الدكتور محمد إبراهيم بسيونى يجيب على أسئلة «دار المعارف».. هل يوجد نظام غذائى خاص بكورونا.. والعزل المنزلى .. وتفادي الأزمة الاقتصادية فى ظل المتطلبات الصحية ؟

الدكتور محمد إبراهيم بسيونى يجيب على أسئلة «دار المعارف».. هل يوجد نظام غذائى خاص بكورونا.. والعزل المنزلى .. وتفادي الأزمة الاقتصادية فى ظل المتطلبات الصحية ؟الدكتور محمد إبراهيم بسيونى يجيب على أسئلة «دار المعارف».. هل يوجد نظام غذائى خاص بكورونا.. والعزل المنزلى .. وتفادي الأزمة الاقتصادية فى ظل المتطلبات الصحية ؟

* عاجل21-4-2020 | 16:58

كتب: محمد محمود تواصل "دار المعارف" حوارها الدائم مع عميد كلية طب المنيا السابق الدكتور محمد إبراهيم بسيونى، وهو أحد الأكادميين، والممارسين لمهنة الطب، المهتمين بشدة بكل ما يتعلق بفيروس "كوفيد 9" وجائحة "كورونا" فى مصر والخارج ومتابع لكل المستجدات التى تنشر عن الفيروس، والجائحة، وقد مشرنا له على مدار الأسابيع الماضية عدد من التصريحات الهامة، وها نحن نجرى معه هذا الحوار:

تفسير

  • هل هناك تفسير علمى، أو سبب وجيه يفسر الانتشار البطيء لـ " كورونا فى الشرق الأوسط " مقارنة بما نراه ونسمع عنه فى الغرب ؟
-   منظمة الصحة العالمية تصرح "لا نستطيع أن نحدد سببا حتى الآن للانتشار البطيء للكورونا فى الشرق الأوسط عدا إيران، وارتفاع الوفيات فى الشرق الأوسط دليل على أن عدد الإصابات أكثر من المعلن عنها". الحالات غير المعلنة هي الحالات التي لم يبلغ عنها ولم تكتشف، لقلة عدد الإختبارات المعملية التي تجريها الوزارة. لا اختبارات عشوائية تتم في مصر، الاختبارات تجرى على الحالات التي تظهر عليها أعراض ومرتبطة بالسفر إلى مصر، والمخالطين، والمخالطين للمخالطين بأعراض.

