الجارديان البريطانية: مشروع تركيا فى شرق المتوسط بدأ قبل 14 عاما.. والأسؤ قادم مع جرها إلى عمق ليبيا

الجارديان البريطانية: مشروع تركيا فى شرق المتوسط بدأ قبل 14 عاما.. والأسؤ قادم مع جرها إلى عمق ليبياالجارديان البريطانية: مشروع تركيا فى شرق المتوسط بدأ قبل 14 عاما.. والأسؤ قادم مع جرها إلى عمق ليبيا

* عاجل27-5-2020 | 13:43

 ترجمة: على طه
حرب تركيا العلنية الآن في ليبيا تعد مقامرة ضخمة لتركيا، وفيما يلى طموحات أردوغان بشرق المتوسط، التى يوظف فيها والمرتزقة، ومشروع تركيا حتى الآن في ليبيا غير مستقر، وقد تجد نفسها فى منطقة خطرة إذا تم جرها إلى عمق القتال في ليبيا، وهي تقاتل بالفعل كلا من النظام والميليشيات الكردية في سوريا، وتتصدى لنفوذ بعض الدول الإقليمية في الصومال وعبر القرن الإفريقي.
ما سبق هو ملخص تقرير مطول نشرته صحيفة "الجارديان البريطانية، وتناولت فيه التدخل التركي فى ليبيا، مؤكدة  على أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقوم بإرسال المرتزقة السوريين من مناطق الصراع في سوريا إلى مناطق صراع جديدة في ليبيا، تبعد بحوالي 2000 كيلومتر عن الحدود التركية.
وأوضح تقرير الصحيفة أن تركيا ترتكب مقامرة خطيرة في ليبيا، وأن التدخل التركي لا يحظى بالقبول فى ليبيا، كما أن تركيا باتت بلدا معزولا ولا تحظى بأي احترام من قبل جيرانها وأوروبا، وهو ما أجبرها إلى إعادة علاقتها مع إسرائيل.
وأضاف التقرير أن الحروب بالوكالة في سوريا لا تزال مستعرة، لكن في عالم تتضاءل فيه القوة الأميركية، برزت ليبيا على أنها الملعب الواعد للاعبين الإقليميين الذين يسعون إلى اقتطاع حصة من أنقاض الربيع العربي، حيث يصطف الإسلاميون السياسيون والعثمانيون الجدد من جهة، ضد القوميين العرب من جهة أخرى، في مزيج قابل للاشتعال من النفط والمرتزقة والإيديولوجية والطموح الجيوسياسي، بحسب الصحيفة.
وكشف تقرير الجارديان العديد من التفاصيل عما يحدث فى ليبيا، وجاء فيه أنه: " لم تكن تلك المرة الأولى التي ركب فيها وائل عمرو (أحد المرتزقة الذين حاربوا فى سوريا) على متن طائرة كما كان يأمل، حيث قاده السفر إلى تخيل مدى براعة مغادرة محافظة إدلب التي يسيطر عليها المتمردون في سوريا لقضاء عطلة غريبة في الخارج، وبدلاً من ذلك، وقع اللاعب البالغ من العمر 22 عامًا في مارس مع المرتزقة الذين جندتهم تركيا وأرسلتهم عبر الحدود إلى تركيا. ومن هناك قام بأول رحلة له على الإطلاق إلى ليبيا، حيث يقاتل الآن على خط أمامي خطير في حرب ليس له فيها ناقة ولا جمل.
وتحدث عمرو للصحيفة قائلا: " قالوا لي إنني سأكون في خط الدعم أو الوحدات الطبية التي تعمل من أجل الحصول على المال، لكن القتال هنا أسوأ من أي شيء اختبرته في سوريا حيث القتال هناك في شوارع ضيقة".
وأضاف: "بعض السوريين هنا من أجل المال، والبعض يقول إنهم يدعمون الليبيين ضد الاستبداد، لكني شخصياً لا أعرف لماذا طلبت تركيا من المعارضة السورية القتال في ليبيا."
وعلق تقرير الجارديان مضيفا على كلام عمرو: " جاء عمرو، مع ما يقدر من 8 إلى 10 آلاف من مواطنيه، من على بعد ألفى كيلومتر من سوريا ليعمل كمرتزق في ليبيا بسبب خطة تركيا من أجل السيادة الجيوسياسية في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وواصلت الصحيفة: " المشروع التركي، الذى بدأ قبل ما يقرب من 14 عاما، يدخل فيه الصراع طويل الأمد مع اليونان حول قبرص المقسمة، والمنافسة مع أثينا والدول المجاورة: مصر وإسرائيل ولبنان، حول حقوق التنقيب عن النفط والغاز، ومع ذلك، فقد بلغ الأمر ذروته في الحرب الأهلية الليبية، التي اجتذبت العديد من القوى الأجنبية حتى قبل أن تبدأ في عام 2014.
