رجب الشرنوبي يكتب: الشعب المصري لن يلدغ مرتين

يتوجه أعضاء جمعية الناخبين بعد سويعات قليلة إلي مقر لجانهم الإنتخابية للإدلاء بأصواتهم في بطاقات إبداء الرأي الخاصة بإختيار  أعضاء مجلس الشيوخ القادم في ثوبه الجديد..رغم أن المشاهدات  الأولية لحالة الشارع السياسي ربما تعطي إنطباعاً أولياً يشير إلي حالة من الهدوء النسبي..ربما ترجع تلك الحالة إلي  فشل أكثر من مائة حزب سياسي بإستثناء عدد قليل منهم في التفاعل والتواجد  الحقيقي بين المواطنين خصوصاً من فئة الشباب وأسباب أخري كثيرة. غداً وبعد غداً بإذن الله سيقبل المصريين علي صناديق الإقتراع وكما عهدناهم يلبون نداء الوطن كلما شعروا أن مصر تناديهم،يعلم معظم المصريون حجم التحديات التي تحيط بالوطن خاصةً وبالمنطقة عامةً،لذلك سيشاركون وبوطنيتهم المعهودة  لدعم إستقرار وطنهم وقيادتهم في مواجهة هذه التحديات والمخاطر التي تتربص بهم وبمستقبل أبنائهم. هذا الإستحقاق الدستوري سيكون إختباراً قوياً للأحزاب ومدي قدرتها  علي حشد الناخبين.. وسيعطي إنطباعاً مبدئياً حقيقياً عن حجم التواجد الفعلي لكل حزب من هذه الأحزاب علي الأرض وبين الجمهور..سيكون فرصة مناسبة لكل الأحزاب لإعادة تقييم وضعها وإكتشاف نقاط قوتها وضعفها وإعداد العدة لما هو آت من إستحقاقات أخري قادمة.. سواء فيما يخص مجلس النواب القادم أو إنتخابات المحليات القادمة..كما سيمنح الشارع فرصة لتقييم كل من يطلبون وده ويسعون إلي كسب رضاء المواطنين كلما أقتضت الضرورة ذلك. يعتقد البعض أنه بإمكان التكتل الذي يقوده حزب "مستقبل وطن" أن يحصل علي الأغلبية داخل مجلس الشيوخ القادم..ربماًيكون ذلك ممكناً خصوصاً أن الحزب حقق بعض التواجد الملموس في الفترة الأخيرة والتي صاحبها  بعض التعديلات داخل جدرانه وبين قياداته الأولي والمتوسطة وإن كنت أعتقد أن أمر هذه الأغلبية لا زال غير محسوم. خصوصاً في ظل وجود مائة مقعد سيحسم أمرها المرشحين المستقلين،علاوة علي مائة مقعد أخري يتولي أمرها سلطة فخامة الرئيس السيسي رئيس الجمهورية،سلطة منحتها  إياه مواد الدستور لتعويض النقص من الخبرات المتخصصة التي قد يحتاجها العمل داخل أروقة المجلس ولا تفرزها العملية الإنتخابية وكذلك لتعويض  النقص الذي قد يطرأ علي بعض الفئات الأخري. سيتوجه الناخبون إلي مقرات اللجان الثلاثاء والأربعاء وهم أكثر حصافة وأكثر خبرة في التقييم والأختيار،ولن تنطلي عليهم كل الحيل والألاعيب التي تعود علي إستخدامها محترفوا الحملات الإنتخابية،سواء كانوا ممن يبحثون علي مصالحهم الخاصة أو ممن ينتمون لإتجاهات فكرية بعينها ويلبسون نفس العباءاة التي لبسها غيرهم قبل ذلك. دفع الشعب ثمن ذلك الإختيارات الخاطئة باهظاً من قوته وأرواح أبناءه علي مدار سنوات ،ستفشل كل هذه المحاولات الخبيثة وسينجح المصريين في الدفاع عن إرادتهم الحرة ودعمهم لوطنهم وقيادتهم السياسية في معركة البناء والدفاع عن وجودهم وهويتهم،حتي لو حاول المغرضون وأعداء الوطن التخطيط لغير ذلك وبث روح الفتنة واليأس بين صفوف المصريين..سينجح المصريون وستبقي مصر خالدة إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها.