إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: العلوج !

إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: العلوج !إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: العلوج !

* عاجل8-4-2020 | 12:17

أستطيع أن أتفهم سبب تراجع الحكومة عن قرار تحميل المصريين العائدين من الخارج.. نفقات الإقامة فى الحجر الصحى.. فالموقف لا يسمح باضطرابات من هذا النوع والحرب القاسية التى تخوضها مصر ضد فيروس كورونا، بالإضافة لفيروس الإخوان الذى يحاول نشر سمومه فى جسد الأمة المصرية باستخدام الشائعات والأكاذيب.. كل ذلك دفع الحكومة لوأد الفتنة وإغلاق الباب الذى يمكن أن يأتى منه الريح.. لكن الذى لا أستطيع أن أفهمه وأتفهمه وأتسامح معه.. هو تصرف هؤلاء العائدين وتظاهرهم وتعاملهم بوقاحة مع المسئولين واحتجاجهم على نوعية الإفطار الذى يقدم لهم (!!!) وليس خافيًا أن تصرفات هؤلاء العائدين أصابت المصريين بمشاعر الاستنكار والاحتقار والغيظ من هؤلاء العائدين.. كان فى إمكان الحكومة المصرية أن تلتزم بقرار الحظر الجوى وتتجاهل إعادة هؤلاء العالقين.. خاصة وأن معظمهم كانت أمامه فرصة للعودة قبل قرار الحظر الجوى. ولو أن ذلك حدث فإننى على ثقة من أن أحدًا لن يوجه اللوم للحكومة.. بالعكس فهناك من يلوم الحكومة لأنها تأتى بالعالقين من وسط البؤر المنتشر فيها الفيروس.. فيعرض حياة المصريين للخطر. لكن الحكومة لم تفعل.. وبتوجيهات الرئيس السيسى.. صدق أو لا تصدق.. التزمت الحكومة بالجانب الإنسانى وخاطرت بإعادة هؤلاء العالقين. كانت مصر من أوائل الدول التى أعادت أبنائها من الصين.. وقد فعلت ذلك دون أن تحمّل العائدين مليمًا واحدًا.. فى الوقت الذى كانت فيه دول متقدمة لا تعيد أبنائها إلا على نفقتهم الخاصة. وليس خافيًا أن الظروف تغيرت.. الأعباء زادت.. عجلة الاقتصاد التى كانت تدور بسرعة عادت للتباطؤ.. مواقع إنتاجية كثيرة تعطلت.. الميزانيات المخصصة للخدمة الصحية تضاعفت مرة ومرتين وعشرة.. فهل هو كثير أن يتشارك القادرين مع الحكومة فى تحمل أعباء الحجر الصحى؟!.. العالقين الذين أعادتهم مصر ورأيناهم فى بعض الفيديوهات يصرخون.. لن ندخل الحجر.. والذين أمسكوا بالخبز أمام كاميرات التليفون ليسجلوا احتجاجهم على نوعية الطعام.. كل هؤلاء لم يكونوا من العمال البسطاء الجالسين على أرصفة الشوارع والميادين فى انتظار فرصة عمل من أجل لقمة العيش ولكنهم من الذين يأخذون رواتبهم بالعُملة الصعبة أو الذين كانوا فى الخارج للسياحة والعلاج.. فهل هو كثير على هؤلاء أن يدفعوا نفقات إقامتهم فى الحجر الصحى؟! الغريب أن هؤلاء العالقين.. ولا أعرف لماذا تذكرنى كلمة العالقين بالعلوج!.. وهى على أية حال ليست كلمة قبيحة بالمعنى المصرى، وإنما معناها فى معاجم اللغة العربية كفار العجم أو الحمير الوحشية أو الدود الذى يمتص الدماء.. والعرب على وجه العموم يطلقون لقب العلوج على الذين يعرفون بالجفاء والغلظة (!!!) على أية حال فقد ظهر هؤلاء العالقين أو العلوج.. اختر ما شئت.. وقاموا بعرض فيديو آخر يحاولون فيه تبرير ما فعلوه ويتبرأون فيه من