الفسيخ والرنجة

  • أمس كان شم النسيم، ولم يقتنع كثير من المصريين بأن تناول الفسيخ والرنجة له علاقة مباشرة بـ "كورونا" هل لديك ما يؤكد هذه العلاقة أو يخالف ما سبق؟
- بحسب إحصائية رسمية فإن أكثر من 10.5 مليون مواطن مصاب بالضغط الدم المرتفع من أصل 50 مليون مواطن تم إجراء المسح الطبي لهم ضمن المبادرة الرئاسية للكشف عن الأمراض غير السارية "100 مليون صحة". وتعوّد المصريون تناول "الرنجة والفسيخ" في شم النسيم، ما يؤثر بالسلب على صحتهم وزيادة ارتفاع الضغط الدم رغم تناول الأدوية، حيث تحتوي على نسبة أملاح مرتفعة تصل إلى أكثر من 17% من وزن الأسماك وتسبب أضرارًا لمرضى الضغط. ومرضى الضغط الدم العالي، مع تناول الفسيخ والرنجة والأملاح عموماً يسبب لهم زيادة نسبة الماء فى الجسم، مما يسبب زيادة ضغط الدم، وظهور أعراض مثل مشاكل فى الرؤية، ألم فى الصدر، الشعور بالتعب، عدم انتظام ضربات القلب، صداع، صعوبة فى التنفس وغيرها من الأعراض المعروفة. وارتفاع ضغط الدم هو عامل خطر رئيسي للنوبة القلبية والسكتة الدماغية، يصيب 1 من كل 3 من البالغين. تظهر الدراسات أن استهلاك الكثير من الملح يرفع ضغط الدم، مما يساهم في زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.  لهذا السبب توصي الإرشادات الصحية الحالية بالحد من تناول الصوديوم إلى ما لا يزيد عن 2300 مجم في اليوم، أو حتى أقل للأفراد المعرضين لخطر ارتفاع ضغط الدم. وجميع الأبحاث تؤكد الصلة القوية بين تناول الملح وارتفاع ضغط الدم. مع زيادة تناول الصوديوم، يزداد ضغط الدم. تسهم المستويات العالية من تناول الملح في زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم - وهو عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والنوبات القلبية والسكتة الدماغية. التحدي يكمن في مساعدة البالغين على تقليل تناولهم للصوديوم. وقد يكون تقليل استهلاك الصوديوم أمرًا صعبًا، حيث تحتوي العديد من الأطعمة الشائعة مثل الخبز واللحوم الباردة والحساء والعناصر المصنعة الأخرى على الملح الزائد. تعتبر وجبة الفسيخ والرنجة بإضافة الليمون والملح وغيرها من الأطعمة المفضل تناولها فى عيد الربيع. تناول هذه الأطعمة تتسبب في المضاعفات الصحية الخطيرة. لذلك علي المرضي الاتية ذكرهم عدم تناول ملح الطعام نهائيا. مرضى الضغط العالى، تناول الفسيخ والرنجة والأملاح عموماً يسبب لهم زيادة نسبة الماء فى الجسم، مما يسبب زيادة ضغط الدم، وظهور أعراض مثل مشاكل فى الرؤية، ألم فى الصدر، الشعور بالتعب، عدم انتظام ضربات القلب، صداع، صعوبة فى التنفس وغيرها من الأعراض المعروفة. مرضى فشل عضلة القلب، يسبب تناول الأملاح زيادة نسبة الماء فى الجسم، مما يسبب زيادة العبء على القلب. ‫مرضى تليف الكبد، من ضمن قائمة الممنوعين من تناول الأملاح، لأن ذلك يسبب فشل الكبد والدخول فى غيبوبة كبدية. لذلك يجب علي هؤلاء المرضي منع تناول الفسيخ نهائيًا لمريض الضغط، ويمكن تناول الرنجة بعد عصر الليمون ووضع الزيت والخل عليها، مع تناولها بكميات قليلة. في حال تناول الفسيخ والرنجة على المريض تناول السوائل بكثرة متمثلة في الماء وعصائر الليمون والبرتقال والكركديه. تكرار قياس الضغط طوال اليوم والمتابعة. في حال ارتفاع معدل الضغط عن 180- 110، يتوجه المريض إلى الطبيب وعليه تناول ادويته الخاصة بالضغط. الأمل هو أنه من خلال التعليم وتغيير العادات، يمكننا تقليل متوسط تناول الصوديوم في مصر، مما يساعد على تقليل مخاطر ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
  • هل يوجد نظام غذائى خاص يقوى المناعة أو يعمل ضد الإصابة بـ كورونا؟
-  ‏لا يوجد نظام غذائي خاص لفيروس الكورونا ‏يعني فكرة ان النظام النباتي، نظام الكيتو، نظام الصيام وغيرهم من الانظمة قد يكونون أفضل .. كلام فاضي. النظام الصح، هو النظام الذي يعطيك كفايتك من العناصر الغذائية مع ممارسة الرياضة والنوم الكافي .. هذا النظام الذي يقوي مناعتك.

