أحمد جمال البنا يكتب: الفكرة لاتقتلها ..إلا فكرة!

أحمد جمال البنا يكتب: الفكرة لاتقتلها ..إلا فكرة!أحمد جمال البنا يكتب: الفكرة لاتقتلها ..إلا فكرة!

* عاجل6-8-2020 | 11:52

لم تكن أفكار الجماعات المتطرفة وليدة اللحظة أو وليدة هذا الزمان ، وإنما ظهرت هذه الأفكار بشكل مختلف فى بداية القرن الأول الهجرى بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بفترة وجيزة ، وفى وجود أصحابه ، ذلك أنهم تركوا السبيل الصحيح للتعلم وانطلقوا يبحثون بعقولهم القاصرة فى كتاب الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا رجوع للمنهجية العلمية فى التفكير واستخراج الأحكام الشرعية وبالتالى وقعوا فيما وقع فيه خوارج اليوم . وأول طائفة خرجت بتلك المفاهيم الخارجة عن صحيح الإسلام هى ما سميت بالخوارج الذين خرجوا على سيدنا عثمان بن عفان خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبدأت فى نشر أفكارها العقيمة مما أدى إلى وقوع القتال وحمل السلاح بين المسلمين .. وهذا ما نراه اليوم ، قد خرجت طوائف وتيارات تلبس ثياب الدين ، شطحت بأفكارها وخرجت عن صحيح الإسلام ورفعوا السلام فى وجه المسلمين وغير المسلمين وألقوا عليهم تهمة التكفير بلا فهم ولا حكمة . ولكن السؤال الذى ينبغى أن نطرحه .. ما هو الحل لعلاج تلك الظاهرة المشينة ؟ إن الدولة المصرية قد حملت على عاتقها مواجهة التيارات الدينية الفاسدة والجماعات المتطرفة وذلك تحت شعار مواجهة ظاهرة الإرهاب ، وهذا جهد عظيم بذل فيه الكثير دماءهم وأرواحهم فى سلبيه ويا له من شرف قال فيه النبى صلى الله عليه وسلم لمن حارب هؤلاء الخوارج : " طوبى لمن قتلهم وقتلوه " ، ولكن دعونا نطرح سؤالاً .. ما هو الدافع لإنسان أن يرفع السلاح فى وجه أخيه ؟ لا شك أن هناك العديد من الدوافع لهذا الأمر منها أن تكون تلك الجماعات تدفع بالأموال الطائلة فى سبيل خروج هؤلاء الشباب حاملين السلاح فى وجه إخوانهم ، فربما وُعد الشاب بالمزيد من المال أو الزواج أو غير ذلك من المكاسب المادية التى يحتاجها كل الشباب . ولكن الكثير منهم يفعل ذلك إيماناً وعقيدة ، أى أنه مقتنع تماماً بما يفعله ، وقد صُور له أنه إذا قتل فسوف تستقبله الحور العين فى الجنة ، وأنه يفعل ذلك خدمة لدين الله وإعلاءً لكلمة لا إله إلا الله ، وغير ذلك من الأمنيات .. ومن شواهد التاريخ والمستقر عقلياً أن لا يدحض الفكر إلا الفكر ، ونرى ذلك واضحاً جلياً من مناقشات الصحابى الجليل عبد الله بن العباس مع الخوارج أيام سيدنا على رضى الله عنه ، والذى رجع بثلثى العدد الذى خرج عليه ، رجعوا إلى صوابهم ورُدت إليهم عقولهم ، ومادام هؤلاء يقدمون على تلك الأفعال فى سبيل عقيدة وأفكار ، فلابد لنا من مواجهة تلك الأفكار بالقلم والفكر أيضاً . نعم .. إن الحل الأمنى أمر هام عاجل يسيطر على الأحداث الجارية ويمنع حدوث الكثير منها ويدحض مخططات عديدة يقام بها ، وإنما مواجهة الفكر بالفكر تمنع اصطياد هؤلاء الشباب فى المستقبل ، وتقلل من أعداد الذين يعتنقون تلك الأفكار ولا شك . إن الوعى والفهم عن الله ورسوله وفهم مقاصد الشريعة العظيمة والأدلة القرآنية والنبوية وفهم كيفية استخراجها ، كل ذلك يعتبر حصناً لمنع انتشار تلك الأفكار .. ولذلك ندعو أن يركز العلماء والدعاة والقواعد الإعلامية على مجابهة تلك الأفكار بالأفكار الصحيحة والتى يجهلها الكثير من الناس ، وعلينا أن نضعها نصب أعينهم وبين أيديهم وأن نستخرجها من كتب العلماء الكبار ونذللها ونبسطها كى يسهل على الناس فهمها وقراءتها .. إننى أرى أن هذا ليس أمراً ثانوياً أو فرعياً ، وإنما أمر محورى شديد الأهمية والخطورة لردع هذه الجماعات التى تتخذ أفكاراً دينية خاطئة ثياباً يتسترون وراءه لتنفيذ المخططات الخارجية لهدم الأمة .
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2