د.علي إبراهيم خواجى يكتب: الإعلام في الأزمات
د.علي إبراهيم خواجى يكتب: الإعلام في الأزمات
يساهم الإعلام في توعية الجمهور في كيفية التعاطي مع الأزمة ، من خلال تحديد ما يصل إلى الجمهور من أخبار ومعلومات ، وكيفية تفسيرها له من خلال الأحداث التي تتم تغطيتها ، والطريقة التي يقدمون بها الموضوع .
فيجب أن يكون الهدف من التناول الإعلامي على كافة مستوياته لأي أزمة هو مساعدة المجتمع في مواجهتها والتغلب عليها ، وغرس القيم وبث الأمل بين أفراد المجتمع ، وليس تقسيمه وبث الفرقة بين صفوفه .
وتبرز أهمية الدور الذي تقوم به الوسائل الإعلامية في إدارة الأزمات سواء من حيث دورها في احداثها ، أو الإسهام في تفاقمها ، أو المساعدة في حلها .
فنشاهد مثلا التعامل المميز لعدد من المنابر الإعلامية مع جانحة كورونا ومنها مثلا " قناة الاخبارية " التي حرصت على التوعية والتثقيف للمجتمع ، وكانت المنبر الذي يستقي منه الجميع الأخبار والمعلومات ومنها المؤتمر الصحفي الذي يتم بثه عصر كل يوم ويتحدث من خلاله عدة متحدثين إعلاميين( الصحة - الأمن العام - التعليم - التجارة ) ، ونشاهد الإحصائيات التي يتم الإفصاح عنها بكل شفافية ، والجهود المبذولة من قبل الحكومة في كل المجالات التي تهم المواطن والمقيم .
وهناك أنواع من المعالجة الإعلامية للأزمات ومنها :
- المعالجة المثيرة التي تركز على التهويل وتخويف الأفراد والمجتمعات .
- المعالجة السطحية التي ينتهي اهتمامها بالأزمة بانتهاء الحدث .
فشاهدنا عدد من المنابر الإعلامية التي تمتهن الكذب وتزييف الحقائق من خلال الكذب والتضخيم والتهويل وهذه إحدى نظريات نظريات الدعاية والاعلام وهي نظرية " الدعاية والدعاية المضادة " وصاحبها وزير الاعلام في عهد الحكومة النازية " حكومة هتلر " ( جوزيف غوبلس ) ، والتي تقول " أكذب.. أكذب ، حتى يصدقك الناس ، ومن ثم تصدق انت نفسك " ، ونجد في عالمنا العربي اشتهر وزير الإعلام العراقي خلال عهد صدام حسين " محمد سعيد الصحاف " الذي كان يخدر الشعب العراقي من خلال تصاريحه الرنانه " والعلوج " في داخل بغداد ، وذلك من خلال قناة الجزيزة وتعاطيها من أزمة جمال جاشقجي ، أو قناة المسيرة وهي تتحدث عن استيلاء الحوثيين على المنطقة الجنوبية ( جازان ونجران ) من المملكة العربية السعودية .
وهنا يبرز دور الإعلام المضاد من خلال دراسة أساليب وكيفية الرد عليه ، ومتى يتم الرد عليه ؟ ، ومعرفة حجم وقوة الإعلام المضاد ، فمثلا لا اساوي قناة الجزيرة بقناة المسيرة ، عندما احاول التعامل مع الإعلام المضاد ، بل يجب قياس أهمية الوسيلة الإعلامية وحجمها والفئة المستهدفة لها .
كما يجب عدم الانفراد في التعامل مع الأزمة إعلاميا من جهة واحدة ، بل إشراك جهات الاختصاص المسؤولة عن طبيعة الأزمة ، لأن تظافر الجهود يؤدي إلى التكامل ، وتحقيق النتائج الإيجابية .
كما يفضل في الأزمات تعزيز التعاون مع المؤسسات الإعلامية والكوادر الإعلامية المختلفة ( تلفزيون - إذاعة- صحف رسمية - صحف الكترونية - منصات تواصل اجتماعية ) ، من أجل تحقيق التأثير في الرأي العام ، من خلال تزويدهم بكمية من المعلومات التي تهدف إلى نشرها .
وفي الازمة يجب التركيز على القصص الإنسانية التي تحتويها الازمات ، لأنها تجذب القارئ ، وتثير الفضول لديه في التعرف على تفاصيل تلك الأزمة من خلال معايشته لها ، لأن الأزمات تترك آثارا عميقة على مختلف جوانب الحياة حتى بعد انتهائها .