لمدة سبعة أيام

  • مازال البعض لا يعرف معلومات صحيحة طبيا عن العزل المنزلى على مستوى الفرد أو الأسرة مطلوب توضيح
- طبقاً لتعليمات السلطات الصحية البريطانية يستمر العزل المنزلي للفرد والاسرة ‏إذا كنت تعيش بمفردك، يجب أن تبقى في المنزل لمدة سبعة أيام من اليوم الذي تبدأ فيه ظهور الأعراض وإذا كنت لا تزال تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة بعد السبع أيام فيجب عليك الاستمرار في عزل نفسك حتى تعود درجة حرارتك إلى طبيعتها. ومع ذلك (وطبقاً للسلطات الصحية البريطانية)، لا تحتاج إلى ان تستمر في عزل نفسك إذا كان لديك سعال فقط بعد سبع أيام (هذا لأن السعال يمكن أن يستمر لعدة أسابيع بعد انتهاء العدوى). الأمر مختلف ان كنت تعيش مع اخرين او تعيش مع الاسرة فإذا ظهرت عليك أنت أو اي شخص تعيش معه أعراض، فإن الأسرة بأكملها تحتاج إلى عزل  لمدة ١٤ يومًا لرصد علامات الإصابة covid-19. إذا أصيب شخص آخر بالمرض خلال تلك الفترة، يبدأ عزله لمدة سبعة أيام من ذلك اليوم. على سبيل المثال، قد يستمر الشخص في العزل من اليوم ثلاث إلى اليوم العاشر حتى تنتهي عزلته ولن يتم إعادة حساب الايام من البداية إذا مرض فرد آخر من الأسرة. ولكن أي شخص أصيب بالمرض في اليوم الثالث عشر مثلا سيضطر إلى بدء العزل المنفصل لمدة سبعة أيام عن ذلك اليوم (مما يعني أنه سيمضي ما مجموعه عشرين يومًا في المنزل مثلاً) كما هو موضح في الصورة.

