هل يمكن أن تعود سوريا كما كانت؟!

هل يمكن أن تعود سوريا كما كانت؟!هل يمكن أن تعود سوريا كما كانت؟!

*سلايد رئيسى16-6-2017 | 23:01

 كتب: محمود مناع

كانت تصريحات وزير الخارجية الروسى لافروف كارثية بالنسبة لمن لا يعى أن العلاقات بين الدول يحكمها المصالح وتأتى بعدها محددات تختلف من حيث التأثير من محدد لآخر كأن يكون لعوامل الجغرافيا والتاريخ دورا بحسابات الجوار أو عمق وتشابه تجارب الماضى بالإضافة إلى المحددات الأمنية والاستراتيجية وكذلك الثقافيه التى تجعل واقع العلاقات واضحا وإن اختلفت الأساليب لكن الأساس إما تقارب وتعاون، وإما على العكس من ذلك.

لذلك تكون القوى الإقليمية والدولية بحسب شبكه تلك العلاقات وحيازة القوة بمعناها الواسع ومنها القوة الناعمة والصلبة التى تبدأ عادة بتوجيه الرأى العام العالمى نحو حصار دولة ما أو غض الطرف عن ممارسات دولة أخرى لذلك تكون القوة أساس فاعل فى توجيه القرارات الدولية بحسب المصالح وفرض النفوذ لأن ثقل الدولة لا يكون بداخل حدودها فقط بل بعظم نفوذها وسيطرتها على مقاليد الحكم بدول العالم وتلك العمليه تقتضى سيطرة من نوع خاص وامتلاك القوة والتأثير والفاعلية فى العالم الذى أصبح قرية صغيرة.. وفق سيطرة واضحة للقيم الليبرالية وتحديدا الأمريكية والغربية بعدها ويعتبر البعض تلك القيم هى دين العالم الجديد وخصوصا بعد سقوط الاتحاد السوفيتى وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية هى من تجلس على عرش العالم وهناك الآن من يتطلع لمشاركتها فى حكم العالم مثل الدب الروسى والعملاق الصينى والقوى الأوروبية الأخرى.

وتنطلق الإستراتيجية الأمريكية من ضرورة التواجد والتحكم في المنافذ البحرية فى بقاع العالم المختلفة.. ثم الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني إلى هنا نكتفى لأن الإستراتيجية الأمريكية لها مضامين أخرى ولكن كلها تدور فى فلك بسط النفوذ والبحث عن الموارد الطبيعية وخاصة البترول الذى يحرك السياسات وكذلك الشركات العابرة للحدود التى تعتبر أداة من أدوات بسط النفوذ والسيطرة خارج الحدود وتلك الشركات لأهم لها سوى الأموال والربح ايا كان مناطق وجودها فى العالم.

نعود لماقاله وزير الخارجية الروسي فى وضوح تام قال.. أن قاتلى القذافى حصلوا على جنسيات أوربية وكان ينقصنا فقط تحديد أسماءهم.. هنا أصبحت مسأله الثورات العربية والربيع العربي مسألة تحمل بعدا إقليميا واضحا بعيدا عن قيم التحيز لتلك الثورات التى أراها بيضاء فى كل شئ..

ولكى تتضح الصورة أكثر لابد من فك بعض الظواهر وإعادة تركيبها مرة أخرى لأن تلك الظاهرة وأفده علينا حيث شهدت تونس وليبيا ومصر واليمن تغييرات عنيفة أدت لتغيير الأنظمة وصعود تيارات سياسية تحمل توجهات وأيدولوجيات ورايات إسلامية تبشر الناس بالرخاء والتنمية بل ذهب البعض إلى اعتبار ذلك ارهاصات لعودة دولة الخلافة وعودة الدين والحكم من خلال الشريعه تلك الأشياء تكسرت وانتشرت الصراعات على الأرض لأن الأمور كلها كانت أدوات يتم استخدامها للوصول إلى السلطة أى أن الأمر كله صراع سياسى خالص بعيدا عن الرايات والولاءات التى كانت تمثل الوسيلة التى يصعد بها أصحاب العمائم على مختلف ألوانها ولدلالة على ذلك تعامل أصحاب تلك الرايات مع الثورات والتغييرات بمنطق الخاطف الذى يحاول الوصول إلى أعلى استفاده ممكنة مستغلا ضبابية المشهد مع اعتبار خصوصية كل تجربة عن أخرى.. حاصل القول مع فشل استغلال تلك التغييرات أنا أحب أن أسميها هكذا بعيدا عن مصطلحات تحمل لغطا سياسيا وتبعدنا عن جوهر المقال ألا وهو أن عدم الاستقرار أدى فى النهاية لشيوع ظاهرة الإرهاب.

وأصبحت ساحات الدول فى مرمى نيران من لم تتحقق أحلامه مع السلطة والمشاهد تختلف من حيث الحدة من دولة لأخرى ففى سوريا مثلا كانت الدولة على حافة الفش،ل والقصد فشل تام فى فرض سلطة على أخرى وأصبحت سوريا ساحة لحرب يمكن تسميتها بحرب المصالح بين قوى إقليمية ودولية مختلفة وانتهى الأمر بعدم سقوط النظام وأن ظل الوجه القبيح لاختلاف بين ألوان الرايات التى تتصارع كلها وهى ترى وتحتكر الصواب لنفسها دون غيرها فمن مصالحة ضد الأسد يتقارب مع أقطاب أهل السنة فى العالم الإسلامى.. والعكس صحيح والنهاية سوريا سقطت ولن تعود كما كانت والسبب حدة الصراع للوصول إلى السلطة وهى العنوان الذى يجب الأ ننساه لأن المسألة بكاملها لاتحمل غير ذلك.. والمستقبل يؤكد على بقاء الأسد ولا عزاء لمن حاول إسقاطه لأن من يسانده قوى تعرف مصالحها جيدا أما الطرف الآخر ومن معها من حركات وتنظيمات على الأرض مازالت مستمرة فقط تعيش فى وهم إسقاط الأسد والبحث عن حرية سوريا التى لن تعود لأن فاتورة ماحدث كارثي

 .. وأصبح الإرهاب والعنف مشهد من مشاهد العادات اليومية وللأسف لا تأثير له على الرغم من كارثية التداعيات على الأهل والشعب السورى بكامله.. فهل يمكن أن تعود سوريا كما كانت.

.. سوريا سقطت ولن تعود.. لأن هذا السقوط تم بفعل فاعل مازال يمتلك وقود استمرار معارك السقوط واستمرارها.. فهل ننتبه أن لنا عدوا واحدا بعيدا عن ألوان الرايات التى دمرتنا ومازالت..

أضف تعليق

المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2