أحمد عاطف آدم يكتب: زراعة رحم وأكثر من حياة

أحمد عاطف آدم يكتب: زراعة رحم وأكثر من حياةأحمد عاطف آدم يكتب: زراعة رحم وأكثر من حياة

* عاجل30-8-2020 | 19:12

دائما ما يراودنا الأمل فى تحقيق كل ما نتمناه بدنيانا حتى ولو كانت تلك الأمنيات هى المستحيل نفسه. شعور جميل مختلط ما بين صعوبة أو حتى استحالة تنفيذ بعض من تلك الأمنيات، وبين مباغتة القدر وضربه لتوقعاتنا المتواضعة وإحباطاتنا عرض الحائط أمام إرادة الله القادر على كل شئ، والدليل على ما سبق هو ما شهده العالم مؤخرا من حدوث واحدة من أهم معجزات هذا القرن، وهى تمكن ١٠ سيدات عقيمات من الإنجاب من أصل ٤٠ سيدة تم زراعة رحم جديد لهن. أحدث عمليات تلك الزراعة الطبية النادرة، كانت لمريضة إيطالية من جزيرة صقلية تبلغ من العمر ٣٠ عامًا بسبب متلازمة تسمى "روكيتانسكى" ، عانت على أثرها المريضة من عدم وجود رحم من الأساس ثم بدت بصحة جيدة بعد جراحة ناجحة. وبنفس الظروف تقريبا لكن بتفاصيل أكثر إثارة كانت للفتاة التشيكية "يانا" التى صدمتها حقيقة عدم وجود رحم لديها عندما كانت فى السادسة عشر من عمرها، وبعد أن أتمت عامها الثلاثون عام ٢٠١٧ فوجئت ببشرى لم تخطر ببالها، حين أخبرتها خالتها طبيبة النساء والولادة بأنها شهدت مؤخراً محاضرة طبية جرى خلالها الحديث عن إمكانية زراعة رحم، فسألت الفتاة والدتها إذا كانت لا تمانع فى تبرعها لإبنتها برحمها ؟ ، فلم تمانع الأم بكل تأكيد وتمت الجراحة بنجاح. وفى ألمانيا نجحت مستشفى "توبنجن الجامعى للنساء والولادة فى عمليتين ولادة أظفرتا عن طفلين من رحمين تم زرعهما بوالدتيهما ليصف "ديتليم فالفينر" وهو المدير الطبى لتلك المعجزة بأنها نجاح أبصر خلاله جنينين لنور الحياة. الشاهد من الرسائل السابقة هو أن الأمل دائما معقود فى رقبة القدر، وبأننا مهما ضغطت علينا الظروف أو الابتلاءات ومن بينها المرضية، فإن ترياق النجاة منها يكمن فى الإيمان بالله العلى القدير، سبحانه القائل فى محكم آياته : بسم الله الرحمن الرحيم "وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ". صدق الله العظيم.
أضف تعليق

إعلان آراك 2