طارق متولى يكتب: قصة إمرأتان

طارق متولى يكتب: قصة إمرأتانطارق متولى يكتب: قصة إمرأتان

*سلايد رئيسى1-6-2020 | 16:53

لقد كانت مجتمعاتنا دوما تتسم بالمروءة والنخوة والشهامة والذوق والأخلاق حتى إننى أذكر عندما كنت صغيرا لافتات المرور التى كانت منتشرة فى كل شوارع مصر، ومكتوب عليها القيادة فن وذوق وأخلاق اختفت هذه اللافتات المرورية وكلكم تعلمون حال القيادة الآن. ولكن يبدو أن هذا انسحب على مظاهر حياتنا كلها. وعلى سبيل المثال كنا فى الماضى نردد الكلمة المشهورة فى جميع الأماكن السيدات اولا وعرف عنا نحن العرب والمصريين احترام النساء وكبار السن وتقديمهم على غيرهم فى اى مكان ومساعدتهم وقضاء حوائجهم. وكان يقال للجد أو الجدة سيدى أو ستى ونقبل أيديهم من باب التبجيل والأحترام لا أذكر أننى فى يوم من الأيام نطقت اسم أبى أو امى مجرداً إلا عندما كنت أكتبه فى الأوراق بينما انتشرت ظاهرة مؤخراً أن ينادى الولد او البنت آباءهم وأمهاتهم بأسماءهم المجردة والآباء والأمهات يضحكون. فى قصة سيدنا موسى عليه السلام يروى لنا القرءان الكريم مشهد فى غاية الروعة والأدب عندما أتى سيدنا موسى عليه السلام عين ماء فى قرية تسمى مدين فوجد إمرأتان تزودان أى تمتنعان عن سقى أغنامهما وسط الرعاة فسألهما ما خطبكما؟! فقالتا أنهما ينتظران حتى ينتهى الرعاة من السقيا خشية التزاحم مع الرعاة واخبرتاه أن أبوهما شيخ كبير لا يستطيع الخروج ورعاية الغنم فما كان منه إلا أنه ساعدهما وسقى لهما. هذا المشهد فى الآية الكريمة فى سورة القصص ( وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) هذا المشهد نتعلم منه أشياء كثيرة فى الحقيقة، منها: أولا علة خروج الأبنتان للقيام بالمهام كانت أن ابوهم شيخ كبير لا يقدر على الخروج بينما نجد الآن رجال يتركون النساء تتحمل عبئ الخروج للأسواق والقيام بالأعمال وهم يجلسون فى البيت بكامل صحتهم ولياقتهم. الأمر الثانى هو تصرف الابنتان فى عدم مزاحمة الرجال والحفاظ على حيائهن. فلا يتعرضن لتصرف لا يليق بهن. الأمر الثالث والأخير مسارعة سيدنا موسى لمساعدتهن دون تردد ودون شرط أو مقابل. فأين نحن من هذه الأخلاق وكيف نعامل أمهاتنا وبناتنا وزوجاتنا جميعا فى الأماكن العامة هل نفسح لهم الطريق ونقدمهم فى الصفوف مثلا ؟ هل نجلسهم فى المواصلات العامة قبل أن نجلس ؟ هل نحافظ عليهم ونحميهم من المضايقات ؟ الحقيقة لست أدرى ما الذى حدث لنا ولمروءتنا وأخلاقنا لكنه بالتأكيد ليس شيئاً جيدا.
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2