أحمد صبري شلبي يكتب: سبع حروب وثلاث شمعات

ما هي الدولة التي تستطيع مواجهة تلك الحروب في توقيت زمني واحد؟ 1- حرب الحدود 2- حرب المياه 3- حرب الاقتصاد 4- حرب الطاقة 5- حرب كورونا 6- حرب الفساد والإهمال 7- حرب الوعي أولا حرب الحدود • حدود غربية تمتد لأكثر من 2000 كيلومتر مع دولة مقسمة مفتتة، مركز لتصنيع وتفريخ أعتى عصابات الإرهاب الممولة والمدعومة من نظام أناضولي يداعب خياله وهم الخلافة العثمانية، دولة ينتشر السلاح بكافة أرجائها، الحصول عليه أسهل من الحصول على المواد الغذائية. • حدود شرقية تطل على أهم مجرى ملاحي تجاري بالعالم يشرف على بوابته الجنوبية (مضيق باب المندب) دولة مفتتة في ظل صراع النفوذ الإيراني - السعودي منتهيا بقناة السويس أحد أهم رموز الدولة المصرية اقتصاديا، حدود برية مع (العدو الأزلي الصهيوني، شرايين أنفاق سرطانية، جماعة حمساوية تعلن عدائها الصريح للدولة المصرية ملوحة بشعار الإرهاب الربعاوي)، حدود ممتدة لدول الشام والعراق التي تعاني من التدخل والصراع التركي الإيراني الخليجي الروسي الأوربي الأمريكي الصيني. • حدود جنوبية تمتد لأكثر من 1200 متر مع دولة تعاني من انقسامات وتقسيم، وميراثها السياسي المتعاطف والمنتمي للجماعات الإرهابية لا يمكن التعويل أو الاعتماد عليه. • حدود شمالية بحرية مطلة على أحد أهم مصادر الطاقة الذي يتنافس عليه صاحب الحق والمغتصب، ومعبر للهجرة غير الشرعية. ثانيا حرب المياه حرب تخوضها الدولة المصرية بكافة أجهزتها وقواها الناعمة وغير الناعمة (إذا لزم الأمر)، حرب تمس كل مواطن مصري وتمس حياته. ثالثا حرب الاقتصاد تواجه الدولة المصرية حرب اقتصادية طاحنة، حرب لإعادة إعمار مرافق الدولة وبنيتها التحتية، حرب التصنيع والإنتاج، حرب القضاء على العشوائيات، حرب تطوير الطرق والمواصلات، حرب بناء المدن الجديدة، حرب لإحياء الريف المصري والثورة الزراعية، حرب البطالة وندرة الحرفي الماهر والعمالة الفنية المدربة، حرب الصادرات ضد الواردات، حرب تأمين الغذاء، حرب تنشيط السياحة، حرب تطوير منظومة الصحة والتعليم وحرب تأمين مصادر الطاقة والعملة الأجنبية. بالإضافة لحرب تطوير التسليح الخارجي والداخلي. رابعا حرب الطاقة ترتيب تلك الأحداث التاريخية بمنطقة شرق الأوسط يرسم لنا خريطة الصراع الدائر حاليا بالمنطقة. انتهاء الحرب العالمية الثانية وازدياد الطلب على البترول – توقيع اتفاقية التنقيب على البترول بين السعودية وأمريكا مقابل الحماية الأمريكية – الإطاحة بحكومة مصدق بإيران بعد قراره بتأميم البترول الإيراني – الغزو السوفيتي لأفغانستان وبدء إنتاج جيل مستحدث من الجماعات الإرهابية من خلال ظاهرة (المجاهدين الأفغان) – الحرب العراقية الإيرانية – الحرب الباردة – احتلال العراق للكويت – توقيع اتفاقيات الدفاع بين أمريكا ودول الخليج وإنشاء القواعد العسكرية بالمنطقة – هجمات الحادي عشر من سبتمبر- الاحتلال الأمريكي للعراق – مشروع تصدير الغاز القطري لأوروبا عبر سوريا ثم تركيا – رفض الرئيس السوري بشار الأسد مرور الغاز القطري عبر الأراضي السورية عام 2009 – الربيع العربي – انهيار سوريا – تقسيم الدولة السورية بين تركيا وإيران وروسيا – تسليح ودعم الجماعات الإرهابية - اكتشافات الغاز بالبحر المتوسط – ترسيم الحدود البحرية – النطاعة والبلطجة التركية والإسرائيلية – الطمع الروسي - دعم تركيا لحكومة الوفاق المعادية للدولة المصرية. خامسا حرب كورونا لا يتسع المجال للحديث المطول عن تداعيات وتأثير أزمة كورونا على كافة أوجه حياة المواطن والدولة المصرية، إرادة الله أن يواجه العالم والدولة المصرية تلك الحرب، والتي نرجو الله ونتضرع إليه أن يخفف عنا أثارها. يوما ما سوف تعبر مصر تلك الأزمة بسلام وتكتسب منها المناعة والقوة. سادسا حرب الفساد والإهمال يحمل الجهاز الإداري للدولة المصرية إرثا من الفساد والإهمال يسري داخل معظم الجهات الإدارية للدولة المصرية، حرب متشعبة متعمقة امتدت أثارها للشارع المصري. سابعا حرب الوعي معركة الوعي، الحرب الأخطر التي تواجهها الدولة المصرية لأنها تصيب المواطن (أهم مصادر أي دولة) في تشكيل انتمائه وفهمه لما يحيط به، حرب تتطلب تكاتف جميع أجهزة الدولة للتغلب عليها. حرب يتم من خلالها استخدام أسلحة (التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا) – الثقافة السمعية - الجهل – الشائعات – الإعلام والفن – تصدير الدونية والإحباط والتشاؤم – التحزب الديني والطائفي – التصنيف السياسي - الزيادة السكانية – أمن المعلومات – تشويه الرموز وتزييف الحقائق – رفع قيمة التافه). أخيرا قائمة الصقور المحلقة في فضاء مواقع التواصل الاجتماعي، المخططين لأمن مصر القومي على الفيسبوك. الثلاث شمعات على قدر ما تتحمله الدولة المصرية من تكاليف اقتصادية وبشرية وسياسية واجتماعية على قدر ما تمتلكه مصر من شمعات مضيئة أقوى من كل أعدائها كما علمنا التاريخ. يمكنك معرفة تلك الشمعات من خلال اجابة الثلاث أسئلة التالية. 1- ما تلك العقيدة التي تدفع شاب حاصل على الثانوية العامة (17عام) يتقدم للالتحاق بالكليات العسكرية وكلية الشرطة ويعلم هو (وأسرته) أنه يقدم نفسه مشروع شهيد؟ 2- ماذا يعني صمود وتماسك الطاقم الطبي (جيشنا الأبيض) وهم يقدمون شهدائهم يوميا ؟ 3- لماذا وصف الله مصر في قرآنه بخزائن الأرض؟