كتب: على طه
فى عموده اليومى بجريدة "المصرى اليوم" أثار الكاتب الصحفى سليمان جودة قضية هى الأخطر الآن فى قطاع الثقافة المصرية، وهو إنقاذ صناعة الكتاب، والنشر فى مصر، والذى يمر بأزمة فى السنوات الأخيرة بسبب منافسة وسائل الإعلام والنشر الرقمية، وجاءت جائحة كورونا لتزيد وطأة الأزمة، وتهدد بشكل مباشر أرزاق العاملين فى مجال النشر.
رئيس اتحاد الناشرين سعيد عبده من منطلق مسئوليته الفئوية، والمهنية، ومن خلال تحركه وتواصله مع المسئولين فى الحكومة، وفى العاملين والمهتمين بالقطاع والثقافة فى الخارج، وفى مصر وعلر رأسهم وزير الثقافة الحالى الفنانة إيناس عبدالديم، للوصول إلى حلول عملية من خلال خلق مبادرات، وتنفيذها لإعادة الكتاب الورقى ليد جمهور القراء، وإنقاذ مهنة النشر على الإطلاق، هذا الجهد الذى زادت وتيرته فى الفترة الأخيرة، كانت موضوع أحدث مقالات سليمان جودة، المنشورة أمس وجاء فيه:
" جاءتنى رسالة من الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، قالت فيها إنها استقبلت الأستاذ سعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، وإنهما اتفقا على خطوات محددة يمكن بها انتشال صناعة الكتاب، من بين أيدى طوفان كورونا الذى يكاد يغرقها!
وكان الناشر محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، قد أطلق صيحة قوية من هذا المكان أمس الأول، لإنقاذ صناعة النشر التى يهددها الڤيروس فى وجودها ذاته.. وكنت قد نقلت عنه رسالة حول هذا الشأن توجه بها إلى رئيس الجمهورية، طالباً مساندته حتى تتمكن دور النشر من البقاء!
ومن بعد رسالة الدكتورة «عبدالدايم» جاءتنى رسالة أخرى من الأستاذ سعيد، تضم أربعة خطابات كان قد توجه بها بدوره إلى وزراء الثقافة، والتربية والتعليم، والصناعة، والشباب والرياضة، داعياً إياهم الى سرعة مد يد العون إلى صناعة الكتاب، التى كانت ولا تزال تحمل بعضاً من وجه مصر الثقافى إلى خارج حدودها، على مستوى المعارض، والمكتبات، والجمهور!
وكانت استجابة الدكتورة إيناس سريعة ومشكورة، حين دعت إلى اجتماع مع رئيس الاتحاد الذى يمثل كل ناشر مصرى، وحين وافقت على تزويد مكتبات قصور الثقافة التى تتبع الوزارة، بإصدارات من دور النشر الخاصة، وحين رحبت كذلك باشتراك هذه الدور فى معرض كتاب القرية، وفى كل نشاط آخر يساند ويساعد!
هذا جهد لا بد أن نذكره للوزيرة، ولرئيس الاتحاد.. ولكنى لاحظت أن تزويد مكتبات قصور الثقافة بإصدارات دور النشر الخاصة، سوف يكون مع بدء الميزانية الجديدة أول يوليو، وأخشى ألا تتمكن دور نشر كثيرة من الصمود حتى ذلك التاريخ، إذا ما استمرت وطأة كورونا بقسوتها الحالية.. ولذلك.. ربما يكون على الدكتورة إيناس أن تبحث عن تدابير أسرع للإنقاذ، وسوف تستطيع بالتأكيد، كما أن الهدف يستحق لأنه يتعلق بصناعة نشر كانت هى التى مارست القاهرة بها دورها الثقافى الباقى فى محيطها العربى!
ويبقى أن يستجيب وزراء التربية والتعليم، والشباب والرياضة، والصناعة، الذين خاطبهم رئيس الاتحاد، ومعهم الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى، الذى خاطبه الأستاذ رشاد قبل يومين.. ثم يبقى أيضاً أن يلتفت الوزراء الأربعة إلى أن استجابتهم ستكون ترجمة عملية لتصريح الرئيس، الذى كان مانشيتاً فى الأهرام صباح الأربعاء.. ففيه دعا الرئيس القطاع الخاص إلى عدم المساس بالعاملين فيه، وقال إن الدولة فى المقابل ستساعد هذا القطاع، وبالتالى، فالوزراء الثلاثة مكلفون من رأس الدولة بالتدخل لإنقاذ صناعة هى رأسمال تاريخى لنا!."
[caption id="attachment_450373" align="alignnone" width="1036"]
سعيد عبده وإيناس عبدالديم وزيرة الثقافة[/caption]