.. هكذا تهيأت لسماع نقاش موضوعى حول هذه القضية.. لكننى اكتشفت من الحوار الدائر بين المذيعة الإخوانية والضيف الإخوانى أن هذا النقاش الموضوعى ليس إلا تنبؤات لا أساس لها تعكس حقد وكراهية الإخوان.. نظام الرئيس السيسى سيسقط.. الرئيس ترامب سيخسر الانتخابات الأمريكية لأنه ديكتاتور ومستبد يساند المستبدين من أمثال السيسي!.. عودة التيارات الإسلامية للحكم فى تونس والسودان وغيرها من الدول التى سقط فيها الإخوان، فكل التغييرات العالمية تنحصر فى أمانى وأحلام الإخوان. لا فائدة.. ذيل الكلب لا يمكن أن يستقيم أبدًا.. مستحيل!.. وتكتشف بعد ذلك وأنت تتابع كل قنوات الإخوان أن نظرية ذيل الكلب صحيحة.. جدًا!. العالم كله لا يتحدث إلا عن الكورونا.. أرقام الإصابات.. الإجراءات الاحترازية.. الخسائر الاقتصادية.. فى كل أنحاء العالم لا صوت يعلو على صوت الكورونا!.. وحدها قنوات الإخوان التى تتحدث عن فشل نظام السيسى وفشل الحكم العسكرى فى مواجهة كورونا!.. المذيع السيكوباتى محمد ناصر الذي تنطق ملامحه الشيطانية بكراهية مصر والمصريين.. يتحدث عن طريقة العسكر فى التعامل مع كورونا ويقول: النائب العام أصدر قرارًا بالتحقيق مع كل من ينشر شائعات عن كورونا.. هذه هى الخطيئة التى ارتبكها العسكر فى مصر.. ويتجاهل المذيع السيكوباتى أن هناك دولا سبقتنا فى اتخاذ هذا القرار منها إيران وتركيا ودول خليجية.. لماذا؟.. لأن الذعر من الكورونا أحيانًا يكون أخطر من الكورونا.. ويعرض المذيع السيكوباتى بضع فيديوهات لسيدات وآنسات يصرخن.. ويزعم أن السبب هو أنهن ممرضات أصبن بالكورونا.. ويدلل بذلك على انهيار النظام الصحى فى مصر.. هكذا بلا خجل أو حياء يؤكد مذيع قناة الإخوان أن النظام الصحى فى مصر انهار.. أما الأنظمة الصحية التى انهارت بالفعل فى عدد من دول العالم المتقدمة.. فلا حس ولا خبر!.. ويتجاهل المذيع السيكوباتى أن منظمة الصحة العالمية أصدرت بيانًا عن أوضاع دول العالم فى مواجهة الكورونا.. وأنه فيما يخص مصر فقد أكد البيان تماسك النظام الصحى فى مصر.. وينتقد المذيع السيكوباتى قيام مصر بإرسال مساعدات طبية إلى إيطاليا.. ويزعم أنها حركة "مكشوفة" لكى ينسى الإيطاليون جريمة روجينى لكنه بالطبع يتجاهل أن وزارة الخارجية الإيطالية شكرت مصر فى بيان رسمى.. كما قدم القنصل الإيطالى فى الصعيد شكره وامتنانه للأطباء المصريين لأنهم عالجوا 14 سائحًا إيطاليًا فى مستشفى أسنا.. ويحاول المذيع السيكوباتى بسماجة وثقل ظل يحسد عليهما أن يدق أسفين بين النظام فى مصر وأطباء مصر.. ويزعم أن كل الأطباء المصريين يكرهون النظام الذى لا يوفر لهم الإمكانات ويبخل عليهم بالمكافآت.. ومع ثقتى الكاملة بأن الغالبية العظمى من الأطباء لا يفكرون فى الحصول على مقابل لقاء جهودهم الهائلة فى مواجهة الكورونا.. لكن الله أراد أن تسود وجوه المنافقين ومنهم المذيع الإخوانى.. فإذا بالرئيس السيسى يزيد بدل المهن الطبية بنسبة 75 فى المائة ويمنح كل أطقم الأطباء والممرضين والعاملين فى مستشفيات العزل مكافآت مالية.. ومثل كل مذيعى قنوات الإخوان يحاول المذيع السيكوباتى التشكيك فى الأرقام التى تعلنها وزارة الصحة المصرية عن المصابين بالكورونا فى مصر.. ويحاول المذيع السيكوباتى أن يتفوق على إخوانه الإخوان فيقول إن مندوبة صحيفة الجارديان التى أبعدتها مصر بعد مزاعم الصحيفة البريطانية بأن أعداد المصابين فى مصر تتراوح ما بين 19 ألفا إلى 40 ألف مصاب.. هذه الصحفية صرّحت بعد وصولها إلى ألمانيا أن النظام فى مصر يتعامل مع كورونا وكأنه قضية سياسية!.. ويزعم المذيع السيكوباتى أن تصريح مندوبة الجارديان يمثل لمصر فضيحة دولية.. مع أن الفضيحة هى للجارديان التى نشرت دراسة مجهولة عن مصر لا تستند لأى أساس علمى ولم تنشر فى أى دورية علمية.. ويتقمص المذيع السيكوباتى دور "بائع شربة الحاج محمود لطرد الدود" فيقول بأداء مسرحى مبتذل.. مصر تكذب يا سادة وتخفى الحقيقة.. ويتمادى المذيع الإخوانى السيكوباتى فى أدار دور بائع شربة الحاج محمود فيقول بسماجة: هذا الكلام يا سادة ليس من عندى ولا هو من عند القناة وليس للإخوان أى علاقة به.. هذا الكلام يا سادة هو كلام عالم مصرى جليل يقدره العالم كله.. يا سادة العالم المصرى الجليل هو عصام حجى، وهو يؤكد أن أعداد المصابين فى مصر يصل إلى 19 ألف مصاب.. وهو يستند فى ذلك إلى دراسة نشرتها مجلة علمية مرموقة.. مرموقة يا سادة اسمها مجلة لانسيت.. وليس خافيًا أن هذا المهرج الذى يصفه المذيع السيكوباتى بأنه عالم جليل كان أحد أعضاء "الثلاثى المرح".. معتز مطر ومحمد ناصر وهو.. والذين ظهروا فى إعلان على قنوات الإخوان يروجون للحملة البلهاء الفاشلة.. اطمن أنت مش لوحدك.. ورغم ذلك فقد تعاملت مع الخبر بطريقة موضوعية فبحثت عن التقرير الذى نشرته المجلة المرموقة.. فاكتشفت أنها دراسة لا تستند لأى أبحاث علمية.. ثم بحثت عن موقع المجلة العلمية المرموقة بين أشهر المجلات العالمية فوجدت قوائم كثيرة لا أثر للمجلة المرموقة بينها!.. لكن بائع شربة الدود يؤكد أن مصر بعد نشر كلام عصام حجى أصبحت أضحوكة العالم.. مصر أضحوكة العالم.. آه يا ذيل الكلب.. آه يا ابن الـ .. .. (!!!)