طارق متولى يكتب: ألف مبروك

طارق متولى يكتب: ألف مبروكطارق متولى يكتب: ألف مبروك

* عاجل10-8-2020 | 13:50

الف مبروك بارك الله فيكم وبارك عليكم مبارك النجاح مبارك الزواج هذه العبارات تتردد فى الأعياد والمناسبات المختلفة وساعة النجاح والنجاح اجمل شعور يعيشه الإنسان عندما يكلل مجهوده وتعبه بالنجاح وتحقيق ما يصبو إليه ' كل هذه العبارات مستمدة من مصدر واحد وهو البركة والفعل بارك وبرك اى استقر وثبت. وليتنا عندما نتلفظ بلفظ المباركة ونبارك لبعضنا البعض نستشعر معنى هذه الكلمة فالبركة هى طلب الزيادة والنماء والثبوت والديمومة وهو فعل خفى لا يسند إلا لله سبحانه وتعالى فهو الذى يبارك فى الأشياء والأشخاص والأحداث ويزيدها خير ومنفعة باكثر ما هو ظاهر حسيا فيها فقد يكون الطعام قليل ولكنه بفعل البركة يكفى ويفيض. وعلى العكس إذا نزعت البركة قلت الأشياء رغم كثرتها فتجد الطعام كثير ولكنه لايكفى. ولما كان فعل البركة من الله سبحانه وتعالى ولا يأتى من أحد غيره كان من الطبيعى أن يرتبط هذا الفعل وهذه البركة بطاعة الله عز وجل والإستقامة على طريقه. فى الآية كريمة من آيات القرءان الكريم يقول المولى عز وجل وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ الاعراف 96. نحن نشتكى هذه الأيام من قلة الوقت وتسارع الأيام فنجد اليوم يمر سريعا والاسبوع والشهر والسنة على الرغم من أن الوقت هو هو منذ بداية الخلق لكنه لم يعد يكفى نشاطنا كما كان مع أسلافنا ولو دققنا فى هذه الظاهرة لعرفنا أن السبب وراء ذلك هو نزع البركة من أوقاتنا نحن وليس من الوقت الثابت والزمن المخلوق. عندما دخل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بعد الهجرة كانوا فقراء بل كانت المدينة نفسها جرداء قاحلة شديدة الحرارة مليئة بالأوبئة فلما نزلها الرسول صلى الله عليه وسلم ودعا الله بالبركة واستقام الصحابة رضوان الله عليهم على طاعة الله وطاعة رسوله ظهر النماء وكثر المال وتحسن الطقس ولقبت بطيبة لطيب هواءها. كل هذا بفعل البركة من الله سبحانه وتعالى. التى لا يحدها حد ولا تقتصر على شىء فهى فى كل شىء فى المال والصحة والطعام والشراب والوقت والعمر والولد والعمل والكلمة والنوم واليقظة لا يوجد شىء فى الحياة إلا وتؤثر فيه البركة إذا وجدت وإذا نزعت والعياذ بالله يفسد كل شىء ويتعثر الإنسان. والطيبون الصالحون من الناس تحل بهم البركة على من حولهم ' على أسرهم وعلى مجتمعهم ففى قصة الغلامين اليتيمين فى سورة الكهف فى القرءان الكريم نجد أن الله حفظ للغلامين كنز لهما عندما أقام سيدنا الخضر عليه السلام الجدار الذى كاد أن ينهار حتى يكبرا ويستطيعا استخراج الكنز بسبب أن ابوهما كان صالحا. ( وَأَمَّا ٱلْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَٰمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِى ٱلْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُۥ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَٰلِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُۥ عَنْ أَمْرِى ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ) الكهف ٨٢. فنجاح الأبناء وحفظهم هو حصيلة البركة فى المال والجهد والتربية والتعليم. قد لا يتصور البعض الأهمية الكبرى للبركة لأنها كما قلنا من قبل ليست ملموسة فى حد ذاتها ولكنها موجودة بالفعل فى كل شىء بدليل أننا عندما نرى الخير الوفير نقول حلت البركة لأنه فى الحقيقة اذا حلت البركة من الله سبحانه وتعالى يحل معها كل خير وتطيب الحياة ويتحقق النجاح.
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2