بالوثائق|| كيف يعمل سماسرة التجنيد والاستقطاب في التنظيمات التكفيرية؟

بالوثائق|| كيف يعمل سماسرة التجنيد والاستقطاب في التنظيمات التكفيرية؟بالوثائق|| كيف يعمل سماسرة التجنيد والاستقطاب في التنظيمات التكفيرية؟

* عاجل16-8-2020 | 16:05

تقرير يكتبه : عمرو فاروق تعتمد تنظيمات السلفية الجهادية مثل القاعدة، وداعش، على سياسة الاستقطاب والتجنيد لضم العناصر الجديدة داخل صفوفها، بما يضمن لها حيوية الإستمرار والبقاء، من انتشار الأتباع والمريدين، ونشر وتوغل أفكارها وتوجهاتها في مفاصل المؤسسات والكيانات بمختلف المجتعات العربية. غالبية تيارات السلفية الجهادية التي خرجت من رحم جماعة الإخوان والفكر القطبي، تعتمد على وثيقة غاية في الأهمية، وضع سطورها المرجع التفكيري أبو عبيدة عبد الله العدم، أحد المرجعيات الشرعية للتنظيم التكفيرية . حدد المرجع التكفيري عددا من الخطوات والشروط لاستقطاب العناصر الجديدة داخل التنظيم في وثيقته بهدف خداعهم والتأثير عل أفكارهم وآرائهم، ومن ثم يسهل توظيفهم واستخدامهم في مختلف الانشطة الخاصة بالتنظيمات التكفيرية، وتنفيذها من خلال الخلايا السرية أو النائمة . كانت أولي تلك الخطوات والمراحلة التمهيدية لاستقطاب العناصر ووقوعها في شباك ومخطط تلك الكيانات التكفيرية المسلحة هي"مرحلة الملاحظة والفرز": وتعني الاختيار الدقيق للنموذج البشري المراد تجنيده واستقطابه، ومطابقات مواصفاته وسلوكياته الشخصية مع الشروط المحددة سلفا من قبل التنظيم، من حيث قدرته على السمع والطاعة والانقياد والانصياع للقيادات، والتمتع بالسرية والتكتم، والقدرة على الاحتفاظ بالمعلومات، والرغبة في الاحتياج المادي. بينما تأتي ثاني مراحل الاستقطاب والتجنيد لدى تنظيمات السلفية الجهادية، وفي "مرحلة التحري وجمع المعلومات": وهي مرحلة معنية بجمع المعلومات والتفاصيل الدقيقة عن العناصر الجديدة، وتشمل قناعاتهم الفكرية والسياسية، وتصورهم عن فكرة إقامة دولة الخلافة الإسلامية، وفهمهم لقضية المجتمع المسلم، وتطبيق الشريعة، ورؤيتهم حول الجهاد، والديمقراطية، ومدى ايمانهم بتطبيق الحدود والعمل التنظيمي والجماعي. ومعرفة ما إذا كانت هذا العناصر سبق لهم الإنتماء لأية حركة أو كيان تنظيمي من قبل؟، ومعرفة ما إذ كانوا تعاملوا مع أجهزة أمنية من قبل؟، أو لهم أقرباء داخل الأجهزة الأمنية؟، والتحري عن أفراد عائلتهم وأسرهم بتفصيل؟. وحدت الوثيقة التكفيرية ضرورة أن تكون العناصر المستهدفة خارج دائرة الانتماء للتيار الشيوعي أو الناصري أو القومي، ويفضل أن يكون الاختيار من داخل الدوائر المحيط بالمساجد، أو المنخرطين بالوسط الإسلامي كالتيار السلفي، لسهولة التأثير عليهم واستقطابهم لصفوف الخلية أو الجماعة. وأوضح المرجع التكفيري في وثيقته، أن المرحلة الثالثة في عملية الاستقطاب والتجنيد، هي "مرحلة إقامة العلاقات": حيث أشارت الوثيقة إلى أنه بعد انطباق الشروط والتأكد من سلامة المعلومات الخاصة بالعناصر الجديدة، تأتي مرحلة إقامة العلاقات وثوثيقها بين العناصر الجديدة وبين أفراد التنظيم المعنيين بعملية الاستقطاب والتجنيد، بحيث تكون جاهزة لتلقي ما يملى عليها دون نقاش أوجدال تمهيدا لضمهم لصفوف الخلية المرادة تفعلها داخل نطاق وحدود الدولة. كما بينت الوثيقة أن الزواج بأحد نساء التنظيم عاملا مهما في توثيق الترابط بين الكيان والعنصر الجديد، فيسهل استدراجه وربطه بالعمل التنظيمي، والعمل على تغيير وعيه وفكره وتوحيد وجهات النظر، وفقا لرؤية التنظيم وأهدافه ووسائله في الوصول لغايته