إبراهيم رضوان يكتب : الهجص التاريخي .. !

إبراهيم رضوان يكتب : الهجص التاريخي .. !إبراهيم رضوان يكتب : الهجص التاريخي .. !

* عاجل28-8-2020 | 14:26

لماذا نسكب على زعمائنا سمات ربانية ، لماذا لا نتقبلهم كبشر ، بخيرهم وشرهم ، كنت في جلسة حوارية عن قائد ثورة 1919 سعد زغلول مؤسس حزب الوفد ، وفجأة بدأ يسبغ عليه الحاضرين صفات إلهية ، وأنه من صفوة البشر رغم ان له وجه آخر إذ قال عنه المؤرخ عاصم الدسوقى إن داء الخمر والقمار تمكنا منه، وفى المنفى فى جزيرة مالطا كتب فى مذكراته، أن أعمال العنف فى ثورة 1919 أمور تضر بقضيتنا". وذكر المؤرخ عبدالرحمن الرافعى فى كتابه مصطفى كامل.. باعث الحركة الوطنية" ص 239، و431 متحدثًا عن سعد زغلول: لقد بدأ الزعيم حياته السياسية صديقًا للإنجليز، وختمها كذلك صديقًا للإنجليز، وبدأها بمصاهرة أشهر صديق للإنجليز عرفته مصر فى تاريخ الاحتلال من أوله إلى آخره وهو مصطفى فهمى باشا، أول رئيس وزراء فى مصر بعد الاحتلال. من المفارقات الغريبة أيضا زواج سعد زغلول من صفية ابنة مصطفى باشا فهمى رئيس وزراء مصر عام 1895 والتى لم تنجب ولكنها لُقبت فيما بعد بـ«أم المصريين» رغم أن والدها كان موصوما بعلاقاته بالانجليز فكأنه بهذا الزواج أراد أن يزداد قربا من الطبقة التى شعر يوما أنها قهرت أحلام الثورة العرابية فى التخلص من الخديوى وأعوانه . اعتراف سعد زغلول بلعب القمار واحتساء الخمور وبيعه الكثير من ممتلكاته فى سبيل سداد ديونه جاء نصا عبر صفحات من مذكراته بقوله: «كنتُ أتردد بعد عودتى من أوروبا على الكلوب فملت إلى لعب الورق ويظهر أن هذا الميل كان بداية المرض فإنى لم أقدر بعد ذلك أن أمنع نفسى من التردد على النادى ومن اللعب، وبعد أن كان بقليل أصبح بكثير من النقود وخسرت فيه مبلغًا طائلًا وكنت قبل 12 سنة (1901) أكره القمار وأحتقر المقامرين وأرى أن اللهو من سفه الأحلام واللاعبين من المجانين، ثم رأيت نفسى لعبت وتهورت فى اللعب وأتى عليّ زمان لم أشتغل إلا به ولم أفكر إلا فيه ولم أعمل إلا له ولم أعاشر إلا أهله، حتى خسرت فيه صحة وقوة ومالًا وثروة». استغرق «الباشا» فى لعب القمار وهو الأمر الذى دفعه عام 1910 إلى أن يبيع عزبة بناحية قرطسا بمحافظة البحيرة - مقابل اثنى عشر ألف جنيه وعن ذلك يقول سعد: «بعت هذه الأطيان وذهب كل ثمنها أدراج الرياح فلم أستفد منه فائدة». أيضا باقي الزعماء أحمد عرابي الذي تسبب في إحتلال مصر ، ولم يدهس قصر الخديوي بفرسه ولا يحزنون كما ضحكوا علينا في المدارس ، ثم الرئيس جمال عبد الناصر كان " كثير المجد والأخطاء " توسع وجدانيا وساقنا الي معاناة نعاني من آثارها لليوم ، ثم السادات ملك الإنفتاح السداح مداح ، ولكن هل يمنع هؤلاء أنهم كانوا زعماء بشرا بأخطائهم بأحلامهم بأفراحهم بأتراحهم ، لماذا نجمل الواقع ونكذب على الناس فناصر ليس آخر الأنبياء والسادات سيظل بطلا للحرب والسلام .. لا تكذبوا على الناس وقدموا التاريخ كما هو .. أبطالنا كثيرون وصفاتهم البشرية وأخطائهم أولى أن تدرس وبطلوا تهجيص ..
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2