إسلام كمال يكتب: في ذكرى الاحتلال الصدامى للكويت!

إسلام كمال يكتب: في ذكرى الاحتلال الصدامى للكويت!إسلام كمال يكتب: في ذكرى الاحتلال الصدامى للكويت!

* عاجل2-8-2020 | 13:17

٢-٨-١٩٩٠, واحد من أسود أيام الأمة العربية في العصر المعاصر، حينما تم الغزو الصدامى للكويت الذي مهدت له أمريكا، وواقعة اختفاء السفيرة الأمريكية بالعراق وقتها، التى أمرت صدام باحتلال الكويت، ثم اختفت فعليا، دليل كبير يقف أمامه التاريخ! عرضت على حسابي على الفيس بوك، عددا كبيرا من الصور التى عكست معاناة الكويتيين بعد الغزو الصدامى، والفوضي والخراب الذي غطى الكويت، ليس لشئ، سوى لنتذكر هذا الحدث الجلل، الذي قصم ظهور العرب، ومهد لإنهيار كل الأمة العربية، التي كانت وجيعتها واحدة، وهى قضية الصراع العربي الإسرائيلي، ثم أصبحت لديها العديد والعديد من الملفات المعقدة، منها ذات البعد الصهيونى وذات البعد الفارسي وذات البعد العثمانلى!..وذات البعد المتشابك! لا يهمنى هؤلاء المولولين، الذين تناسوا دور مصر والمصريين، عندما هربوا لها، وكانت ملاذهم الأول، لا تركيا ولا قطر، التى ينفذون تعليماتهما ويسايرون أجواء الخيانة والعداونية التى يهيجونها في الشارع والكواليس بالكويت، ويروجون لها عبر هاشتاجات توتير في غياب كبيرهم لأسباب صحية في الولايات المتحدة .. فقط نضع النقاط فوق الحروف، ونقول لمن لا يعرف اعرف، ونذكرهم بإنهم منعوا المصريين بتحريضات مفضوحة، وأبقوا على المعلمين والمهندسين المصريين لتغطية نقاط ضعفهم، الذي يدعمهم فيها المصريون كالعادة ! ولمن تناسي، كان لمصر دورا كبيرا قبل وبعد الغزو العراقي للكويت، حيث حاولت القيادة السياسية المصرية وقتها منع الغزو، وذهب الرئيس الراحل مبارك لبغداد، وحاول إقناع صدام، الذي كان أمره وحرضه الأمريكان قبل أن يختفوا، وكرر على مسامع صدام أن هذا الحدث سيقصم الأمة العربية، وسيدفع الكل فاتورته، التى ستكون باهظة وموجعة، لكن صدام كان مصرا، وحمل الكويتيين مسئولية تدهور الأوضاع، وبعد عودة مبارك للقاهرة بساعات كان الغزو، فكانت مصر أول معارضة لهذه المغامرة المجنونة التى أضاعت العرب، وحمت الكويتيين وأوتهم، ولم تعاملهم كلاجئين كما فعل البعض، والآن عندما نتذكر ذلك، ردا على بعض الحملات والقرارات العدائية ضد المصريين في الكويت، يقولون لنا إنكم قبضت المقابل! وظهرت دويلة قطرائيل العميلة، بالذات مع طلب السعودية خروج القاعدة الأمريكية بالمنطقة من أرضها، بعد سقوط بغداد، فكانت قاعدة العديدة، وأصلت الأسرة الأميرية القطرائيلية الخائنة بدورها العديد من الأزمات، وإستمرت القلاقل في العراق باعثا على تصدير الأزمات للنقاط العربية الأخرى، بعد سقوط بغداد. وكانت أبرزها سوريا واليمن ولبنان، وكانت مصر في حالة استهداف منوع، وهناك بيئات متوفرة للضرب في الداخل، وفجأة تبلورت الأزمات بشكل كبير في اليمن، مع نجاح الفرس وعملائهم من الإخوان وغيرهم، في تخليق الحوثيين وإخراجهم من الجبال للمدن بأقوى الأسلحة والخيانات. وكانت الإنطلاقات العميلة لما أسموه بالربيع العربي، فإنهارت العديد من الأنظمة كورق الدينامو، من تونس ومصر وحتى ليبيا واليمن وسوريا، وأستمر الانهيار، لكننا وقفنا ضد المخطط في ثورة يوينو، ولازلنا نعاقب عليها حتى الآن! لكن كانت هناك موجة ثانية للفيروس الأناركى المسمى الربيع العربي، بسبب الأنظمة الديكتاتورية والإخوانية، فسقطت الأنظمة الجزائرية والسودانية، وفي ظل هذه الأجواء المختلطة بين المبشرة والكئيبة تنوعت التحديات ويتكالب الأعداء على مصر وعلى أطلال الأمة العربية، لكننا باقين وصامدين. بعد هذا السرد السريع لأحداث معقدة للغاية غيرت تاريخنا وقضيت فعليا على الأمة العربية، كان من المفارقات المخطط لها، أن تعلو أصوات العدائية من الكويت التى قدنا عملية تحريرها بدون نقطة دم من الأخوة العراقيين، والغريب أن هذه العدائية الكويتية تتم وسط صمت بعض الأطراف العربية المحركة، والحجة إن الكويت تميل إلى المعسكر القطرائيلى العمانى التركى المغربي في مواجهة ما يسمى بمعسكر المقاطعة العربية لقطرائيل، كما هناك أيضا صمت عربي عن أزمة السد الإثيوبي. قائمة كبيرة جدا من التهديدات والتحديات التى تحاصر مصر، وهناك توقعات بإنهيار حتى أطلال الأمة العربية، والتى انقسمت بين معسكر خائن معادى ومعسكر مائع ومعسكر محايد ومعسكر داعم فقط في بعض الملفات، فلا كلمة واحدة تستطيع أن تصل لها الآن بين العرب، لكننا قادرين على مواجهة كل التحديات على تعقدها الاستثنائي، طالما كلنا يد واحد بجبهتنا الداخلية، في مواجهة هذا الواقع الصعب جدا، الذي تنفذه إسرائيل، المروجة لمهادنتنا، بإصرار كبير جدا، لأنها تدرك إنها مهما فعلت في الأمة العربية، ومصر باقية، فكأنها لم تفعل شيئا!
    أضف تعليق

    إعلان آراك 2