أمل محمد أمين تكتب: الحب في زمن الكورونا

أمل محمد أمين تكتب: الحب في زمن الكوروناأمل محمد أمين تكتب: الحب في زمن الكورونا

*سلايد رئيسى17-5-2020 | 22:56

يبدو أن جائحة كورونا كشفت العديد من الأشياء الغير متوقعة ولم تكن الأزمة اختبارًا للأنظمة الصحية والاقتصادية للدول بل أيضا اختبارًا صعبا للعلاقات الانسانية التي فرض عليها العزل والتباعد الاجتماعي روتين جديد لم تعتده البشرية.. وتعتدت ردود الأفعال الانسانية فنجد ان أحد الممرضين الإيطاليين قد قتل صديقته الطبيبة اعتقادًا منه انها نقلت إليه العدوة بفيروس كورونا ليتضح فيما بعد أنه غير مصاب بالمرض! وأظهر العزل اختلاف الأزواج في طريقة تعاملهم مع الأمور وساهم بقاء الزوجين في المنزل في زيادة المشاحنات والمشاجرات مما أدى إلى ارتفاع نسبة الطلاق في بعض الدول وعلى رأسها الصين.. ولم تخضع العلاقات الفردية فقط للإمتحان بل العلاقات السلوكية بين الدول وهو ما مثل مفاجأة للجميع ..حيث سرقت فرنسا قافلة محملة بالكحول كانت متوجهة إلى تونس وتكرر الأمر مع ألمانيا التي سرقت منها التشيك قافلة محملة بالمساعدات الطبية قادمة من الصين وتكررت الواقعة في عدة دول.. ولم يكن متوقعا ان تظهر الجائحة عورة الاتحاد الأوروبي الذي تخلى عن إيطاليا البلد الأكثر تضررا بوفاة ١٣ ألف شخص جراء كورونا، مما جعل الإيطاليون يحرقون علم الاتحاد الأوروبي بل وهددت ايطاليا بترك الاتحاد. بالتأكيد لا يمكن النظر فقط إلى النصف الفارغ من الكوب، ففي مقابل السرقة والقتل كان هناك عشرات من القصص الانسانية فلا يمكن ان ننسى صورة العجوز الثمانيني الذي ظل يذهب إلى زوجته كل يوم يقف في خارج المنزل الذي تم عزلها فيه ليغني لها ويحضر لها الزهور ليعبر عن حبه وعدم قدرته على استكمال الحياة بدونه كما استوقفتني قصة اخرى عن الأخ الذي قاد سيارته ثمان ساعات مسافة ٨٥٠ كيلو متر في أحد الولايات الأمريكية ليحمل لأخته الممرضة صندوق محمل بالمستلزمات الطبية بعد ان نفذت تماما من الولاية التي تعمل بها أخته.. وليست تلك القصص الوحيدة فيكفي ان نشاهد كل أفراد الفرق الطبية في كل أنحاء العالم سواء كانوا أطباء او ممرضيين او فنيين او حتى عاملين في المستشفيات كيف واجهوا ويواجهون الموت كل يوم بصدر رحب ودون خوف.. ويؤكد علماء النفس ان متلازمة الخوف والهلع وحب الذات والرغبة الزائدة في التسوق هي نتيجة انتشار الإشاعات حول المرض وعدم وجود لقاح او علاج له كل هذا يمثل ضغط نفسي وعقلي هائل على جموع البشر في كل أنحاء العالم.. ويُحدث خوف داخلي كامن سواء من الموت أو من الفقر ورافق هذا الخوف ارتباك عقلي ناتج عن تغيير الروتين اليومي من الذهاب الى العمل واصطحاب الأولاد الى المدارس والجامعات. لقد تحولت ساعات العزل إلإجباري إلى فرصة اعتادها واستفاد منها بعض الناس وفي حالات أخرى أدت إلى إنهيار الأسر مع زيادة عدد ساعات البقاء في المنزل وتعاظم الاختلاف بين أفراد الأسرة.. ودون شك لن يبقى الوضع على ما هو عليه بل ستعود الحياة إلى طبيعتها لكن للأسف سيخسر البعض علاقتهم بأصدقائهم وأقربائهم والبعض ستزداد علاقته قوة بأهله.. وربما يكون ملء العقل وشغل أوقات الفراغ بألعاب مفيدة أو القرأة او الاستماع للموسيقى ومحاولة ممارسة الرياضة والرسم ربما يكون هو الحل للتخلص من الضغوط النفسية التي قد تصل للإنفجار.. فعلينا دائما ان نتحلى بالأمل ان القادم أفضل بإذن الله وان يجمل الصبر أحلامنا وننتظر أن تزول تلك الغمة دون أن نخسر بعضنا البعض.
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2