تفادي الأزمة الاقتصادية

  • هناك صراع فى كثير من دول العالم الآن بين المتطلبات الصحية، وتفادي الأزمة الاقتصادية.. كيف نضبط مثل هذا الأمر المهم؟
-  بسبب كورونا covid-18 يمر العالم بايام عجاف فهناك صراع حقيقي في كل دول العالم بين اختيار ما فرضته المتطلبات الصحية وبين تفادي الازمة الاقتصادية. كل دول العالم اضطرت إلى الإغلاق التام لتفادي الانتشار السريع لفيروس كورونا. ولكن مع استمرار الأزمة والإغلاق تسيطر المخاوف من أزمة اقتصادية طاحنة تطل برأسها اذا استمر الحال. فأصبح السؤال: هل هو الموت السريع بالكورونا؟ أو البطيء مع خسائر اقتصادية لم يشهدها العالم من قبل؟ المانيا تقود الاتحاد الأوروبي في عملية إعادة فتح البلاد وتحمل المخاطر المصاحبة وتؤكد انها خطوة مدروسة. فالمانيا هي الدولة الأكثر اجراء لاختبارات كورونا بمعدل نحو ٢١ الف اختبار لكل مليون شخص، تليها هونج كونج ب١٥ الف و٥٠٠ اختبار  ثم سنغافورة بنحو ١٢ الف و٥٠٠ اختبار لكل مليون شخص. تعيد المانيا فتح بعض الاعمال التجارية مثل المكتبات ومعارض بيع السيارات والدراجات في القريب العاجل، وفتح المدارس في اوائل شهر مايو، مع إبقاء المطاعم والحانات والملاعب مغلقة لحين إشعار آخر وقد صرحت ميركل أن المانيا طورت إمكاناتها التي تمكنها من تعقب تحركات أي شخص يثبت إصابته بالفيروس مستقبلاً. والجدير بالذكر أن عدد الوفيات في المانيا وصل الي ٤,٣٥٢ شخص بينما تجاوز عدد الإصابات ١٤١ الف، مما يجعلها من الدول التي تشهد أقل نسبة في الوفيات. أما إيطاليا التي تجاوز عدد الوفيات فيها ٢٢,٧٤٥ شخص وعدد الإصابات ١٧٣,٤٣٤ فهي أيضا قررت إعادة الحياة تدريجياً والبدء بافتتاح المكتبات ومحال ملابس الأطفال والإعلان عن مرحلة جديدة في اوائل شهر مايو القادم لكن تظل المدارس مغلقة حتى شهر سبتمبر وقد يكون السبب الذي دفع إيطاليا إلى المخاطرة رغم الظروف، مخاوف من انهيار قطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة التي أفادت تقارير أنها مهددة بالإفلاس إذا امتد الإغلاق حتى شهر مايو. والجدير بالذكر أن المشروعات المتوسطة والصغيرة تمثل ٩٩،٩٪ من إجمالي الاعمال في إيطاليا وتوظف ٨١٪ من القوة العاملة وتشكل أكثر من ٦٨٪ من القيمة المضافة في الاقتصاد الوطني. النمسا واسبانيا وبولندا أيضا أعادوا فتح بعض المحال التجارية الصغيرة والتي لا تزيد مساحتها عن ٤٠٠ متر مربع. الدنمارك أعادت فتح بعض المراحل الدراسية. مقاطعة كويبك الكندية وبيرو فقد أعادا عمال المناجم إلى العمل. وقطاع المناجم من القطاعات الحيوية حيث تبلغ صادرات البيرو من النحاس والحديد والرصاص والفوسفات والمنغنيز والذهب والفضة نحو ٣٠ مليار دولار سنوياً، بينما تمثل مناجم الذهب في كويبك ٧٥٪ من إنتاج المعدن الأصفر في كندا. وتنتج  مقاطعة كويبك نحو ٢ مليون اوقية من الذهب سنوياً، وقد شهدت أسعار الذهب خلال أزمة كورونا أكبر ارتفاع لها منذ سبع سنوات حيث تجاوز سعر الأوقية  ١٧٠٠ دولار. فرنسا التي بلغ فيها اعداد الإصابات نحو ١٤٧,٩٦٩ والوفيات نحو ١٨,٦٨١ شخص، اعلن رئيسها ايمانويل ماكرون، ان الحادي عشر من شهر مايو ستبدأ مرحلة تخفيف حالة العزل تدريجيا، بدءا برياض الأطفال والمراحل الدراسية المختلفة وبعض المحال التجارية. المملكة المتحدة التي واجهت انتقادات شديدة لكيفية تعاملها مع الفيروس مازالت مترددة في تحديد موعد لبدء العودة إلى الحياة الطبيعية رغم مطالبات بتحديد موعد لإعادة فتح المدارس. المملكة المتحدة تجاوز عدد الوفيات فيها حتى الآن ١٤,٥٧٦ شخص وعدد الإصابات ١٠٨,٦٩٢. الولايات المتحدة التي تشهد صراعاً بين رئيسها دونالد ترامب الذي يسعى إلى فتح البلاد في أسرع وقت وتيار يقوده الحزب الديمقراطي يسعى الى استمرار الإغلاق، تحولت فيها أزمة كورونا الى صراع انتخابي يسعى كل طرف فيه استخدامه لصالحه من أجل الفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة في شهر نوفمبر القادم وتفاوتت معدلات الإصابة بين الولايات حيث تصدرت ولاية نيويورك القائمة بنحو ٣٠٪ من إجمالي الإصابات، حيث تجاوزت ٢١٤ ألف شخص والوفيات ١٤ ألفا، بينما بلغ إجمالي عدد الإصابات في الولايات المتحدة ٧١٠,٢٧٢ والوفيات ٣٧,١٧٥ شخص. أما الصين مركز انطلاق الفيروس حيث توفي ٤,٦٣٢ شخص واصيب ٨٢,٧١٩ فلم تكتف بإعادة الحياة إلى طبيعتها بعد الإعلان عن السيطرة التامة على الفيروس، إلا أنها أيضا أعادت فتح أسواق بيع الحيوانات الحية أو ما يطلق عليها "wet markets" وهي التي يعتقد كانت نقطة منشأ الفيروس الذي أوقف حال العالم وتسبب في خسائر في الأرواح تجاوز حتى اليوم ١٥٤ الف شخص وإصابة أكثر من اثنين مليون ومائتين الف شخص، وخسائر اقتصادية تقدر بمئات المليارات وخسارة ملايين الأشخاص وظائفهم حول العالم. [caption id="attachment_446837" align="aligncenter" width="373"] الدكتور محمد إبراهيم[/caption]
أضف تعليق