في ذكرى رحيله التاسع ... نظرات حول حياة الدكتور عبدالوهاب المسيرى فكراً و نضالاً

في ذكرى رحيله التاسع ... نظرات حول حياة الدكتور عبدالوهاب المسيرى فكراً و نضالاًفي ذكرى رحيله التاسع ... نظرات حول حياة الدكتور عبدالوهاب المسيرى فكراً و نضالاً

* عاجل4-7-2017 | 18:47

كتب: الربيع الرحيمة إسماعيل* في الثالث من يوليو للعام ثمانية و ألفين رحل عن دنيانا المفكر و عالم الإجتماع المصري الدكتور عبد الوهاب محمد المسيري . كان منذ صغره باحثا فى الأفكار، عاشقا للقراءة و صاحب عقلية متسائلة، كما أمضى حياته مهموما بالنضال بدءا من تظاهره ضد الاحتلال الإنجليزى وحتى رفضه لسياسات النظام الحاكم و أدى ذلك لاعتقاله أكثر من مرة . كان مهموما بالفكر ، و بالفكر ألهم مريديه ، فكان يرى أن الإذعان والقبول بالأمر الواقع هما جوهر الجمود والرجعية ، و أن المثقف الذي لا يترجم فكره إلى فعل لا يستحق لقب المثقف . " أنا كمثقف لا أملك سوى رؤيتى وأفكارى وكلماتى لا يمكننى التهاون فيها إذ لو فعلت غير ذلك ، فماذا يتبقى لى ؟ " يرى البعض تشابهاً في فكر المسيري مع الأستاذ /علي عزت بيجوفيتش و هذا يبدو جلياً لا سيم في إطروحة " ثنائية الإنسان و الطبيعة " و التي يطرحها المسيري بالصورة التالية : " الإنسان هو أكرم وأعلى المخلوقات. يشترك الإنسان مع باقي المخلوقات في العديد من الصفات الحياتية، وحتى على المستوى التشريحي والفسيولوجي والجيني، ولكنه يختلف بشكل كبير على المستوى العقلي والإدراكي. يمكن القول أن الإنسان يعيش في الطبيعة، ولكنه منفصل عنها، فهو بروحه وعقله يستطيع أن يتجاوز الطبيعة المادية وكأنه ينظر إليها من الخارج! و ربما الحديث عن حياة مفكر، كـ عبدالوهاب المسيري، لا يسعه مقال واحد إذ هناك العشرات من الدراسات عنه و عن كتاباته ، و التي استوقفني بها، أي كتاباته، احترام البعد الفكري و التحليل للوقائع ، فكتاباته ليست زخما معلوماتياً بذكر التاريخ و الوقائع و إنما تحليل هذه الوقائع، و يقول هو نفسه عن ذلكـ" و إنما لنطرح في الدرجة الأولى منهجــاً لرصــد الواقع و طريقةً في التفكـير، إذ ما يهم ليس كم الحقائق الذي يحشـــد وإنما طريقة النظر فيها و تحليـلها " ثم تجــد و كأنه متفــرداً عن مفكــري العرب عموماً من خلال نظرته في التصـــنيف العربي واصــفاً إياه " بالفكـر المضـــموني الذي يصـــنف من الخـارج ، دون أن يصــــل إلى الوحــدة الداخلية " . إن المفـكر عبدالوهاب المســـيري عقلية متفردة و فذة ، قَل أن توجـد في أي زمان . من أهم مؤلفاته : موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية : نموذج تفسيري جديد (ثمانية مجلدات، دار الشروق، القاهرة 1999). * الفلسفة المادية و تفكيك الإنسان " دار الفكر 2002 و كتابه الرائع رحلتي الفكرية في البذور و الجذور و الثمر " سيرة ذاتية غير موضوعية " . * كاتب المقال: سودانى الجنسية – يدرس بكلية الهندسة قسم الاتصالات – بجامعة جواهر لال نهرو التكنولولجية – بالهند … مهتم بقضــايا الفكر والثقافة. ويسعى لإيقاد شعلة النهضـة فى أمته بسلاح القلم ونور المعـرفة كما يقول فى تعريفه لنفسه. [gallery type="slideshow" columns="1" size="medium" ids="50608"]
    أضف تعليق

    إعلان آراك 2