إبراهيم رضوان يكتب : النصابون الجدد ..!
إبراهيم رضوان يكتب : النصابون الجدد ..!
هم ليسوا مثلي ومثلك ، لا يجيدون نفس اللغة ، ولكن تجدهم في كل مكان ، يرتدون أفخم الثياب ، يضعون أرقى العطور ، يدخنون السيجار ، يتحدثون عن حب الوطن ، يهرولون الي الصلاة ، إنهم النصابون الجدد ، نوع جديد من النصابين وصلوا الينا بالتطور الطبيعي للنصب ، لم يعد كل ما يشغلهم سرقة ما في يديك أو ما في جيوبك ، بل يسرقون عقلك ويمصمصون عظمك ويتركونك وأنت تبتسم ..
إنهم يبيعون لك الهواء ، يروجون لك سلعة غير موجودة ، سيدهم المال من كل العملات والأفضل أن يكون دولارا ، يسرقون الكحل من العين ، يستخدمون مشارط جراحية لا تجرح ولا تؤلم ، ولا ضير أن يبيعوا الوهم بإسم الوطن ، فمصر بالنسبة لهم قصورا وفنادق ونسوان وسيارات فارهة وشواطئ لا يسبح فيها إلا الأثرياء .. ولا يغرق فيها أحد ..
يحترمون القانون ، يقدسون القضاء ، لا يعرفون غير لغة " الكاش " ، يحملون درجات علمية ورتب وظيفية ودائما تكون " سابقة "،
ما يفعلونه لا تجري عليه فتاوى الحلال والحرام لأنهم جننوا الشيطان وجعلوه تلميذا في مدارسهم يتعلم منهم ..
قابلني صديق خليجي محب لمصر زعلان ومتوتر وقال لي " شوف الناس اللي بتنصب بإسم مصر " ، قلت عادي فالنصب موجود منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها وحتى يتسلمها ، كما إننا لا نعيش في مجتمع ملائكي فقال لي شوف جهة ما تطلب مني 3 الآف دولار مقابل أن أكون سفيرا للسلام ، هذه الجهة أو الجمعية تضم شخصيات رفيعة سابقة وحالية ، تمارس النصب بإسم مصر ، ولكن الجدع يثبت ..
صديق آخر قال لي أنه تلقى إتصالا من جمعية تطلق على نفسها " المنجزون العرب " وطلبوا مني 1500 دولار مقابل منحي شهادة بأنني من المنجزين العرب مع أن صديقي هذا إنجازه الوحيد " الجري وراء النسوان " ، وبالفعل وقع في الفخ ودفع مقابل الشهادة وحضور حفل ساهر والنوم في فندق لمدة ليلة واحدة ، يعني حوالي 25 الف جنيه مقابل ليلة واحدة وقطعة ورق لا أحد يعرف مصدرها ولا معناها وكل هذا يجري على أرض مصر ..
يا سادة ، أنا لا أطالبكم بعدم النصب ، أو إعلان التوبة ، ولكني أطالبكم بعدم فعل ذلك بإسم مصر ، فمصر أكبر منا جميعا ، مصر أسأنا اليها جميعا ، مصر لا نستحقها جميعا ..
الغريب أن هذا الكيان يضم شخصيات نافذه أيضا ، حتى يكون التقاط الضحايا والمغفلين سهلا ، كل هذا يحدث أمام جميع الاجهزة المعنية ، ولكنها للأسف في "التراوة" ، محدش فاضي يدافع عن هذا الوطن إلا هؤلاء الشجعان على الحدود ..
أقول لهؤلاء .. لا تنصبوا بإسم الوطن ، إنصبوا بإسم أنفسكم .. مصر ترجوكم ..