طارق متولى يكتب: الونس

وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) تأملت هذه الآية الكريمة التى وردت فى كتاب الله القرءان العظيم والتى تتكون من كلمتين لتعبر بحكمة وبلاغة متناهية عن ان الإنسان لم يخلق ليعيش بمفرده ولكن ليعيش فى مجتمع فى جماعة يشعر فيها بالألفة والسعادة أن وجود الناس من حولك يشعرك باجمل شعور ممكن أن تتخيله وهو الشعور بالونس وعدم الوحشة ' كلمة وحشتنى نقولها عندما نلتقى بشخص نأنس به ويفرح قلبنا بوجوده ونشعر بالإطمئنان بقربه. كنت وأنا صغيرا أنام فى غرفتى وحدى فإذا استيقظت من الليل أشعر بالخوف والوحدة فأسمع صوت جدى فى الغرفة المجاورة يسعل أو يقوم ليتوضأ لصلاة الفجر فتطمئن نفسى وتذهب مخاوفى لمجرد سماع صوته وأعاود النوم. عندما كنت أنام وحيدا فى مكان لأى ظرف طارىء من سفر وخلافه كنت أتونس بصوت السيارات والجيران من حولى. القاهرة مدينتى الجميلة كانت توصف بالمدينة التى لا تنام تخرج فى اى وقت من الليل لقضاء حاجة أو الذهاب الى مكان فتشعر بالأمان لوجود ناس فى الشارع ومحلات مفتوحة حتى ساعات متأخرة من الليل. تفرقنا بفعل هذا الوباء القاتل وأصبحت الشوارع والأماكن والمدن مهجورة حتى الأهل والاقارب والأصحاب لم نعد نراهم ونجلس معهم ونستأنس بهم اصبحنا نشعر بالوحشة والوحدة جميعا فى انتظار أن يزول الخطر وتعود الحياة لطبيعتها ويعود الونس بالناس وصدق من قال الدنيا من غير ناس ما تنداس. قد تكون هذه المحنة التى نمر بها درس لنا جميعا لنعرف قيمة وجودنا ووجود من حولنا الصغير قبل الكبير فنتواضع لله وللخلق جميعا ونحب بعضنا البعض وكل عام وانتم بخير.