إسلام كمال يكتب: لو كنا نريد جمهورية ناهضة

إسلام كمال يكتب: لو كنا نريد جمهورية ناهضةإسلام كمال يكتب: لو كنا نريد جمهورية ناهضة

* عاجل25-6-2020 | 00:20

أتمنى أن تقدم لنا الحكومة كشف حساب احترافي تفصيلي عن طريقة مواجهتها للكورونا،بمبادرة منها،لأنه للأسف لن يطالبها البرلمان أو الإعلام بشئ، وبالطبع لا يمكن إغفال مراكز الدراسات الاستراتيجية في ذلك على قلتها للأسف. أتصور إنه من المهم أن يتناول الكشف كل مناحى الملف الضخم جدا، إدارة الأزمة ومحصلاتها من جميع الزوايا، الاستراتيجية والإدارية والاجرائية والمالية والصحية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والتعليمية والتكنولوجية والمعنوية والشرطية والطيرانية والسياحية، و"دبلوماسية الفيديو كونفرانس والاتصالات التليفونية"، وغيرها. لنعرف ما نجحنا فيه ونسبه، وما فشلنا فيه ونسبه..والتغيرات التى طرأت علينا في كل القطاعات، ما بين سلبية وإيجابية، وتطلعاتنا من خلال المحصلات، فالمحنة كشفت لنا الكثير، ومن الممكن ببعض الاحتراف في التقييم والتعامل، أن نحولها لمنحة. والأهم أيضا أن نعرف هل نحن مستعدون لمواجهة موجة ثانية متوقعة،خاصة إننا لم ننجوا أساسا من ذروة الأولى حتى الآن، لكننا مضطرين لمخاطرة جديدة، لأسباب عدة، والسيناريوهات كلها مطروحة. يجب أن يتم التشريح بالاتجاهين الأفقى والرأسي، ليشمل ردود فعل شرائح ما، وعواقب الأزمة على شرائح ما..فالمجتمع المصري كأى مجتمع تعرض لهذه الأزمة الكارثية حول العالم، ليس هو المجتمع المصري قبلها، ولقد كشفت الأزمة مثلا مدى الوعى الذى لدى المصريين وفق شرائحهم المختلفة، وكشف أيضا مدى استعدادهم للفوضي وترقبهم لأى ارتعاش للدولة، فكان هذا واضحا في ملف الاعتداء على الأراضي الزراعية ومخالفات البناء والجشع المسعور من كل التجار ورجال الأعمال، والذين زادت ملياراتهم أكثر وأكثر خلال هذا الشهور الأربعة، وخاصة في الأدوية والمواد المعقمة والخضروات والفواكه والانترنت والجامعات والمدراس الخاصة، بالإضافة إلى رصد نسب استعداد المصريين للتطور والتغير في مختلف المجالات، والذي أظهروا فيه ردود فعل متطلعة في أمور ومحبطة في أمور أخرى. وأتصور إنه هناك نقاط يجب أن تكون منفصلة بذاتها في تقييم الموقف الشامل المأمول، ومنها الملف الصحى، والملف الاقتصادى بنواحيه المختلفة المعقدة، بتفصيلاته المنوعة من القطاع المصرفي من بنوك وبورصة والميزانية والقروض والسياحة والطيران والاستثمار والاتصالات والانترنت والأدوية والاقتصاد الداخلى وقناة السويس والعقارات وحتى العاملة غير المستقرة ، فهناك قطاعات انهارت تماما ولن تعود قريبا، ، وهذا يؤثر على أرقام الركود والتضخم وعامة في نسبة النمو، بالإضافة إلى الملف الإعلامى والصحفي، ومصير هذا القطاع بعد هذه الأزمة وبالذات الصحف والمجلات الورقية التى إنهارت وتعانى خيارا مصيريا، تمنح فرص جديدة للصحافة الإلكترونية، رغم إصرارى على رأيي في هذا النطاق، والتى طرحته كثيرا من قبل، بالإضافة لملف الإنترنت بكل مشتملاته، والذي يعد القطاع الأكثر استفادة من هذه الكارثة هو والأدوية والمواد المعقمة، وملف التعليم عن بعد، الذى حققنا فيه اختراقا كبيرا، على بعض السلبيات فيه، وكان للتصرفات الشخصية دورا كبيرا فيها كعادة الفهلوة المصرية،ومنها مثلا تعامل أولياء الأمور مع إعداد أبحاث أبنائهم. ويجب أن يكون هناك ملفا خاصا برجال الأعمال، وتقييم مواقفهم خلال الأزمة، الإيجابية والسلبية، خاصة إنه كانت هناك مواقف صادمة من الكثيرين. وملف خاص آخر، وأكثر تعقيداً عن الأبعاد الاستراتيجية لعالم ما بعد الكورونا، بتحدياته المباشرة علينا، من أزمات داخلية، استعرضنا بعضها في سياق النقاش، وإقليمية في مقدمتها ملفات الأزمة الليبية والسد الإثيوبي وصفقة القرن بقصة الضم الاحتلالى الإسرائيلى لأراضي كبيرة في الضفة الغربية، فهو الأكثر إلحاحا الآن، وملف التناحر الغازى، بالإضافة للملفات العالمية ومنها فكرة عالم ما بعد كورونا بإتساعها، وقوة التحالفات الإقليمية والدولية بعد تراجعها أمام الأزمة العالمية، وعلاقتنا بالقوى المختلفة من الصين وروسيا وأمريكا وأوربا وإفريقيا والعرب، ومدى استعداد الجهات المعنية المصرية لكل هذه الملفات بسيناريوهاتها المختلفة. ملف ضخم جدا وعنقودى معقد، استعراضه في حد ذاته،كان مجهدا،رغم عدم كونه تفصيليا،فما بالكم بإنجازه، وفق المأمول .. لكن يجب عدم تمريره، لو كنا نريد بناء جمهورية جديدة أكثر تطورا بحق.
    أضف تعليق

    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2