باحث في الاستراتيجيات والأمن القومي يكشف لـ «دار المعارف» طريقة لعب «منتخب الإرهاب العالمى» فى ليبيا

باحث في الاستراتيجيات والأمن القومي يكشف لـ «دار المعارف» طريقة لعب «منتخب الإرهاب العالمى» فى ليبياباحث في الاستراتيجيات والأمن القومي يكشف لـ «دار المعارف» طريقة لعب «منتخب الإرهاب العالمى» فى ليبيا

*سلايد رئيسى4-6-2020 | 17:02

كتب: على طه ماذا يحدث فى ليبيا الآن؟! د. محسن عثمان الباحث في الاستراتيجيات والأمن القومي يجيب على سؤال "دار المعارف" فى السطور التالية فيقول: يبدو لغير المتعمق فى الشأن الليبى أن ليبيا بها الآن فصيلان متناحران، الأول بقيادة السراج المدعوم لوجيستيآ وعسكريآ من تركيا والآخر بقيادة حفتر المدعوم سياسيآ من روسيا ومعظم الدول الكبار. والحقيقة أن ليبيا بها الآن المنتخب الدولي للإرهاب بعد اتمام مهمته في سوريا وتفتيت الدولة السورية وتدمير بنيتها التحتية والعسكرية. فهناك لاعبان رئيسيان، وهناك وكلاء للهذين اللاعبين، وهناك أيضا مراقبون (أمريكا، وروسيا، وتركيا، وأوروبا)، وكل هؤلاء لديهم أهداف في ليبيا ويريدون تحقيقها. والسؤال: ما هو الهدف من استمرار الحرب في ليبيا ؟!. الإجابة: أي نزاع، أو حرب، أو عملية عسكرية تكون لها أهدف سياسية، هذه الأهداف منها المعلن ومنها الخفي، ويسبقها هدف رئيسي. ويواصل د.عثمان: فى الحالة الليبية الهدف الرئيسي، أو غير الخفى، هو تركيع القارة الأوروبية والسيطرة عليها، هذا أولا، وثانيآ الأهداف المعلنه تتعلق بحقوق الإنسان وفرض الشرعية المزعومة، وغيره من الكلام العاري تمامآ من الصحة وهذا ماتفعله الدول الغربية في ليبيا . أما الأهداف الخفية فهناك من وجهة نظرى 10 ملاحظات مهمة لابد أن ندرسها جيدا وهى كالتالى: ١- أمريكا تريد تحجيم الدور الروسي في القاره الأوروبية والذي ظهر جليآ في سيطرة روسيا علي ٥٥ مليار قدم مكعب غاز من ورادات أوروبا من خلال خط الغاز "نورد استريم"، والذي من المفترض أن يرتفع إلي ١١٠مليار بعد خط "نورد استريم". ٢- أمريكا تريد توريط روسيا في ليبيا مثل توريطها في سوريا، وتتدخل روسيا عسكريا في ليبيا وتبدأ حلقه مفرغة من الصراع تستنزف من خلالها الاقتصاد الروسي. ٣- لن تتدخل روسيا عسكريآ في ليبيا بسبب سياسة بوتن المتأنية الرصينة، لكنه سيظل يلعب دور الوسيط، والمراقب للطرفين حتي تربح كفة أحدهما، فينقض عليه. ٤- بالطبع روسيا لها أهداف في ليبيا، منها أهداف اقتصادية والتي تتعلق بحقول النفط الليبي من خلال شركة غاز "بروم" الروسية أو أهداف عسكرية تتعلق بإنشاء قاعدة عسكرية روسية علي البحر المتوسط في ليبيا، علي غرار قاعدة طرطوس البحرية في سوريا وحميميم الجوية في سوريا أيضآ. ٥- لكن الجانب الروسي ليس علي عجل من الحصول علي المكاسب في الوقت الراهن . ٦- منذ وصول ترامب وهو ينتهج سياسة عدم إرسال قوات أمريكية خارج أمريكا، وهذا يظهر جليآ في سوريا، وأيضا في العراق التي قرر سحب قواته منها. ٧ -إذآ من سيقوم بهذا الدور الحرب بالوكاله؟!.. بالطبع تركيا التي لها أهداف أيضآ تتعلق بالمشروع الإخواني وحلم الخلافة العثمانية وبالإضافه لأهدافها الإقتصادية المتعلقة بالغاز والنفط الليبي. ٨ -لذلك تقوم تركيا بدعم السراج ومليشياته ضد حفتر وقواته بهدف كسب الأرض تمهيدآ للتفاوض، بعد الحصول على أكبر كم من المكتسبات. ٩- تركيا تريد أن تستثمر الحرب الليبية لتحقيق أهداف اقتصادية تساعد أردوغان في استمرار هيمنته علي تركيا وقمع معارضيه، بدليل اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السراج، والتي وافق عليها مجلس النواب التركي، ورفضها نظيره الليبي وبالرغم من ذلك دخلت حيز التنفيذ، وظهر هذا للعالم في إرسال الإرهابيين من سوريا فضلا عن الدعم العسكري بالسلاح والمعدات للسراج، وتسخير الآلة الإعلامية التركية لخدمة السراج ومليشياته. ١٠- تركيا تريد إشعال فتيل الحرب بموافقة أمريكية، علي الرغم من تحذير دول العالم لأردوغان أثناء مؤتمر، برلين بعدم التدخل في ليبيا. والخلاصة - كما يقول د. محسن عثمان - إن أمريكا تريد توريط روسيا في ليبيا، وروسيا تريد قاعدة عسكرية، والنفط والغاز، وإردوغان العبيط ينفذ تعليمات ترامب، والشعب الليبي عايش في ويلات الحروب، لذلك تخطط أمريكا وإردوغان ينفذ وروسيا تراقب، وهذا ما يحدث فى ليبيا. ويبقى سؤالين: هل تستمر الحرب الليبية؟!.. وماهي السيناريوهات المحتملة للمعضلة الليبية ؟!. [caption id="attachment_473687" align="alignnone" width="824"] محسن عثمان[/caption]
أضف تعليق