رجب الشرنوبي يكتب: ثوابت مصر السياسية.. تنال تقدير المجتمع الدولي

رجب الشرنوبي يكتب: ثوابت مصر السياسية.. تنال تقدير المجتمع الدوليرجب الشرنوبي يكتب: ثوابت مصر السياسية.. تنال تقدير المجتمع الدولي
الدولة الوطنية.. إمكانية التعايش السلمي والاعتدال.. حوار الحضارات ومكافحة الإرهاب بشتي صوره وأشكاله.. أهم السمات الرئيسية التي تُميز طبيعة السياسة في مصر منذ ست سنوات.. المتعمق في قراءة مابين سطور السياسة المصرية خلال السنوات الماضية.. سيكتشف بسهولة أن مصر تنطلق من خلال قناعات ورؤي خاصة.. دائماً ماتُغلف هذه الرؤي المختلفة بغلاف من مباديء مصر الإنسانية.. مصر التي تضرب في جذور التاريخ وأمتلكت حق صناعته لثمانية آلاف عام. هذه القناعات والمباديء هي التي دفعت مصر لإتخاذ مواقف ظلت لبعض الوقت غائبة عن أعين الكثيرين..بقيت عدة أعوام تدق ناقوس الخطر وتحارب بمفردها ..حتي تيقن العالم من حقيقة وجود عدواً يفتقد لأدني قيم الحياة والإنسانية يسمي بالإرهاب الأسود. عندما فاحت رائحة الموت بشوارع وميادين مدريد ولندن وباريس وبرلين وروما وغيرها.. تأكد العالم من صدق الرواية المصرية وبدأت أُطر التعاون والتضامن الدولي في مواجهه هذا العدو الخبيث. مصر التي أنشأت أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط إلي جانب أكبر مساجدها علي أرض العاصمة الإدارية الجديدة..ضاربة بذلك أروع الأمثلة في إمكانية التعايش السلمي بين أبناء الشعب الواحد من المسلمين والأقباط في جواً من الإخاء والإعتدال. مؤتمرات شباب العالم التي أقامتها مصر لأكثر من مره علي أرض مدينة السلام"شرم الشيخ" بهذا التنوع من الثقافات وبهذه الإعداد الكبيرة أعطت الجميع خاصة الأجيال الحالية من شباب وفتيات العالم أنطباعاً جيداً لإمكانية الإنفتاح والحوار والتعايش المشترك. موقف مصر من الأحداث في سوريا والعراق واليمن وليبيا والكثير من الدول الأفريقية ورفض مصر للتعنت الإسرائيلي في القضية الفلسطينية.. يؤكد دعم مصر وإنحيازها لمفهوم الدولة الوطنية وتقليل التدخل الخارجي في الشئون الداخلية للدول . هذه السياسة الهادئة المنفتحة والمعتدلة أعطت مصر إمكانية البناء لعلاقات وشراكات متنوعة ومتميزة مع كل الأقطاب الفاعلة في منظومة العمل الدولي..لتكون في موقف يتناسب مع عمقها التاريخي والحضاري علي خريطة السياسة الدولية. هذه المكانة الدولية وهذا الإنفتاح علي العالم كان سبباً مباشراً لعقد الكثير من الشراكات الإقتصادية..التي ساعدت كثيراً الإقتصاد علي التحرك والصمود في وجه العديد من المصاعب والأزمات بعدما كان علي حافة الإنهيار..لم يعد خافيًا علي أحد ماأنجزته مصر من مشروعات قومية علي مدار السنوات الست الماضية..قدرة مصر علي التصدي لتداعيات فيروس كيوفيد 19"كورونا" بهذا الثبات لم تكن وليدة يوم وليلة بل كانت حصاد لعمل شاق وجاد إستمر علي مدار سنوات. أيضاً لم يعد خافياً قيمة ووزن رؤي مصر السياسية في العديد من الملفات..هذا الوزن كان سبباً مباشرًا مثلاً في الحفاظ علي التوازن الموجود في الملف الليبي والوقوف في وجه التنظيم الدولي للأخوان وأوردوغان وطموحاته المريضة في هذه القضية إلي الآن. حتي في ملف سد النهضة كان التقدير الدولي حليفاً لمصر و الصادر عن المؤسسات الدولية"مجلس الأمن" وكذلك القارية"الإتحاد الأفريقي" وراء رفض أي إجراء أحادي لملأ السد دون إتفاق..بصرف النظر عن التراشق والإستهلاك الإعلامي الأثيوبي في الأيام الأخيرة ..الذي يرغب أبي أحمد في إستثماره لتحقيق مكاسب داخليةيضمن بها إستمراره في حكم أثيوبيا. نظرةً سريعةً علي الماضي القريب بعد أحداث يناير وفترة حكم الأخوان..سنعرف جيداً كيف كانت صورة مصر التي تبعثرت هنا وهناك..سنعرف كيف جُمِعَ هذا الشتات الذي تبقي منها وكيف أصبحت الصورة في أعين العالم الآن.
أضف تعليق

إعلان آراك 2