القس  بولا فؤاد رياض يكتب: تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم «30 برمودة» باستشهاد مارمرقس

القس  بولا فؤاد رياض يكتب: تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم «30 برمودة» باستشهاد مارمرقسالقس  بولا فؤاد رياض يكتب: تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم «30 برمودة» باستشهاد مارمرقس

أحوال الناس8-5-2020 | 22:10

في مثل هذا اليوم الموافق 26 أبريل سنة 68 م أُستشهد الرسول العظيم القديس مرقس كاروز الديار المصرية وأول باباوات الإسكندرية وأحد السبعين رسولا كان اسمه أولا يوحنا كما يقول الكتاب : أن الرسل كانوا يصلون في بيت مريم أم يوحنا المدعو مرقس (أع 12 : 12) وهو الذي أشار إليه السيد المسيح له المجد بقوله لتلاميذه : " أذهبوا إلى المدينة إلى فلان وقولوا له . المعلم يقول وقتي قريب وعندك أصنع الفصح مع تلاميذي (مت 26 : 18) " ولقد كان بيته أول كنيسة مسيحية حيث فيه أكلوا الفصح وفيه اختبأوا بعد موت السيد المسيح وفي عليته حل عليهم الروح القدس . وُلد هذا القديس في ترنابوليس (من الخمس مدن الغربية بشمال أفريقيا ) من أب اسمه أرسطوبولس وأم أسمها مريم . إسرائيلي المذهب وذي يسار وجاه عريض ، فعلماه وهذباه بالآداب اليونانية والعبرانية ولقب بمرقس بعد نزوح والديه إلى أورشليم حيث كان بطرس قد تتلمذ للسيد المسيح . ولأن بطرس كان متزوجا بابنة عم أرسطوبولس فكان مرقس يتردد علي بيته كثيرا ومنه درس التعاليم المسيحية . وحدث أن أرسطوبولس وولده مرقس كانا يسيران بالقرب من الأردن وخرج عليهما أسد ولبؤة وهما يزمجران فخاف أبوه وأيقن بالهلاك ودفعته الشفقة على ولده أن يأمره بالهروب للنجاة بنفسه ولكن مرقس طمأنه قائلا: لا تخف يا أبي فالمسيح الذي أنا مؤمن به ينجينا منهما . ولما اقتربا منهما صاح بهما القديس قائلا " السيد المسيح ابن الله الحي يأمركما أن تنشقا وينقطع جنسكما من هذا الجبل " فانشقا ووقعا علي الأرض مائتين فتعجب والده وطلب من ابنه أن يعرفه عن المسيح فأرشده إلى ذلك وآمن والده وعمده بالسيد المسيح له المجد . وبعد صعود السيد المسيح اصطحبه بولس وبرنابا للبشارة بالإنجيل في إنطاكية وسلوكية وقبرص وسلاميس وبرجة بمفيلية حيث تركهما وعاد إلى أورشليم وبعد انتهاء المجمع الرسولي بأورشليم اصطحبه برنابا معه إلى قبرص . وبعد نياحة برنابا ذهب مرقس بأمر السيد المسيح إلى أفريقيا وبرقة والخمس المدن الغربية . ونادي في تلك الجهات بالإنجيل فآمن علي يده أكثر أهلها . ومن هناك ذهب إلى الإسكندرية في أول بشنس سنة 61 م وعندما دخل المدينة انقطع حذاؤه وكان عند الباب إسكافي أسمه إنيانوس ، فقدم له الحذاء وفيما هو قائم بتصليحه جرح المخراز إصبعه فصاح من الألم وقال باليونانية " ايوس ثيؤس " ( يا الله الواحد ) فقال له القديس مرقس : " هل تعرفون الله ؟ " فقال " لا وإنما ندعو باسمه ولا نعرفه " . فتفل علي التراب ووضع علي الجرح فشفي للحال ، ثم أخذ يشرح له من بدء ما خلق الله السماء والأرض فمخالفة آدم ومجيء الطوفان إلى إرسال موسى وإخراج بني إسرائيل من مصر وإعطائهم الشريعة وسبي بابل ثم سرد له نبوات الأنبياء الشاهدة بمجيء المسيح فدعاه إلى بيته وأحضر له أولاده فوعظهم جميعا وعمدهم باسم الأب والابن والروح القدس . ولما كثر المؤمنون باسم المسيح وسمع أهل المدينة بهذا الآمر جدوا في طلبه لقتله . فرسم إنيانوس أسقفا وثلاثة قسوس وسبعة شمامسة ثم سافر إلى الخمس المدن الغربية وأقام هناك سنتين يبشر ويرسم أساقفة وقسوسا وشمامسة . وعاد إلى الإسكندرية فوجد المؤمنين قد ازدادوا وبنوا لهم كنيسة في الموضع المعروف ببوكاليا ( دار البقر ) شرقي الإسكندرية علي شاطئ البحر وحدث وهو يحتفل بعيد الفصح يوم تسعة وعشرين برمودة سنة 68 م وكان الوثنيون في اليوم نفسه يعيدون لألههم سرابيس ، أنهم خرجوا من معبدهم إلى حيث القديس قبضوا عليه وطوقوا عنقه بحبل وكانوا يسحبونه وهم يصيحون " جروا الثور في دار البقر " فتناثر لحمه وتلطخت أرض المدينة من دمه المقدس وفي المساء أودعوه السجن فظهر له ملاك الرب وقال له " افرح يا مرقس عبد الإله ، هودا اسمك قد كتب في سفر الحياة وقد حسبت ضمن جماعة القديسين " وتواري عنه الملاك ثم ظهر له السيد المسيح وأعطاه السلام فابتهجت نفسه وتهللت " . وفي اليوم التالي ( 30 برمودة ) أخرجوه من السجن وأعادوا سحبه في المدينة حتى أسلم روحه الطاهرة ولما أضرموا نارا عظيمة لحرقه حدثت زلازل ورعود وبروق وهطلت أمطار غزيرة فارتاع الوثنيون وولوا مذعورين . وأخذ المؤمنون جسده المقدس إلى الكنيسة التي شيدوها وكفنوه وصلوا عليه وجعلوه في تابوت ووضعوه في مكان خفي من هذه الكنيسة . ** لقد حمل القديس مرقس اسمين : يوحنا وهو إسم عبري معناه " يهوه حنان "،ومرقس إسم روماني معناه "مطرقة. ألقابه: -1 الانجيلي :لإنه كتب إنجيل مارمرقس الخاص به. -2 البشير : لأنه بشر وكرز بالمسيح في أكثر من بلد ومكان كما إنه كتب لنا البشارة الخاصة به. -3 الشهيد : لأنه استشهد وسُفك دمه في شوارع الإسكندرية على اسم المسيح. -4 كاروز الديار المصرية : لأنه يرجع له الفضل الأكبر في الكرازة باسم المسيح في مصر. -5 الرسول :لأن السيد المسيح اختاره ضمن السبعين رسول. -6 الكرسي الطاهر الرسولي والبابا تواضروس الثاني  ( البابا الحالي ) البطريرك رقم 118. وأول من رسم بها رتب كهنوتية وبحسب البطاركة المتبع في الكنيسة الأرثوذوكسية هو الأول. -7 مبدد الأوثان ويقيم مذبحا للرب  القدوس -8  ناظر الإله :لإنه يُعد من أكثر التلاميذ الذين عاشوا حياة سيده المسيح ومعجزاته عن قرب،،فهو عاش مع رب المجد وسار معه في كل مكان وعاين خدمته ونظر أعماله ومعجزاته وكان شاهدا لآلام السيد المسيح، فكان من ضمن الذين شاهدوا معجزة عرس قانا الجليل وهو الشاب الذي تبع المسيح في بستان جثسيماني . و كتب إنجيله بوحي من الروح القدس بكل ما لديه من أخبار وأحداث عن السيد المسيح، لأنه لمسها وشاهدها وعاينها بنفسه. ولا ننسى أن معظم مواقف السيد المسيح تمت في بيت مارمرقس، ومنها العشاء الأخير وظهوره بعد القيامة وهذا دليل على أن مارمرقس عاين الكثير والكثير فيما يخص رب المجد . والقديس مرقس هو الوحيد الذي ذكر مسحة المرضى " دهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم" ،،ومنها سلمنا سر "مسحة المرضى" عندما جاء إلى الإسكندرية. مكان رفاته الحالية : بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية بركة صلواته وشفاعته تكون معنا  آمين .................................. القس  بولا فؤاد رياض كاهن كنيسة مارجرجس - المطرية - القاهرة
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2