إبراهيم رضوان يكتب: رجال على الطريق

إبراهيم رضوان يكتب: رجال على الطريقإبراهيم رضوان يكتب: رجال على الطريق

* عاجل24-7-2020 | 18:45

نسمع دوما عن نساء وفتيات يعملن في الدعارة وبيع الأجساد ، ولكن أن يعمل رجال وشباب في هذه المهنة فهذا شئ غريب وصدقته بصعوبة ومازلت أضرب كف بكف على هذه الدنيا وأحوالها. والقصة تبدأ عندما قابلت عدد من الشباب في المقهى ، ودار نقاش بيننا عن طبيعة عملهم ، خاصة وأنهم يبدو عليهم مظاهر الصحة والثراء، فقالوا لي نعمل بوظيفة "الفونسو" ، لم أفهم كلامهم في البداية ، وقلت لهم ما معنى "الفونسو" هل هي وظيفة جديدة في البورصة ؟ فضج الشباب بالضحك وكأنني من كوكب تاني ، وشرحوا لي معنى كلمة "الفونسو" ، فقالوا لي العجب العجاب ، قالوا لي أنها وظيفة مربحة جدا ، وبدأ الشباب يمتهنها ، وهذه الوظيفة لا تكون إلا ليلا ، وتتطلب مواصفات خاصة من حيث القوة الجسدية والهندام ، حيث تبدأ بنزول الشباب وقت المغرب والوقوف في اماكن معينة في القاهرة أو الإسكندرية ، وتأتي سيارات النساء وتلتقطهم بعد المعاينة ..! قلت لهم صارخا ، يعني تمارسون الدعارة ، فقالوا :" لا نسميها دعارة ، بل ترفيه ، حيث تأتي الزبونة فتختار منا من تشاء ويركب معها ويقضيا الليلة سويا مقابل مبلغ مالي يقبضه الشاب، وهكذا كل ليلة ، وتختلف "الأجرة " بين المصرية والخليجية والأجنبية ، إلا أنهم يميلون الي الإجنبيات والخليجيات. قلت لهم مندهشا: "هل هذه الوظيفة هنا في مصر" ، قالوا : نعم وفي كل الدنيا ، وبيوت كثيرة مفتوحة منها ، بل هناك شباب من أسر محترمة يمارس هذه المهنة بكل أريحية ، ومادام لا يرتكبون جريمة وبرضا جميع الأطراف فلما لا.! تركت هؤلاء الشباب يخططون لقضاء ليلتهم ، وخرجت أجر قدمي جرا ، وقد جرى خيل الأفكار السوداء بي في كل مضمار ، متسائلا ماهذا الذي يحدث ، وهل هذا موجود حقا ، وكيف يفكر هؤلاء ، وهل الجري وراء المال أصبح هكذا ببيع أي شئ ، وتذكرت هؤلاء الجنود المرابطين على الحدود لحمايتنا وما يقومون به من جليل الأعمال. هذه السلوكيات الغريبة على مجتمعنا يجب وقفها فورا ، والتصدى لها ، يجب أن ينتفض المجتمع بأكمله ، يجب أن تعي الأسرة دورها جيدا ، يجب أن تعود المدرسة مكان للتربية والمعلم مثالا وقدوة ، هذه ليست مصر ، وهؤلاء ليسوا المصريين. وللحديث بقية.
    أضف تعليق

    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2