قيام قنوات الإخوان باستغلال فيديوهات مظاهراتهم واحتجاجهم.. وفى النهاية يهتف هؤلاء العالقين أو العلوج.. تحيا مصر!.. مصر أيها العالقون أو العلوج تحيا بكم وبدونكم.. ولا أعتقد أنكم نجحتم فى اكتساب تعاطف المصريين.. ولا أظن أحد قبل تبريراتكم واعتذاراتكم.. بل إننى أعتقد أن الغالبية العظمى من المصريين يكن لكم.. عظيم الاحتقار! وليس فى ذلك مبالغة أو تهويل لأنكم تصرفتم تصرف الجنود الخونة فى وسط المعركة (!!!) وليس أدل على ذلك من حرصكم على توصيل فيديوهات التظاهر والاحتجاج لقنوات الإخوان. ولم يكن هؤلاء العالقين وحدهم هم العلوج.. باعتبار أن العلوج هم الذين يعرفون بالجفاء والغلظة كما اتفقنا.. وإنما هناك أيضا علوج المساجد(!!!) شاهدنا فيديوهات لمسجد فى منطقة حدائق 6 أكتوبر وقد فتح أبوابه للمصلين لأداء صلاة الجمعة.. رغم قرار الأزهر ووزارة الأوقاف بمنع صلاة الجمعة لحين زوال خطر وباء كورونا. المسجد الحرام فى مكة أغلق أبوابه بسبب الوباء.. المسجد النبوى الشريف أغلق أبوابه بسبب الوباء.. فهل مسجد 6 أكتوبر أكثر أهمية وأكثر قداسة من المسجدين الحرام والنبوى الشريف؟! نفس الواقعة الغريبة تكررت فى منطقة فيصل.. وأخشى أن يكون ما خفى أعظم.. وليس عندى معلومات كافية عن الذين ارتكبوا هذه المعصية.. لكننى أرجح أنهم إما إخوان.. أو إخوان للإخوان.. أو محبين للإخوان! هناك أيضا علوج التعليم.. وأذكر القارئ بأن الإخوان عمومًا نجحوا فى الانتشار كخلايا نائمة بشكل واسع فى المدارس والمعاهد والإدارات التعليمية.. المهم أنه تم مؤخرًا ضبط مجموعة من المدرسين قاموا بتحويل جراج إلى سنتر تعليمى وتم ضبطهم بالصدفة. ولا أعرف أى تفسير لهذا السلوك المشين، فالطالب يؤدى الامتحان فى منزله بنظام الكتاب المفتوح.. وتقريبًا لن يرسب أحد.. التفسير الوحيد أن هؤلاء العلوج لهم صلة بالإخوان بشكل أو بآخر!. وغير العالقين العلوج وغير علوج المساجد وغير علوج التعليم.. هناك العلوج عمومًا! التجار الذين يخزنون المواد الغذائية لخلق أزمات فى السوق والتربح منها.. وهناك العلوج الذين يصنعون كمامات ومطهرات مزيفة.. للتربح منها.. وهناك علوج يكسرون قواعد الحظر لأنهم إما جهلة أو عابثين. وليس خافيًا بعد ذلك كله ما يقوم به المخلصين من أبناء هذا الوطن لحماية هذا الوطن.. ليس خافيًا ما يقوم به الأطباء والممرضين والممرضات والعاملين فى المستشفيات والمنشآت الصحية.. ليس خافيًا ما يقوم به رجال الشرطة من جهود على امتداد النهار والليل لضبط إيقاع الحظر.. وليس خافيًا ما يقوم به أبطال القوات المسلحة.. فهم يؤدون مهامهم التقليدية وفى نفس الوقت يكرسون جهودهم وإمكاناتهم لإنتاج ما ينقص السوق من مواد مطهرة ومن أغذية. وحرام بعد ذلك أن يأتى هؤلاء العلوج فيضيعوا جهود كل هؤلاء.. حرام أن يأتى هؤلاء العلوج ليضيعوا الوطن! نحن فى حالة حرب.. وحالة الطوارئ مفروضة.. ونستطيع تشديد العقوبات.. فلا تترددوا.. والكلام موجه للحكومة وللمسئولين وللرئيس السيسى! با سادة.. القانون بلا عقوبة أشبه بالنصيحة.. والنصائح لا تجدى مع.. العلوج (!!)
    أضف تعليق

    إعلان آراك 2