في الجهاد المسلح. بينما صورت الوثيقة المرحلة الرابعة تحت عنوان "عملية التوظيف": وهي مرحلة وضع العناصر الجديدة في نطاق الاستفادة من إمكانياتهم السلوكية والبدنية والنفسية، فوفقا للوثيقة يتم تسكينهم في العمل العسكري، أو العمل الميداني، أو في مجال الإعلام الجهادي والتنظيمي، أو في خلايا نقل الرسائل والسلاح، أو في خلايا جمع المعلومات وغيرها من الدوائر والخلايا المختلفة داخل الكيان التنظيمي. وتطرقت الوثيقة التكفيرية، إلى أن العناصر داخل التنظيم ينقسم تواجدهم وفقا لمعيار السرية والعلانية والدور المحدد لهم سلفا. فبينت أنه لا يمكن بحال أن يتم كشف أفراد وعناصر التنظيم بالكامل تحت مسمى العمل المعلن، لكن يقسم العمل في نطاق سري وأخر علني. فأوضحت الوثيقة، أن هناك "عنصر ظاهر": وهو شخص يعمل في العلن، ويظهر انتمائه للتنظيم، ويكون معروفا لمختلف الأجهزة الأمنية، ويتحرك وفق أهداف معينة تتفق مع رؤية وأهداف التنظيم. وهذا الشخص تحديدا لابد من التحكم في كم المعلومات المتاحة لديه تحسبا لمراقبة تحركاته واتصالاته. و"عنصر أخر خفي أو سري": وهو رجل يخفي مظهره وانتمائه وسلوكياته حتي لايتعارف عليه أحد، ويكون مسؤولا عن مهام معينة، ويتم استخدامه لاختراق الأجهزة الأمنية والتغلغل في المؤسسات الرسمية للدولة بهدف جمع المعلومات، والاستعانة بها في العمليات التي يرغب التنظيم في تنفيذها. وهؤلاء يمثلون في الأرجح الخلايا السرية والنائمة التي تنشط في أوقات معينة بهدف تحقيق أو تنفيذ عمليات محددة للتنظيم الإرهابي، وغاليا لايحملون بيانات أو وثائق رسمية سليمة بهدف التضليل. وانتهت الوثيقة التكفيرية إلى ضرورة تحويل العمل الجهادي المسلح بالكامل إلى عمل سري نظرا لعمليات الأستهداف والتضييق التي تشنها الأجهزة الأمنية ضد عناصر التنظيمات المسلحة. وانتهت الوثيقة إلى المرحلة الخامسة، ووضعتها تحت عنوان "التجهيز والإعداد": وهي مرحلة تعتبر وفقا للوثيقة التكفيرية أهم مرحلة لتكوين الشخصة التنظيمية المسلحة، وتبدا بما أطلقت عليه "التربية الشرعيّة السياسية"، وتعني التركيز على مفاهيم الولاء والبراء، قضايا والحاكمية وتكفير الأنظمة الحاكمة، وضرورة العمل الجهادي والتنظيمي المسلح، وتحديد الأعداء بوضوح وكيفية مواجهتهم، وطريقة قتالهم، والتدريب على دورات الأمن المعلوماتي والاستخباراتي وفقا لمفاهيم التنظيم، والتأهيل البدني والعسكري وطرق استخدام السلاح، وفك وتركيب المتفجرات والتعامل معها. وتتشابه تلك الشروط مع ما وضعته جماعة الإخوان لتحنيد الافراد الجدد، فقط وضعت لجنة خاصة أطلقت علها "لجنة الدعوة الفردية"، وضمت لها عدة أقسام أهمها ، قسم الطلبة، وقسم المهنيين. ويعتبر قسم الطلبة داخل الإخوان المورد الرئيسى لضم العناصر الجديدة لصفوف التنظيم، حيث يتم استقطاب الكراهقين وطلبة المدارس وشباب الجامعات، لضمان الولاء والسمع والطاعة ولسهولة تشكيلهم نحو فكر التنظيم وأهدافه بأبسط الوسائل. وينقسم قسم الطلبة إلى "لجنة الأشبال" وهي معنية بعناصر المرحلة الابتدائية والإعدادية، وكيفية استقطابهم، و"لجنة المرحلة الثانوية"، و"لجنة الشباب". وبعد ذلك يتم ضم العناصر الجديد لما يسمى بـ"قسم التربية والتأهيل"، وهو قسم مسئول فعلياً عن تأهيل عناصر الإخوان حسب رؤية الجماعة وأفكارها ويشمل المستويات التربوية لمختلفة مثل مستوى "محب "، ومستوى "مؤيد"، ومستوى "منتسب"، ومستوى "الأخ العامل"، و "الأخ المجاهد"، وهى مستويات مهمتها تأهيل العناصر داخل التنظيم.
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2