ويعلم المدنيون الليبيون الذين يعانون منذ زمن طويل جيدًا، أن حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا، لا يطبق، فقد انتشرت الجماعات المسلحة ذات الولاءات المتقلبة والمولعة بخطف الفديات على مدى السنوات التسع الماضية.
وقالت الجارديان إنه في إبريل من العام الماضي 2019، أطلق قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر معركته لتحرير طرابلس من الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق، مما أثار بعضًا من أهم المعارك على الأراضي الليبية منذ المعركة المدعومة من الناتو للإطاحة بالقذافي في عام 2011.
وبحلول نهاية 2019، اتخذ أردوغان خطوة جريئة بإعلانه دعم حكومة الوفاق، بعد أن أدرك أن قوات الجيش الوطني الليبي على وشك الاستيلاء على العاصمة طرابلس، وقام أردوغان بتوقيع اتفاقيات جديدة بشأن كل من الحدود البحرية والتعاون العسكري التي واجهت بدقة أعداء تركيا الاستراتيجيين عبر البحر الأبيض المتوسط.
ويؤكد التقرير أن تكنولوجيا الاستطلاع والطائرات بدون طيار التركية، وكذلك القوات التركية والمرتزقة السوريين على الأرض قد أحدثت بعض المكاسب للإسلامويين، وبلغت ذروتها الأسبوع الماضي في الاستيلاء على قاعدة جوية رئيسية من قوات حفتر، وأعلن الجيش منذ ذلك الحين انسحابًا جزئيًا من الخطوط الأمامية لطرابلس.
ويقول التقرير إن هناك حقيقة أن أنقرة معزولة بشكل متزايد على المسرح العالمي، والتدخل في ليبيا لا يحظى بشعبية كبيرة مع الناخبين الأتراك، ومع ذلك يبدو أن مغامرة أردوغان الأخيرة تحصل على بعض النتائج.
وينتقل التقرير لتوضيح أطماع أردوغان فى ثروات الأقليم التى ليس له ولا لبلاده حق فيها، فيقول: "أغضب الجزء البحري من الاتفاقية دول البحر الأبيض المتوسط الأخرى، وهدد الاتحاد الأوروبي بفرض مزيد من العقوبات على عمليات الحفر التركية القائمة قبالة سواحل قبرص، والأهم من ذلك هو جهد مشترك جديد من قبل اليونان وقبرص وإسرائيل لبناء خط أنابيب غاز يتجاوز تركيا، وتكثر الشائعات حاليا في الدوائر الدبلوماسية بأن تركيا وإسرائيل تسعيان لاستعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة.
ويواصل: إن الدفع من أجل السيطرة على أي نفط وغاز في حوض البحر الأبيض المتوسط ليس في الحقيقة مشروعًا اقتصاديًا على الإطلاق وإمدادات الغاز ليست حاجة ملحة أو ضرورة مالية لتركيا حتى الآن.
 وتحدث فى التقرير مدير شركة "دراجون إنيرجي" التركى مصطفى كرهان، فقال للصحيفة البريطانية إن الأمر يتعلق حقا بالقوة السياسية، وإن الإنفاق على مشاريع الطاقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط يشبه إلى حد ما ميزانيات الدفاع الوطني، إنه مثل سباق تسلح حيث يتعين عليك التصرف قبل أن يفعل منافسك.
يأتى هذا فى الوقت الذى تبادل فيه مسؤولو تركيا والجيش الوطني الليبي التهديدات الأسبوع الماضي بعد أن قال قائد القوات الجوية لحفتر إن المواقع التركية ستستهدف في حملة جوية جديدة.
أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2